خبر : ليس هناك على من نعتمد/بقلم: عاموس غلبوع/معاريف 7/9/2010

الثلاثاء 07 سبتمبر 2010 11:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ليس هناك على من نعتمد/بقلم: عاموس غلبوع/معاريف  7/9/2010



 المحادثات المباشرة بدأت، والجميع يصدرون اقوالا على نمط: "هذه هي الفرصة الاخيرة للسلام، ولا يجوز تفويتها". بل ان الفلسطينيين شرعوا بحملة علاقات عامة. هذا منعش بالفعل، ولكن مع ذلك يسترق الى القلب سؤال صغير: اذا كان هذا على هذا النحو، فلماذا تعود كل قيادة السلطة وتهدد بأنه اذا ما بنت اسرائيل حتى ولو بيت واحد بعد نهاية التجميد في 26 ايلول، فان الفلسطينيين سينسحبون من المحادثات؟. بسبب بيت واحد سيفقدون "الفرصة الاخيرة للسلام" والدولة الفلسطينية ذات السيادة تتحرر من "الاحتلال"؟ أيوجد في هذا ذرة منطق سليم؟. يوجد لهذا عدة تفسيرات محتملة. مثلا هم لا يريدون اتفاقا، هم يريدون أن نغرق في مرق "الاحتلال"، وفي نهاية المطاف يعطيهم العالم دولة دون اتفاق سلام مع اسرائيل، أو ان يكون هذا مجرد تهديد يستهدف اغراض الابتزاز للحصول على المزيد فالمزيد من البادرات الطيبة (مثلا، انسحاب اسرائيلي "صغير")، أو انهم يفهمون جيدا بأنه كل الوقت الذي تكون فيه سلطة حماسية في غزة، تسيطر على نحو 40 في المائة من الفلسطينيين في المناطق، لن يكون ممكنا عقد أي اتفاق مع اسرائيل. وليكن السبب ما يكون، فان نتنياهو في المقابل لا ينطلق في اعلان بأنه اذا كانت هناك عملية واحدة – فان اسرائيل ستنصرف من المحادثات. يميننا المتطرف كان يريد ذلك، بالطبع، وليس صدفة انه يشبه بذلك الفلسطينيين. هيا لندع للحظة الفلسطينيين ونذكر أن أبا فكرة التجميد كان الرئيس اوباما، منذ تلك الايام التي كان معبودا فيها كالآلهة الذي يبث حكمة عظيمة. ولماذا أعطي التجميد لسنة؟ لان الفكرة كانت انه في هذه السنة ستتوصل اسرائيل والسلطة الى تسوية دائمة وهكذا تساعد اسرائيل الولايات المتحدة في حل مشاكلها في المنطقة ويأتي الخلاص الى الشرق الاوسط. اذا مرت سنة ولم يحصل شيء، وثرثروا حول نموذج يسمونه "محادثات غير مباشرة"، والان يهجمون على نموذج يسمونه "محادثات مباشرة"، وفي غضون سنة، هكذا يريد اوباما، سيصل الطرفان الى "اتفاق اطار" على التسوية الدائمة. ماذا سيكون في هذه السنة – أحد لا يعرف. أما نحن فنعرف بالفعل ما حصل للمشاكل الامريكية في المنطقة في السنة الماضية: ايران تواصل التقدم نحو القدرة النووية وتستهتر باوباما، العراق يوجد على شفا الفوضى، تركيا اصبحت اكثر تطرفا وعضوا (حاليا) في المحور الايراني – السوري، حزب الله تعزز سياسيا وعسكريا، وفي افغانستان البعيدة يغرق الامريكيون اكثر فأكثر في الوحل مع قدر اكبر من الجنود. من الجهة الاخرى، لم تنجح الولايات المتحدة، أو لم تحاول حتى، في اقامة منظومة سياسية – استراتيجية ناجعة من الدول العربية "المعتدلة". في الايام الاخيرة لا تخرج عن ذاكرتي صورة رأيتها مؤخرا في احدى الصحف: عنوان رئيس ضخم عن اوباما الذي سيأتي الى المنطقة لصنع السلام، والى جانبه صورته في ملابس رياضية، وفي يده عصا الغولف وابتسامة رقيقة على شفتيه. بالنسبة لي، الرمزية التي في الصورة كانت كالتالي: سواء كان السلام، أم لم يكن السلام، سواء اتفق الطرفان على "تنازلات أليمة" أم لم يتفقا – أنا من جهتي يمكنني دوما أن اذهب الى لعبة الغولف بمتعة، المهم هو أنا وليس أنتم، مصيري وليس مصيركم. عشية رأس السنة، التي هي في التقاليد اليهودية الزمن لحساب النفس الشخصي، هيا نعترف بأن الولايات المتحدة، الدولة ومؤسساتها، هي الحليف الحقيقي الاكبر والوحيد لنا، ولكن مصيرنا هو في نهاية المطاف في أيدينا، في أيدي الفرد والعموم. وبالذات بسبب ذلك يطيب لي أن أبكي حيال الضغينة والكراهية التي في قيادة جهاز الأمن الوطني عندنا.