خبر : ابننا المتبنى "جميعا"/بقلم: يوسي سريد/هآرتس 15/9/2010

الأربعاء 15 سبتمبر 2010 11:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ابننا المتبنى "جميعا"/بقلم: يوسي سريد/هآرتس  15/9/2010



 كان الأمر محزنا في رأس السنة، في الخيمة، وسيكون أشد احزانا بعد غد: فليس قسمنا أن نطلقه قسماً. تخلت الحكومة عنه. قد يتذكره شخص ما زمن قراءة التوراة في العيد وأساسها التضحية باسحاق؛ بيد أن ابراهيم كان مستعدا لذبح ابنه وحيده الذي أحبه، اما الابراهيميون الجدد فيضحون "بابننا جميعا"، الذي ما زال حبنا له يحتاج الى برهان. دخل وزراء وخرجوا من المنزل الرسمي. وسموا ذلك "مساء صياغة" – ووقفوا لحظة قرب والديه، ولم يقفوا حقا؛ فما زالوا يهربون. طلب رئيس الدولة أن يأخذوا مهلة، وأن يعودوا الى بيوتهم الى ما بعد الأعياد وأن يستريحوا. كذلك طلب رئيس الحكومة على نحو جميل فانه يمكن تجديد النضال دائما. أو بعبارة أخرى – ابتعدوا عن أعيننا أيها الملحاحون، لنستطيع الاحتفال بلا متظاهر او مشوش. يستحق قادة الدولة ايضا راحة الأعياد، ويحسن أن يقضي المترددون على الابواب العيد بعيداً عن الناظر. أعظم بنيامين وسارة الطلب كما نشر: لا تشركوا أبناءنا في نضالكم العادل الذي لا حاجة اليه. بل إن الزوجين الملكيين وجها انتقادا الى قرن ابنهما الجندي بالخطب والمنشورات – "لو كان هذا ابنك فماذا كنت تفعل". لم ينقض احد في الحقيقة على عائلة نتنياهو لكن شيئا ما بدأ يشتعل هناك فوق الرؤوس. اذا كان الأمر كذلك، بغير أبناء، فلماذا يشركون جلعاد في شؤون ليست له ولا لعائلته؟ لماذا يحملون عليه كل عبء الأمن القومي؟ لماذا يتخلون عن "ابننا جميعا" من أجل ابنائنا جميعا؟ أصبح أسر جندي واحد فجأة دعامة السياسة الاسرائيلية. اذا لم يكن رئيس الحكومة يريد أن يشركوا ابنه فلماذا يشرك ابن آخرين في اعتبارات مجده وحسابات الربح والخسارة السياسيين؟ وهذا الابن المتبنى لم يحتفل بأعياد الميلاد في صحبة أصدقاء الأب والام منذ تمت له 19 سنة. ليس ذلك إلا لأن حكومة اسرائيل تثق ثقة كبيرة بحماس. تتكل عليها ألا يصيب المختطف شر، وأنه لا يحسن أن يخسره المختطفون. كان هذا هو الفرض الذي صحب رون أراد حتى اختفت آثاره ولم تعلم بعد. يسهل على الحكومة أن تثق لكن ماذا يفعل من هم أقل ثقة. لا نريد أن نتبين بعد مرور وقت أن الجالسين في خيمة الاحتجاج لم يجلوا إلا سبعة أيام الحداد، وأن ما تم لا تمكن إعادته ولا سيما إذا كان اخفاقا. فشل المجتمع الاسرائيلي في امتحان شليت. تظاهر عشرات الآلاف، وشايع مئات الآلاف، وكان يبدو أحيانا أن حجرا من الجدار سيصرخ، لكن تبين أننا نصرخ بالجدار. لا يوجد أمل كثير للاحتجاج الشعبي هنا فقط لفظ أنفاسه منذ أصبح احتجاجه زائفا. لقد حكم على "ابننا جميعا" أن يصاب باليتم مع آباء من الجمهور كهؤلاء.  لا تعمل ديمقراطيتنا، فهي لا يستعملها الا القوة لا قوة الارادة؛ ومجتمعنا محدود الضمان جدا وفي تضامن غير متبادل؛ لم يعد بعضنا يضمن بعضا. كان من المحزن أن نرى والديه الخاصين و "شعب اسرائيل" يسافر وينزل في الغابات والمحميات ويسلم لفقدانه. وفي الكنس يدعون الله من أجل سلامته كما سيطلبون بعد اسبوعين نزول المطر. كذلك تترك وسائل الاعلام المكان في تنهده. تحولت افيفا ونوعام منذ زمن الى التوقيت الشتوي. انتهى صيفهما قبل خمس سنين، وغشيهما الظلام منذ ذلك الحين.