خبر : رسالة الى زميل فلسطيني/بقلم: مئير بلايخ/معاريف 15/8/2010

الأحد 15 أغسطس 2010 12:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
رسالة الى زميل فلسطيني/بقلم: مئير بلايخ/معاريف  15/8/2010



 في الشهر الماضي شاركنا معا في حلقة بحثية صحفية نظمتها الأمم المتحدة تحت عنوان "دور وسائل الاعلام في دفع المسيرة السلمية". إتفقنا في أمور كثيرة منذ بداية الحوار: على الحاجة الى التهدئة، على حدود 67 وعلى القدس كعاصمة للدولتين اللتين تعيشان بسلام وأمان الواحدة الى جانب الاخرى. لم يكن بيننا خلاف على أن معاني الاحتلال كما تجد تعبيرها على الارض – المعاملة المهينة على الحواجز، مثلا – هي عامل معرقل في الطريق الى السلام. بالتوازي، لم نجد صعوبة في الوصول الى الاستنتاج بأن وسائل الاعلام في 2010، لا تساهم في تقدم السلام، بل العكس. فوسائل الاعلام تعظم الآراء  المسبقة، تلون الأحداث بالأحمر والأصفر، وتشدد على الجوانب السلبية لدى الطرف الآخر. بل انها احيانا تحرض عليه.  اجتمعنا كي نجد آفاقا تقرب مستهلكي الاعلام من على جانبي المتراس، كي يعترفوا ببعضهم البعض، كي يعطي أبناء الشعب الفلسطيني ومواطني اسرائيل اليهود ثقة بالتنازلات التي تستوجبها المسيرة السلمية. وكي نغرس الايمان بأن هناك أمل في المسيرة ينبغي الكد الكثير، وهذا العمل يجب أن يتم من جهتنا في أوساط الشعبين. علينا جميعا أن نتغلب على الجهل والجمود الفكري الآراء المسبقة السلبية. علينا أن نعمل على إزالة الخوف المتبادل. القلق هو الذي يمنع كل إمكانية للتغيير، فيما يبدو للكثيرين بأن الواقع الحالي – الهدوء الوهمي بين الانتفاضة وبين حملات الجيش الاسرائيلي – هو الوضع المثالي.  لدينا ولديكم ما يكفي من الأسباب لأن يخاف كل طرف من الطرف الآخر. في ذاكرتكم حديثة العهد توجد أكثر من 40 سنة احتلال اختبرتم فيها مصادرة الاراضي، المحاكمات العسكرية، حظر التجول والحصار، واكثر من 20 ألف سجين ومئات الضحايا. من الصعب التفكير بتعابير ايجابية عن الاحتلال الذي أوقع بكم كل هذا. ولكن عليكم ان تفهموا بأن للطرف الاسرائيلي أيضا توجد أسباب مبررة لمخاوفه. فقد اختبر الاسرائيليون هجمات إرهابية إجرامية ضد الاطفال، النساء والرجال دون تمييز. أصابهم حملة سكاكين، انتحاريو باصات ومجمعات تجارية، مطلقو صواريخ قسام وغراد. وكل هذه جبت ثمنا دمويا باهظا وأليما لا يمكن نسيانه. قسماً من الأحداث وقعت بالذات بعد خطوات سياسية كاتفاقات اوسلو، او الاعراب عن الاستعداد للتنازلات من جانب حكومة باراك او الانسحاب، مثل ذاك الذي أقدمت عليه حكومة شارون من غوش قطيف. ينبغي إقناع الاسرائيليين بأن التنازلات لن تضعف أمنهم، ينبغي الزرع فيهم للاحساس بأن دولة فلسطينية مجاورة لن تعرض وجودهم للخطر. على كل هذا ينبغي لنا ان نتغلب. من أجل هذا جئنا أنت وانا للحديث في المؤتمر، الذي عقد في ذروة صيف في لشبونة.  هناك كسبب آخر يدفعنا الى العمل على عجل، وفي ذلك ايضا اتفقنا. كلنا نعرف بأن الزمن يعمل في طالح السلام. انتم ونحن ايضا لا نقف في المكان، بل يجرفنا المتطرفون في الطرفين. كثيرون من بينكم يرون في حماس خطرا على مستقبل الشعب الفلسطيني، مثلما يوجد بيننا المعارضون للنشاط الاستيطاني وبالاساس لسلوك بعض من المستوطنين. انتم ونحن نعرف بأن لا أمل في ان ينقذنا طرف ثالث من الازمة التي يعيشها الطرفان. كل شيء موجود في أيدينا وفي أيديكم ايضا. جئنا الى شاطىء البرتغال كي نطلق الرأي ونسمعه في كيف يمكننا ان  نخفض مستوى اللهيب الذي تشعله وسائل الاعلام. كيف سنجعل وسائل الاعلام أدوات تشجع خطوات السلام. عندما استمعت الى الناطقين بلسانكم شعرت بان الطريق لا يزال طويلا. ومع اننا نتفق على نقطة النهاية، كان من الصعب ان نستكشف نقطة بداية مشتركة. فانعدام الاستعداد من جانب زملائي الفلسطينيين لأن يفهموا حجج الطرف الآخر، والغرق الذي لا ينتهي في مسألة "من محق"، وتصريحات متكررة عن مظالم الاحتلال، لن تدفعنا الى الأمام. عليك ان تفهم بأننا ملزمون جميعنا بالرغبة في التغلب على رواسب الماضي كي نمنح أنفسنا مستقبلا أفضل.