خبر : متاهة بيبي / بقلم: بن كاسبيت / معاريف 13/9/2010

الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 12:47 ص / بتوقيت القدس +2GMT
متاهة بيبي / بقلم: بن كاسبيت / معاريف 13/9/2010



 متاهة فاخرة اعدها لنفسه بنيامين نتنياهو. فهو جد يريد مواصلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. لا كي يحقق السلام بل كي يثبت بان ليس له العائق امام السلام. انهم هم المذنبون. ولتحقيق هذا الهدف فانه ملزم بان يجتاز عائق التجميد بسلام. اذن هكذا، فان الفلسطينيين أيضا يفهمون هذا. هم، من جانبهم، يريدون بالضبط ما يريده نتنياهو، فقط العكس. هم ايضا يعرفون بان السلام لن يخرج لهم من المحادثات المباشرة، ولكنهم ملزمون بان يثبتوا للامريكيين وللعالم بان ليسوا هم العائق امام السلام. هذا هو. او، بكلمات صريحة، بيبي رافض سلام مثابر. عدم تمديد التجميد هو، من ناحيتهم، ذريعة ممتازة لتفجير البالون حتى قبل أن ينفخ. السؤال هو هل في مثل هذه الحالة سيصدق العالم نواياهم ولن يلقي عليهم بالذنب لتخريبهم خطوة استراتيجية تاريخية لاسباب تكتيكية هامشية. الطرفان يخافان ان يقع الواحد في خدمة الاخر. الجميع يشتبه بالجميع. عين واحدة تواصل متابعة طيران الكرة في الهواء، والعين الاخرى تنظر الى الحكم. والان، تسأل هيلاري كلينتون، كيف الخروج من هذا؟             نتنياهو القى أمس بتلميح علني اول بنواياه. "هذا ليس كل شيء أو لا شيء، توجد ايضا امكانية وسطى"، قال لوزراء الليكود متناولا التجميد. مقربو نتنياهو يقسمون بان هذا ليس تلميحا او شبه تلميح او طرف جبل جليدي، بل كل القصة. نتنياهو مستعد لان يوضح، ليس علنا، بان البناء سيستأنف بوتيرة بطيئة. كم بطيئة؟ بالضبط مثلما كان في الحكومات السابقة. هكذا بطيئة. حكومة اولمرت، يقول بيبي، كانت بوتيرة 1.500 – 2.000 وحدة في السنة، وحكومتي ايضا ستبني بهذه الوتيرة (حتى الان حكومته لم تبني شيئا. المهم أن هذه حكومة يمينية). اضافة الى ذلك، واضح انه لن يصادق على مشاريع جديدة خارج الجدار. وستبذل جهود لتقييد بدايات البناء. وعدم احراج الفلسطينيين او الامريكيين اكثر مما ينبغي. يتعرض نتنياهو لضغط كبير من اليسار كي يصدر كل ذلك بشكل رسمي. ان يتخذ في الحكومة قرارا، مثلا، باستمرار التجميد في المستوطنات المنعزلة. هيلاري كلينتون ودنيس روس يطلبان من بيبي، داخل الغرفة، ان يعطيهما "شيئا" يمكنهما به ان يأتيا الى الفلسطينيين وان يبقياهم داخل الغرفة. الجميع يريدون البقاء في الغرفة الصغيرة والخانقة هذه التي لا يمكن لاي شيء ايجابي ان يخرج منها في نهاية المطاف، باستثناء الكثير من الهواء الساخن والكلام العابث. المهم الوقفة. صحيح حتى هذه اللحظة، ليس لنتنياهو نفسه ايضا أي فكرة واضحة ماذا سيفعل وكيف سيخرج من هذا. وهو يتشاور كثيرا، ويعقد (على عادته) مداولات حثيثة الى ساعات الليل، ولكنه لا ينم عن خططه. ربما لانه لا يوجد لديه في هذه المرحلة ما ينم عنه ولمن. وهو مضغوط بين المستوطنين من جهة وايهود باراك من جهة اخرى. بين دان مريدور وميخائيل ايتان وبين بيني بيغن وافيغدور ليبرمان (الذي سيلتقي يوم الاربعاء في القدس هيلاري كلينتون لقاءا كنا نود جميعنا ان نكون فيه ذبابة على الحائط).  الاسبوعان القريبان سيكونان بالتالي مصيريين على نحو خاص بالنسبة لنتنياهو. المريدوريون يقولون له "يا بيبي، امسك بالقيادة. خذ الزعامة. الليكود لك. لا احد يمكنه أن يتغلب عليك. اذا قدت، سيسيرون خلفك. ليس لك ما تخشاه. ملزمون بمواصلة المفاوضات، ملزمون بالوصول الى لحظة الحقيقة، التي يتبين فيها العالم مرة اخرى بان رافضي السلام الحقيقيين هم الفلسطينيون، اذا ما سقطت هذه على التجميد، فسيقع كل الملف علينا وعلى رفضنا. من أجل بضع مئات من وحدات السكن في ايتمار ج ومعاليه يربعام د انت ترهن ما تبقى من خير وشرعية لدولة اسرائيل". اما البينيون والبيغيون والنفتاليون فيقولون له الامر المعاكس: توقف الان يا بيبي. قبل أن يفوت الاوان. مرة اخرى يقتادونك من الانف، مرة اخرى يناورون عليك، انت تتجه نحو منطقة القتل، في طريق بلا مخرج، الان هذا هو التجميد وغدا ستجد نفسك في نقاش على القدس. يمكن الصمود امام الضغط الامريكي، وهناك حاجة فقط الى اظهار عمود فقري، تصميم وولاء للجمهور الذي بعث بك الى مكتب رئيس الوزراء، للنواة الصلبة لمؤيديك الحقيقيين. هؤلاء هم الذين رفعوك يا بيبي، وهم الذين سيسقطونك. تذكر من أين جئت والى اين يمكن أن تعود".             والان، كل ما تبقى لنتنياهو هو أن يقرر.