خبر : ثرثرة على الفضائية..محمود التعمري

الثلاثاء 17 أغسطس 2010 01:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ثرثرة على الفضائية..محمود التعمري



 لقد سبقني أخي وصديقي الكاتب عطا مناع في الكتابة عن هذا الذي نراه ونسمعه من ثرثرة ثقافية رخيصة من على شاشة الفضائية الفلسطينية ،عبرت عن ذاتها من خلال برنامج  " وطن  على  وتر  "..هذا البرنامج الذي اقل ما يمكننا القول فيه انه استخفاف بعقلية المتفرجين والمتابعين ،وتشويه لحقائق الثقافة الوطنية الفلسطينية،التي سجلت لنفسها رقيا وشأواَ وطلائعية قلما حققته ثقافات أخرى لشعوب وأمم وحضارات..         ولست ادري إن كان قد غاب عن ذهنية وعقلية القائمين على وسائل إعلامنا - بقصد أو بغير قصد - ما لوسائل الإعلام من أهمية وفاعلية ودورا وطنيا تقوم به وتمارسه في محطات ومراحل تاريخية ،خاصة إذا ما علمنا أن وسائل الإعلام المختلفة هي أدوات مرئية ومسموعة وملموسة، تعتبر انعكاس لمصالح وبرامج وأهداف وقضايا طبقية اجتماعية.       وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها شعبنا ،فان الحاجة لوسائل إعلام علمية ووطنية وموضوعية هادفة ومبرمجة وخلاقة تستجيب للهم الوطني العام والقضية الوطنية، بأبعادها المختلفة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ..الخ تكبر وتتسع وتنمو باستمرار ..      لقد عانى شعبنا لسنوات طويلة من محاولات طمس الهوية وتشويه الثقافة وسوء إدارات وسائل إعلامنا المختلفة،ومن سيادة الثقافات الصفراء غير الوطنية،وكان ذلك بسبب غياب الثقافة الوطنية الحقيقية التي كان من المفترض أن تكون ذات الباع الطولي في السيادة والوعي وتسليح الناس ورفع مستوى وعيهم ومعارفهم وعلومهم الإنسانية الأصيلة..      لقد توسم شعبنا خيرا،وأطلق العنان بعيدا لتفكيره وأحلامه وخططه وبرامجه، عندما عادت منظمة التحرير الفلسطينية بأدواتها المتعددة إلى ارض الوطن،وبدأت تؤسس لنفسها وسائل إعلام وطنية مختلفة في ظل السلطة الوطنية ،خاصة الفضائية الفلسطينية، والمواقع الالكترونية العديدة والمحطات الإذاعية والتلفزيونية المختلفة،ناهيك عن عدد من الصحف والمجلات الوطنية والاجتماعية الأخرى،ولكن ليس هذا هو المهم وليس هذا هو مربط الفرس، إن الشيء المهم هنا هو نوعية البرامج التي تقدمها وسائل الإعلام هذه للمواطن الفلسطيني الذي احتار في أمر ونوعية وتوجهات هذه البرامج ،والكيفية التي تدار بها وسائل الإعلام للدرجة التي بات فيها يتساءل ..هل وسائل الإعلام هذه فلسطينية حقا أم أنها تخاطب شعوب ألواق واق ..؟؟ هل صارت وسائل إعلامنا عبئا علينا وثقلا ينيخ بكلكله على صدورنا..؟؟ هل صار تشويه الوعي والثقافة والحط من قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا منهجا يمارسه البعض دون واعز من ضمير أو رادع من قانون..؟؟ هل كُتب على شعبنا أن لا يرى وجوه أخرى ورجالا آخرين مهنيين يأخذون على عاتقهم خدمة شعبنا بعيدا عن مصالح ذاتية وفئوية ضيقة..؟؟؟إلى متى ستبقى وسائل إعلامنا تحت سطوة البعض المشكوك في خبرته وقدرته وثقافته ..؟؟     إنني أضم صوتي إلى صوت كل الذين يطالبون بوضع حد لحالة الاستخفاف بعقولنا وتشويه ثقافتنا ووعينا، والإساءة لشريحة اجتماعية كبيرة في مجتمعنا .. فلسنا نحن من يزوج الأطفال لبعضهم في هذا العمر ،وليس في مجتمعنا من يدفع أربع كيلو ووقيه من الذهب مهرا لطفلة جعلوها عروس ثالثة لطفل ما زال يلعب في الحارة ..وأرجو أن لا يبرر القائمين على برنامج " وطن على وتر " أن هدفهم كان انتقاد غلاء المهور في مجتمعنا ،فليس بهذه الطريقة التي تشكو فقر حال ترد الإبل...!! لان من قدموا البرنامج جعلونا نضحك على غبائنا لأننا سمحنا لأنفسنا رؤية خرابيشهم وفذلكتهم وإساءاتهم..!! لأننا نسعى دائما إلى رؤية البناء والخلاق والتقدمي في الثقافة الوطنية..!!