خبر : لماذا أكره المقاطعات/بقلم: ايتان هابر/يديعوت 1/9/2010

الأربعاء 01 سبتمبر 2010 10:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا أكره المقاطعات/بقلم: ايتان هابر/يديعوت  1/9/2010



قبل سنين كثيرة من سطوع المصابيح على الممثلة سارة فون شفارتسي والممثل درور كيرن، جرى على خشبات مسرحنا، وعاش هنا في أرض اسرائيل يهودي اسمه دافيد بن غوريون. يمكن ان نقول اليوم انه كان نائب الله.  كيف ولماذا تذكرت مؤسس دولة اسرائيل؟ سنقف هنا وقفة قصيرة من أجل موضوع آخر، وربما يعنينا نفس العناية في الشأن نفسه: إنني بكوني أظن أنه عندما ينشب السلام في مناطقنا، فسيكون من الصعب جدا، الى درجة غير الممكن، التمسك باريئيل على أنها مدينة وأم في اسرائيل، تبدو لي مقاطعات النخبة المثقفة اليسارية لاريئيل اليوم مثل نباح لقافلة مرت منذ زمن، ومثل سلوك أناس يعرفون الكراهية على النحو الأفضل والأكثر. ماذا نفعل؟ لم يعلموني الكراهية (ما عدا كراهية قاتل رئيس الحكومة وعائلته) وأنا أبغض القطيعة من كل نوع. ربما لانني، أو اصح من ذلك عائلتي كنا ضحايا قطيعة فظيعة. وهنا نعود الى نائب الله، دافيد بن غوريون. في سنة 1944، على أثر مقتل اللورد موين في القاهرة على أيدي أناس ليحي، صدرت عن الزعيم بن غوريون دعوة متأثرة الى مقاطعة اليهود، من أناس الايتسل الذين لم يعملوا على حسب أوامره وأوامر "المؤسسات القومية". في تشرين الثاني 44، في مؤتمر الهستدروت، في أوج الحرب العالمية الثانية وعندما عمل المحتلون في اوشفيتس في ذروة انتاجهم، عرض بن غوريون خطوطا أساسية "للقضاء على الارهاب اليهودي". الحكاية طويلة: قال المقترح المفصل "بأن يؤخذ منهم المنشورات النجسة"، وأن يبعدوا عن أماكن العمل، وعدم تمكين أناس الايتسل من التوجه الى مكاتب العمل، وطردهم من المدارس، وعدم منحهم ملاذا وملجأ لاشاعة النمائم – اختار بن غوريون كلمات أخرى – للسلطات البريطانية "لاقتلاع وباء "المجرمين من العصابات""، وكل من يؤيدهم. كان أبي واحدا من هؤلاء "المجرمين" ومن "العصابات". كان والدي في الايتسل لم يكن "مقاتلا" كبيرا لكنه أسهم اسهاما ما. بعد مرور زمن قصير من تلك القطيعة التي أعلنها بن غوريون اعتقل والدي ونقل الى سجن عكا وفي معسكر الاعتقال في اللاترون. سلمه يهودي. بعد نشوء الدولة بسنين كثيرة عانى والدي قطيعة بن غوريون ورفاقه: فقد صعب عليه أن يجد عملا (ووجد آخر الأمر بين رفاقه في الرأي السياسي)، وكانت أيام، لم تكن كثيرة والحمد لله، بلغ فيها حد الجوع والحاجة الى كسرة خبز. منذ ذلك الحين والى اليوم وغدا لن أساعد على قطيعة من اليمين او من اليسار، اقتصادية او اجتماعية اوثقافية او أي قطيعة كانت. أنا أكره المقاطعات  الدينية والعلمانية والسياسية، وعندما اتفق لي أن أعمل مع مندوبي جمهور تذكرت دائما عيني والدي الدامعتين: واستجاب حنان بورات وأحمد طيبي على النحو نفسه برغم اختلاف الاراء معهما. لم يكن 99.9 في المائة من مقاطعي اريئيل هناك قط ولا يكادون يعلمون أين تقع: على مبعدة 19 كيلو متر داخل الضفة مثل ذراع (وثمة من يقولون قبضة مغلقة) داخل بلدات عربية معادية. يصعب أن أصدق أن الآلاف الذين دقوا هناك وتدا وبنوا بيتا سيبقون هناك مع اتفاقات السلام (وليت هذا يكون ممكنا). كم هو سهل ومريح في الأساس توقيع عريضة مضادة لهم. وكم هو صعب أن تجهد نفسك، وأن تحرك مقعدتك وأن تتظاهر هناك عليهم وأن تجادل وأن تكتب مسرحية تعارض المستوطنات وفيها اريئيل وأن تعرضها على خشبة مسرح دار الثقافة في اريئيل (كما اقترح يئير لبيد). كم هي سهلة المقاطعة. وكم هو صعب ان تحمل صليب المقاطعة على ظهرك.