خبر : ذكرى طواها عدم الوفاء .. إبراهيم ابو النجا

الخميس 26 أغسطس 2010 01:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ذكرى طواها عدم الوفاء .. إبراهيم ابو النجا



مرت الذكرى الحادية والثمانون على ميلاد القائد الخالد فينا وفي الأجيال القادمة سواء كانت فلسطينية أم عربية أم عالمية ، وكأنها مناسبة عابرة كأي مناسبة ، أو حدث كأي حدث ، وكأن صاحبها كان شخصًا طارئًا في حياتنا وتاريخنا ، وعقلنا ، وثورتنا ، وانتفاضاتنا ، وسلطتنا ، ومجدنا .نسينا كوفيته الهوية الوطنية ، والشخصية الفلسطينية . نسينا إطلالته على ثواره في القواعد ، في الكهوف والمغارات وفي جبال الشيخ ، وقلعة الشقيف ، والعرقوب ، في الكرامة والأغوار جنوبها وأوسطها وشمالها ، تناسينا المواقف والتاريخ وصناعته ، والجغرافيا والتأكيد عليها ، والحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف .تنكرنا للمقولة : يريدونني أسيرًا أو طريدًا أو قتيلاً ، وأنا أقول لهم : شهيدًا شهيدًا شهيدًا .لا يمكن أن نأتي على سرد المواقف وتأريخ الأدوار كافة ، فهناك مؤسسة نسمع عن اجتماعاتها السنوية وهي مؤسسة سميت باسمه ، ولكن لم نقرأ كتابًا أو موسوعة أو مجلدات أو مخطوطات تضم في جنباتها وطياتها وصفحاتها شيئًا يقرأ أو تزين به المكتبات أو يتناوله الباحثون والدارسون ، والأساتذة ولم تفاجئنا مؤسسات التعليم والثقافة والإعلام ...بومضات فينهلها الطلبة والتلاميذ ، كل بمستوى سنه وعقله ودرجته العلمية والتعليمية .ورب أكثر من سائل يسلقونني بألسنتهم الحداد قائلين : لماذا تبحث عن هذه المؤسسات وتتهرب من تناول المعنيين .... فمن يدعون أنهم رفاق ياسر عرفات ، والأمناء على رسالته وتراثه وموروثه النضالي والكفاحي والجهادي وغيره الكثير الكثير .حق لهم هذا السؤال وحتى لا أتهم من قبلهم بأن هناك حسابات تحول دون ذلك . فأقول لهم : لست من ذوي الحسابات بل اعتاد الخصم قبل الصديق أن يسمعها مدوية كلمة حق لا نخشى في قولها والتأكيد عليها لومة لائم .شيء واحد حاول أن يحول بيني وبين الكتابة والإجهار بصوتي ، هو خشية أن يخرج بعض الأذكياء جدًّا ليقول : إنه لو كان في موقع لما صدر منه مثل هذه الكتابة ، وسبق أن علق واحد على مقالة كتبتها منذ فترة قائلاً : هل لو كنت في موقع كذا ستكتب ما كتبت ؟طبعا أعطى اسمًا مستعارًا لأنه أجبن من أن يعلن اسمه وصفته واسم أستاذه الذي دفعه لهذا القول.ومن هنا . فمن يملك الجرأة والقدرة على المحاججة فليذكر اسمه ، ولا يختبئ وراء الستار والمستعار وإلا فليصمت ، ويتعلم ليستفيد ، وعسى أن يستيقظ ضميره ، ويستعيد وعيه إذا كان لديه وعي سابق .وحتى لا أتهم بالتهرب ، فمواجهة الحقيقة هي عنوان الرجولة ، وحتى نتحلل من وخز الضمير وتأنيبه ومن النفس اللوامة ، فلنتسلح بسلاح ياسر عرفات رحمه الله . سلاح الرجولة والجرأة ، والوطنية والجسارة ، والأخلاق الفلسطينية والثورية ، ولنعترف ونقر بتقصيرنا في هذا الشهر ونطلب الاعتذار من الراحل رحمه الله .ولكن ما أشكال الاعتذار ؟هل نعتذر عن إغلاق ملف اغتياله ونكتفي بما قيل في المؤتمر العام السادس : أن الإسرائيليين هم وراء اغتياله ؟ هل نعتذر عن مرور الذكرى بدون فعل يحرك العقول ويذكر بالتاريخ ؟مهما كانت المبررات وقد لا تكون لأن البعض يذهب ويقرأ الفاتحة على ضريحه ، وخاصة عندما يأتي كبار الزوار ليقفوا أمام صورة العملاق . تلك الصورة التي تتقزم أمامها كل الصور ، ويعتبر ذلك فرض كفاية ، أو فرض عين .دعونا نخاطب صاحب الدعوى التي تلسع جنبات الأوفياء ، ونطلب منه أن يقبل قصورنا لأننا  منشغلون بقضايا قد لا نستطيع أن نأتي على ذكرها ، ولكن لا بأس أن نأتي على بعض منها لأنه رحمه الله ، سينام قرير العين هانئًا لأننا مازلنا على العهد ، والقسم .فنحن منشغلون بنتائج المؤتمر العام السادس ، فقد عقد في الرابع من آب أغسطس عام 2009 أي يوم حلول الذكرى الثمانين لميلاده . إنه الوفاء بعينه ، ولكن الوفاء كل لا يتجزأ .فلم نكن نعلم أن الذكرى اتخذت غطاءً لإنهاء تاريخ صاحب الذكرى . وأصبحنا منهمكين في التذكر ماذا قيل فيه حتى نسجل ونوثق ، وننشر ونعمم . نحن لا نعرف حتى الآن القرارات من القوانين ، ومعذرة أخانا فلا يليق بنا أن نصدر شيئًا خشية أن يسجل علينا التاريخ وتسجل الأجيال ويسجل شعبنا ما اقترفته أيدينا من طرد وإقصاء وإبعاد لرفاق دربك . لمن قلت عنهم : أنا لا أغير خيلي في المعركة ، وكنا نعجب لهذه المقولة وكان البعض يتساءل : متى تغير الخيول إذن ؟ جاء الوقت الذي نتلقى فيه الإجابة دون عناء أو جدل .الخيول لم تغير في المعركة ولا بعد المعركة ، ولكن قبل المعركة . طُردت كطرد غرائب الإبل ، وحزمت حزم السلبة ، وقيل عنهم الكثير الكثير ، هؤلاء الذين قلت فيهم قولتك الشهيرة لا يوجد في الثورة من يتقاعد أو يستقيل ، ومن تعب منكم فليعطني أبناءه لأكمل بهم المشوار . لم نعد نسمع هذه المقولة . وحل محلهم قادة محترفون مجربون قادوا باقتدار ، وبمهنية عالية ، ولكن .... وقبل ذلك فرضت علينا محطات خسرنا فيها خسارات أعادت قضيتنا للوراء ستين عامًا أو أكثر .لقد جيء بالمؤتمر زمانًا ومكانًا لينطلق بالحركة انطلاقة جديدة واعدة بمنطلقات وأدبيات ، وشعارات ، وأهداف لا تكون ثقيلة على السمع بل مستساغة .أخانا وقائدنا وراحلنا في ذكرى ميلادك ، نعرف أن الكثيرين همسوا في داخلهم من ظلم لحق بهم ومن عدم وفاء ترصدهم ، وأحاط بهم ، ومن حقد أعمى أبصار وبصائر من قدر لبعض منهم أن يتبوأ مكانة ومسئولية . كنا قائدنا نسأل الله أن يأخذ من أعمارنا ويزيدها في عمرك ، أو أن تكون أيام رحيلنا قبل يومك ، وكأننا كنا نستقرئ وصدقت قراءتنا . هاهم رفاق دربك أي من تبقى منهم لأن الكثيرين طالتهم يد المنون قهرًا ، وكل من نودعه نحمله الأمانة . بأن يقرئك السلام . إن أخر من ودعناه من رفاقك القائد الذي قهر ، وطرد وأقصي .... اللواء أمين الهندي رحمه الله. ولكننا حملناه رسالة لك ولكل القادة الشهداء ، وشهداء شعبنا متمنين عليكم أن تبكوا على حالنا .المعاذير كل المعاذير أخانا القائد الرمز . فأنت أكبر من مهرجان ، واحتفال وأكبر من أن ينساك الأحبة والمناضلون ، والشرفاء ورفاق الدرب ، وأشبال وزهرات أبناء شعبك الذين لطالما تعلقوا بك وأنت تخاطبهم وتراهن عليهم بمقولة : لشبلٌ من أشبالنا وزهرة من زهراتنا سيرفعان علم فلسطين فوق مآذن وكنائس وأسوار القدس . وستبقى ذكراك محفورة في قلوبنا ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . وكل عام وأنتم بخير