خبر : جيش بلا أخلاق ...عماد الحديدي

الأحد 22 أغسطس 2010 01:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
جيش بلا أخلاق ...عماد الحديدي



عندما ضج الشعب الفلسطيني سابقا ورفع الشكاوى الكثيرة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي بأنهم يسرقون الأموال والذهب ومقتنيات البيوت خاصة الثمينة كانت الجنرالات الإسرائيلية تشكك بهذا وتشطاط غضبا بان جيشها جيش القيم والأخلاق والمبادئ وان هذه التصرفات غير الأخلاقية ليس لها مكانا بين جنودها ومع تزايد الشكاوى من قبل الفلسطينيين وخاصة في الانتفاضة الأولى حيث كان الجنود يقتحمون البيوت في جميع الأوقات ويقلبون كل شيء فيها حتى المواد التموينية حيث كانوا يكبون الأرز والطحين السكر أو يخلطونهم في بعضهم في منظر استفزازي مهين يثير غضب الفلسطينيين وحفيظتهم ولكن "اشكيك لمين يا اللي أبوك القاضي" وبهذا كان يصبر الفلسطيني نفسه ويحتسب أمره لله مكتفيا ببث شكواه لله رب العالمين.هذا في الماضي بعيدا عن وسائل الإعلام وكاميرات التصوير التي أصبحت منتشرة في كل مكان وبإمكانها دحض كل ما يدعيه جيش الاحتلال عندما يقف أمام أدلة دامغة لا لبس فيها ولا غموض فقبل أشهر قليلة بث موقع عكا للمستجدات الإسرائيلية شريط فيديو يظهر مجندة إسرائيلية وهي تسرق كاميرا حديثة وثمينة من محل بيع كاميرات وأظهرها وهي تحوم ببزتها العسكرية داخل المحل لتقتنص الفرصة وتنقض على هدفها وتغادر مسرعة، وها نحن هذه الأيام نعيش الصورة الحقيقية للجنود الإسرائيليين عبر الفضائح المضنية والمتتالية والتي يقف المدافع الإسرائيلي عاجزا في الدفاع عنها حين فجرت المجندة الإسرائيلية عيدان أبرغيل قنبلة البوم صورها المعنون" الجيش ..الفترة الأجمل في حياتي" لتكشف زيف جيش الأخلاق والقيم وهي تتمتع بأخذ الصور أمام من سلبتهم الحرية والإرادة وعندما خرج بوق الجنرال آبي بنياهو الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لينكر هذه الصور وان هذا تصرف فردي " إن هذا السلوك الذي قامت به المجندة السابقة أبرغيل لا يمثل تقليدا داخل الجيش ولا يعبر عن القيم السائدة في الجيش" لم يمهله الجنود كثيرا فسارعوا بنشر صورهم المخزية مع جثث الشهداء والمعتقلين المكبلين والمعصوبي الأيدي في صور أفظع وأقسى من صور ابرغيل، ليؤكدوا أن هذا المنهج هو منهج الجيش الإسرائيلي وان هذا السلوك هو ديدنهم حين يتلذذون بإذلال الرجال والنساء الفلسطينيين فلم تغب صورة الشابة الفلسطينية التي أجبرت على خلع بنطالها على حاجز قلنديا اللعين الذي أصبح يحمل ذكريات أليمة لأبناء الشعب الفلسطيني وقهقهات الجنود الإسرائيليين الصاخبة الأخيرة وهم يسكبون الماء في فم  شاب فلسطيني عنوة ليرغموه على الإفطار في اليوم الرابع من شهر رمضان الحالي معلنين الحرب على الله وعلى الأديان السماوية وغير مراعين حرمات الله ولا أدمية الإنسان، ولقد شاهد وسمع العالم الحر رافع لواء حقوق الإنسان والطفولة صرخات الطفل الفلسطيني خالد محمد فضل الجعبري الذي لم يتجاوز 4 سنوات وهو يلحق الجنود الذين يمسكون بوالده لاعتقاله من أرضه ومزارعه "أريد أبي أريد أبي أعطوني أبي" في صورة أبكت الحجر ولكنها لم تحرك مشاعر وأحاسيس هؤلاء الجنود، بل اتبعوها بفضيحة اكبر بالاعتداء على الأطفال الرضع عندما اجبر جنود حاجز عسكري على مدخل مدينة القدس شيرين قصراوي على تمرير طفلها مؤمن ابن أل 10 أشهر عبر البوابةذات القضبان الحديدية الدوارة مما أدى إلى نقله لمستشفى المقاصد الخيرية في القدس لعلاجه من كسر في الذراع وجروح في الوجه.  وفي فضيحة أخرى كشف النقاب عنها حديثا وهي بيع مقتنيات شخصية مسروقة تعود للمتضامنين الأجانب الذين كانوا على سفن أسطول الحرية مثل أجهزة حاسوب نقال وهواتف خلوية (جوالات) واستخدام بطاقاتهم الائتمانية لشراء العديد من المواد وكان الجيش الإسرائيلي قد رد على شكاوي المتضامنين بهذا الخصوص "إن جميع الحاجيات الشخصية الخاصة بالمتضامنين قد حملت على الطائرات التي أقلت المتضامنين إلى بلدانهم باستثناء أشرطة التسجيل الصوتية والبصرية التي جرت مصادرتها لأسباب أمنية" وبهذه الفضيحة يكون الجيش الإسرائيلي قد أدان نفسه علانية وهذا ما أكدته النائبة حنين الزعبي بقولها "أنني غير مندهشة من قضية سرقة الأسطول وسبق و أن قدمت شكوى في هذا الخصوص ولقد أرسلت رسالة إلى وزير العدل ووزير الداخلية و وزير الدفاع  أطالبهم فيها بالنظر في اختفاء بعض الإغراض الشخصية من على سطح السفن. إلا أن رسالتي و رسائل مشابه من قبل جهات قانونية مثل منظمة عدالة لم تلق استجابة..  و أن كل ما حدث على متن السفينة هو من أعمال القراصنة و أن  الدولة تزرع ثقافة الإجرام فهل من الغريب أن تتم سرقة متعلقات الركاب الشخصية، وأن عمليات السرقة و النهب بدأت قبل رسو السفن في ميناء أسدود. إذ أنني شخصيا و قف أحدهم بجانبي و سائلني عما احمل من أموال و كان حينها يحمل 2.000 دولار و 2.000 يورو الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بان السرقة بدأت قبل وصول السفن للميناء، وأضافت الزعبي " أن الركاب 600 كانوا يحملون أغراض شخصية تتضمن أجهزة كمبيوتر و كاميرات و أموال. فأين اختفت كلها؟ إنها ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن قيام جيش الدفاع بالسرقة. فقد سمعنا عن حوادث مماثلة في الضفة الغربية . فأنا أتساءل هل هذا هو المجتمع الذي يدعي أن جيشه الأكثر أخلاقية في العالم؟" وقد بينت سفن الحرية التي أرجعت لتركيا أخلاقيات الجيش الإسرائيلي جلية حين تناقلت وسائل الإعلام عن القائمين على أسطول الحرية أن الحقائب التي تم استردادها احتوت فقط على ملابس وبعض الإكسسوارات، ولم تحتو على الحواسيب النقالة والكاميرات والهواتف الخلوية وأجهزة التسجيل والأدوات الكهربائية الأخرى التي كانت بحوزة المشاركين، هذا ولم يتم ترقيم الأغراض (كما هو متعارف بمثل هذه الأمور) التي بعثت إلى تركيا أو الإشارة إليها بأي إشارة تساعد في التعرف على أصحابها وإرجاعها إليهم.  وعن ماذا سأتكلم واتي بالقرائن والأدلة فالقاموس الإسرائيلي حافل بمثل هذه الانتهاكات التي تفوق ما قامت به جيوش العالم الاستعمارية مجتمعة القديمة والحديثة لأن العقلية الإسرائيلية جبلت على الدم وعلى اضطهاد الآخرين ونزعت من قلوبها الرحمة والشفقة والإنسانية فجنود الاحتلال يقدمون أخلاقيات جيش الاحتلال الإسرائيلي بدون تزيف ويترجمون عمليا حقيقية العقيدة اليهودية المحرفة التي تدعي زورا وبهتانا بأنهم شعب الله المختار وما دونهم هم عبيد لهم وخلقوا لخدمتهم فأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم مسخرة لليهود، وأتساءل أخيرا هل بقى شخص واحد على وجه المعمورة لم يعلم أو يسمع أو يشاهد طغيان الجيش الإسرائيلي؟ وأما أن لمجلس الأمن ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية أن تقوم بحملات لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة؟ أما آن أن نعيش كرماء أعزاء فوق أرضنا؟