العاصفة في أعقاب نشر صور مجندة اسرائيلية الى جانب معتقلين فلسطينيين مكبلين واصلت اثارة عاصفة في العالم أمس. رغم الاصداء الكثيرة، يبدو ان الجيش الاسرائيلي لم يشرع في التحقيق ولن يتخذ خطوات ضد المجندة السابقة عيدن افرجيل، سوى اعفائها من خدمة الاحتياط. من حق الجيش الاسرائيلي أن يستدعي أفرجيل لخدمة الاحتياط وتقديمها الى المحاكمة على سلوك لا يناسب مجندة، وعلى أنها تجاوزت التعليمات العسكرية في نشرها على الانترنت صورا التقطت داخل مؤسسة عسكرية. ورغم ذلك، يبدو أنه لن تتخذ ضدها اجراءات، وان الجيش الاسرائيلي سيكتفي بحملة اعلامية داخل الجيش. قبل عدة اشهر فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا للكشف من هن المجندات اللواتي اصدرن الصور في موقع الكتيبة في فرقة غزة. وبعد أن عرفت المجندات الاربعة المصورة، تبين أنهن جميعهن تسرحن من الجيش الاسرائيلي. وفي النيابة العسكرية فكروا باستدعائهن الى الاحتياط لتقديمهن الى المحاكمة ولكن في النهاية تقرر الامتناع عن ذلك. في السنوات الاخيرة اتخذت النيابة العامة العسكرية اجراء استدعاء للاحتياط لغرض التقديم الى المحاكمة فقط في الجرائم الخطيرة، او اذا كان الحديث يدور عن ضباط كبار سربوا معلومات. منظمتا "نحطم الصمت" و "بتسيلم" نشرتا أمس صورا عديدة التقطها جنود بدوا فيها الى جانب فلسطينيين مكبلين بل والى جانب جثث للاظهار بان الحديث يدور عن ظاهرة. يهودا شاؤول من قادة "نحطم الصمت" قال أمس ان "هذا حدث صغير غير هام، ولكنه يجسد بالضبط الاحساس القائم في اوساط الجنود الذين يخدمون في المناطق، الذين في مرحلة معينة يكفون عن أن يروا هؤلاء الناس كبشر". صور أفرجيل بثت أمس في معظم وسائل الاعلام الرائدة في العالم. واستعرضت الصور في 700 تقرير اخباري مختلف، ضمن امور اخرى في شبكات التلفزيون سي.ان.ان، بي.بي.سي، الجزيرة وسكاي، وفي صحف "نيويورك تايمز"، "لو موند" و "الجارديان".ديمي رايدر، ينشر صفحة بالانجليزية في شؤون السياسة الاسرائيلية، كان احد الاوائل الذي نشر صور افرجيل على الانترنت مرفقا اياها بكتابة بالانجليزية. ويروي رايدر بان صفحته شهدت رقما قياسيا في التصفح – 30 الف في يومين، فيما أنه في الايام العادية لا يحظى سوى ببضع مئات. أفرجيل اعتذرت أمس بشكل متلعثم في المقابلات الى وسائل الاعلام، ولكن في حديث مع "هآرتس" بدت انها ندمت على الندم. "انا لا أندم على أي شيء فعلته ولا اعتذر"، قالت أمس افرجيل. "لم امس باحد. ليس في هذه الصور شيء اشكالي، لا يوجد عنف، لا يوجد استخفاف، لا يوجد ضرب، لا يوجد أي شيء. كل من يخدم في المناطق تلتقط له الصور الى جانب سجناء فلسطينيين، كفوا عن اخراج الامور عن سياقها. هذا أمر جرى بنية طيبة، نشرت الصور على الفيسبوك ببراءة وليس بنزعة شر". في بعض التقارير في وسائل الاعلام الاجنبية شبهت أفرجيل بالمجندة الامريكية التي التقطت صورها في سجن ابو غريب في العراق قرب معتقلين اجتازوا تعذيبا. "أنا لا اعرف كيف اتعاطى مع هذا التشبيه. انه مقزز. حقا لا استحق شيئا كهذا. من لم يخدم في المناطق لا يمكنه أن يفهم، مثلما لا افهم انا سلوك الجنود في وزارة الدفاع. ليس عندي مشكلة في امور كهذه. لو كنت في وضع الفلسطينيين فانهم هم ايضا كانوا سيتصورون معي. هذا يحصل في كل العالم في كل يوم".وعن اطاحتها من الخدمة الاحتياط قال افرجيل: "ردود فعل الجيش ببساطة فظيعة، ليست ردودا تناسب دولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي. بدلا من التنكر للمسؤولية فليقدموا ردا مناسبا للجنود الذين يخدمون ويحصلون على 300 شيكل في الشهر.