خبر : سحابة../ عاصفة اشكنازي../ الاسئلة الصعبة../معاريف

الأربعاء 18 أغسطس 2010 10:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
سحابة../ عاصفة اشكنازي../ الاسئلة الصعبة../معاريف



السحابة الكثيفة التي ترافق قضية "وثيقة غلانت"، حامت أمس فوق رأس رئيس الاركان غابي اشكنازي بعد أن تبين بان الوثيقة التي تعصف بالدولة وصلت الى مكتبه قبل وقت طويل من نشرها في القناة 2. وطرح ضباط كبار أسئلة وتساؤلات عديدة حول دور رئيس الاركان، الذي حافظ حتى الان على صورة نقية نسبيا، في القضية. "هو الذي يربي ضباط الجيش الاسرائيلي على واجب التبليغ وهو الذي قرر الصمت"، قال أحد الضباط. "لا ريب أن هذه نقطة انكسار يتعين عليه ان يشرحها قبل كل الاخرين للقادة في الجيش الاسرائيلي". وان لم يكن يكفي ما نشر في أن اشكنازي هو الذي نقل لمحققي الشرطة نسخة عن الوثيقة موضع الحديث، فقد نشر في الصباح في الشبكة الثانية لصوت اسرائيل بانه في افادته أمام الشرطة ادعى رئيس الاركان بانه نقل الوثيقة الى فحص النائب العسكري الرئيس. ولكن في سياق النهار سارعت النيابة العامة، التي حافظت حتى الان على الصمت التام في القضية، على نشر بيان استثنائي جاء فيه ان الوثيقة لم تنقل الى النائب العسكري العام وان احدا من المحقق معهم لم يدعِي ذلك ايضا.  المساعد الكبير للمستشار القانوني للحكومة، المحامي راز نزري، بعث أمس برسالة الى النائب العسكري الرئيس كتب فيها: "في جواب على رسالتك اليوم، وبعد مراجعة لمحافل التحقيق ذات الصلة، بودي أن اجيبك بانه لا يوجد أي دليل او ادعاء لي من المحافل المحقق معهم حتى الان في قضية "وثيقة غلانت – اراد" والتي جاء فيها ان هذه الوثيقة كانت بحوزتك او بعلمك قبل نشر القضية.  ولكن رغم ذلك، ليس واضحا بعد لماذا لم يبلغ رئيس الاركان احدا من مقربيه عن الوثيقة او لماذا لم يبلغ عنها وزير الدفاع، المسؤول عنه، او يستدعي للاستيضاح قائد المنطقة الجنوبية، يوآف غلانت، الرجل الذي يزعم أنه يقف خلف كتابتها. وتساءل ضباط كبار قائلين انه "في احداث اقل دراماتيكية بكثير كان يعالجها بجذرية، فيما ان حدثا كهذا، وثيقة كهذه، يحبذ أن يتركها على الطاولة؟". "تشجيع اليم على الكشف" قبل نحو سنة بالضبط كما يتذكرون في الجيش، وقف اشكنازي امام متدربي دورة للضباط برتبتي رائد ومقدم من المرشحين لمناصب القيادة والاركان الكبار في المنظومة المهنية في الجيش الاسرائيلي وفي الخلفية كانت منشورات عن كشف التنكيل بالجنود والذين اخفي وسكت عنه القادة. وقال لهم: "علينا ان نشجع الكشف، حتى لو كان أليما للحظة، كي نتمكن من ان نعثر عليه ونعالجه ونمنعه. علينا ان نطور في اوساط جنودنا الاعتراف بان هذه ليست وشاية، بل واجب لكل جندي وقائد".  وفي الشرطة ايضا طرحت تساؤلات في ضوء رواية رئيس الاركان وسألوا لماذا امتنع عن اطلاع المستشار القانوني للحكومة والنائب العسكري الرئيس فور تسلمه الوثيقة. ويحاولون في الشرطة ايضا الاستيضاح لماذا لم يطلع اشكنازي ضباطا كبار آخرين يعتبرون مقربين منه بوجود الوثيقة. مصدر ضالع في التحقيق قال أمس: "استجوب رئيس الاركان في افادة مفتوحة قبل بضعة ايام وطلب اليه أن يجيب على عدة اسئلة. هذا التحقيق كان عاما. لا ريب أن عندما يتقدم التحقيق سيتعين علينا أن نحقق مع مسؤولين كبار آخرين في الجيش وفي مكتب رئيس الاركان ومن غير المستبعد ان نطرح مرة اخرى الاسئلة على الفريق اشكنازي". وبالتوازي مع المنتقدين، كان هناك اليوم ايضا ضباط كبار حاولوا صد النقد على رئيس الاركان وموجة الانباء في وسائل الاعلام في القضية وقدروا بانه على خلفية التوتر بين اشكنازي ووزير الدفاع باراك وما يفهم من الوثيقة حيث جرى بعض ما ورد فيها بالضبط، لم يسارع رئيس الاركان الى اطلاع باراك إذ انه اشتبه برجاله أيضا.  في الشرطة يتعاظم التقدير بان بالفعل يدور الحديث عن وثيقة مزيفة، واحتمال أن تكون الوثيقة صدرت عن مكتب العلاقات العامة لاراد متدنٍ. ويدعون في الشرطة بان من يقف خلف الوثيقة عمل بتكليف من جهة رفيعة المستوى ضالعة بالمناكفات السياسية داخل الجيش وفي الحكم. مصادر مقربة من التحقيق تقدر بان اختيار نسب الوثيقة لمكتب العلاقات العامة لاراد يستهدف خلق وضع يجد رئيس الوزراء نتنياهو صعوبة فيه للمصادقة على تعيين قائد المنطقة الجنوبية يوآف غلانت رئيس للاركان بسبب قربه من رجل العلاقات العامة ايال اراد، الذي تنازع مع نتنياهو ومع عقيلته.  في الشرطة على علم جيد بالضغط الذي يتعرضون له من جانب الجيش الاسرائيلي لانهاء التحقيق. وعقد المفتش العام دودي كوهين أمس جلسة تقويم للوضع مع كل فريق التحقيق الخاص برئاسة المقدم شرطة يرون لندن. وفي الجلسة حضر كل الـ 22 محققا الذين يشاركون في التحقيق في القضية. وحضر معهم رئيس قسم التحقيقات في الشرطة يوآف سغلوفتس وقائد وحدة "لاهف" 433 اللواء شرطة دافيد منصور.  "نحن نعرف بان علينا ضغوط لانهاء التحقيق بسرعة، وضمن امور اخرى، هناك من يريد على ما يبدو الا نصل الى تقصي الحقيقة ويحاول حشرنا بالجدول الزمني. هذه اللحظة نحن نعمل بسرعة للتقدم في التحقيق، ولكن ستمر عدة ايام على الاقل حتى نتمكن من تثبيت كل القرائن. يوجد اتجاه تحقيق مركزي ونحن نعمل بحساسية شديدة كي ندفع التحقيق الى الامام"، قال مصدر في الشرطة.