خبر : نتن ياهو ايضا لديه خطة .. ماجد عزام

الأربعاء 01 سبتمبر 2010 01:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 نتن ياهو ايضا لديه خطة .. ماجد عزام



بعد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ووزير الدفاع اهود باراك  هاهو رئيس الوزراء الاسرائيلى نتن ياهو يزعم ان لديه خطة لحل الصراع فى فلسطين مدعياً ان تحقيق اتفاق ليس مستحيلا وانه سيفاجىء المشككين فى جدوى التفاوض اما خريطة الطريق خاصته من اجل الوصول الى اتفاق فتتضمن ثلاث نقاط اساسية: الاعتبارات الامنية واقرار بيهودية اسرائيل واعتبار الاتفاق بمثابة نهاية للصراع .للتذكير فان خطة ليبرمان  تستند الى  ما يعرف بنموذج قبرص اى دولة فلسطينية نقية من اليهود ودولة اسرائيلية نقية من العرب عبر تبادل اراض وسكان يتضمن الكتل الاستيطانية الكبرى فى الضفة الغربية ومناطق من المثلث ووادى عارة فى الاراضى المحتلة عام 1948 ،ويزعم انه مستعد لاخلاء بيته فى مستوطنة نوكديم من اجل هذا الحل الذى يدعى انه الاكثر منطقية وواقعية ليبرمان نتيجة للمستجدات الاخيرة الناجمة عن مجزرة اسطول الحرية وتداعياتها واستغلالا للانقسام الفلسطينى السياسى والجغرافى وتعمقه يوما بعد يوم قام بتحديث خطته عبر  طرح فكرة الانفصال التام عن قطاع غزة ووضعه تحت مسؤولية مصرية دولية مشتركة مع الاحتفاظ بنموذج قبرص ولكن بين الضفة وغزة وليس بين اسرائيل وفلسطين . خطة باراك تختلف جوهريا عن خطة ليبرمان وهى تتماشى مع الخطوط العريضة لما بات يعرف بحل الدولتين  والتى ظهرت لاول مرة فى وثيقة كلينتون العام 2000  وحسب  تعبير باراك الحرفى فان اسرائيل يجب ان تكون دولة اليهود مع اغلبية يهودية صلبة والى جانبها دولة فلسطينية مجردة ولكن مستقلة وقابلة للحياة تضم اسرائيل الكتل الاستيطانية الكبرى وتخلى المستوطنات المعزولة خلال اربع او خمس سنوات عودة اللاجئين تكون الى الدولة الفلسطينية بينما  تؤجل قضية القدس الى اخر المفاوضات مع حلها وفق روحية وثيقة كلينتون ما لليهود لاسرائيل وما للعرب للدولة الفلسطينية مع نظام خاص للحرم القدسى ومحيطه .خطة نتن ياهو تبدو فى الشكل اقرب الى خطة باراك ولكنها اكثر تشددا خاصة من الناحية الامنية حيث يبدو الاول اكثر تطرفا من الثانى وكما تبدى من  تجربة السنة الماضية ومن جولات المبعوث الامريكى جورج ميتشل  يصر نتن ياهو  على  البدء من ملف الامن او الاعتبارات الامنية حسب تعبيره والتى تتضمن تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح  مع تسليح خفيف للشرطة   وسيطرة اسرائيلية على الحدود والمعابر والاجواء وموجات البث الكهرومغناطيسى وجديد نتن ياهو اصراره على السيطرة على منطقة غور الاردن عبر انتشار  او بالاحرى بقاء قوات اسرائيلية فيها بحجة عودة الخطر الى الجبهة الشرقية مع الانسحاب الامريكى المتوقع من العراق  ومع  القبول الفلسطينى بالاعتبارات الامنية السالفة يجب الاقرار بيهودية الدولة ما يعنى شطب حق عودة اللاجئين ومن ثم التوصل الى اتفاق يمثل نهاية للصراع ونهاية للمطالب الفلسطينية بغرض تجاوز المطالب الدولية باستناد اى اتفاق الى قاعدة انهاء الاحتلال الذى بدا فى العام 1976 لان نتن ياهو يرفض اعتبار تلك الحدود اساساً للتفاوض باعتبارها لا تتلاءم مع الاعتبارات او المصالح الامنية الحيوية لدولة اسرائيل فى السياق لا يعتبر نتن ياهو المستوطنات مشكلة او عائقاً وهو يتبنى فكرة الكتل الاستيطانية ولكن بشكل فضفاض لا يبقى اكثر من ستين او سبعين بالمائة من اراضى الضفة للدولة الفلسطينية –دون القدس- مقابل نحو تسعين بالمائة تقريبا وفق التصور المفترض لاهود باراك .خطة نتن ياهو لا تمثل اكثر من تحديث لخطة اليمين التقليدية حكم ذاتى بلدى موسع للفلسطينيين  تحت اطار الدولة ولكن دون سيادة حقيقية لا على الحدود ولا حتى على الاجواء مع شطب قضية اللاجئين عن جدول الاعمال وحل ما فى القدس بسقف منخفض عن وثيقة كلينتون وحتى عن تصور باراك  ايضا .يجب الانتباه الى ان تكاثر الخطط والمشاريع الاسر ائيلية يهدف الى  التشويش على  عملية التسوية بشكل عام واستغلال التباين ولو النسبى بينها لانتزاع اكبر قدر ممكن من التنازلات بحجة التساوق مع الواقع الداخلى وبلورة اتفاق يمكن اقناع الجمهور الاسرائيلى به علما ان هذا الاخير ما فتىء ينحاز الى اليمين والتطرف بشكل مستمر فى السنوات الاخيرة . امر اخر ينبغى التحسب له ووضعه فى الاعتبار يتمثل بطرح نتن ياهو لشروط ومطالب تعجيزية  وهو يعى رفض السلطة الفلسطينية المطلق لها  وسيعمد بالتالى كحل وسط الى انقاذ المفاوضات عبر فكرة الدولة المؤقتة بذهنية خطة باراك على تسعين بالمائة من الضفة –دون القدس- وربما التنازل عن السيطرة  الاسرائيلية على  منطقة غور الاردن والموافقة على انتشار قوات دولية فيها كما تفكيك مستوطنات نائية ومعزولة مع عدم التوصل الى اتفاق نهائى وابقاء المفاوضات مفتوحة ضمن سقف زمنى واسع نسبيا-لسنوات-  لفرض الوقائع على الارض وتحويل الموقت الى دائم وهو  ما يضع القيادة الفلسطينية امام خيارات جد صعبة ولكنها ممكنة قلب الطاولة عبر الانسحاب من المفاوضات والتفكير الجدى فى حل السلطة نفسها او  تبنى حل الدولة الواحدة وفق استراتيجية تدمج–حسب تعبير مروان البرغوثى- بين العمل السياسى والمقاومة الشعبية والجماهيرية وهذا يمثل برايى التحدى الاصعب امام الشعب الفلسطينى ولكنه حتما قادر على مواجهته بنجاح كما تبدى من تجربة الصراع خلال الستين سنة الماضية .                                                         مدير مركز شرق المتوسط للاعلام .