خبر : عن العمى../معاريف

الثلاثاء 10 أغسطس 2010 11:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عن العمى../معاريف



من يحتاج الى أسطول؟ كل ما أردتم معرفته عن مستوى الاشخاص الذين يديرون الدولة انكشف أمس أمام عصبة العجائز المضطربين في لجنة تيركل. التصدي لمنظمة تركيا معادية في قلب البحر؟ بربكم، حتى أن ظهورا مخطط له مسبقا امام لجنة التحقيق كبيرة عليهم. لبنيامين نتنياهو كانت هناك أسابيع للاستعداد. وقد تشاور مع المحامي دوري كلاغسبيلد، لعله الخبير الأكبر في اسرائيل للاعداد للجان التحقيق (ومن ساعد ايهود باراك في انقاذ نفسه بسلام من اثنتين كهذه). وكتب كلاغسبيلد رسالة دكتوراة عن لجان التحقيق الرسمية. وأنا واثق أنه أعد نتنياهو أفضل مما يعده قادة الجيش للقرارات المصيرية. رئيس الوزراء ماذا سيسألون، عرف بأن هذا سيكون عالميا، عرف بأن هذه الساعة ستقرر صورته فيما يتعلق بالحدث، وهذا ما خرج له؟ قلت لوزير الدفاع انه مسؤول – وسافرت؟ تحدثنا عن الاتصالات؟  أنا مؤيد صغير جدا للمطالبة التلقائية بأخذ المسؤولية. نتنياهو رئيس الوزراء، المسؤولية مسؤوليته، ولكني لا اعتقد ايضا بأن على رئيس الوزراء أن يفحص مما صنع الحبل الذي سينزلون به الى دكة السفينة. ولكن نزعة الهواية تلك، ذاك الضغط الذي تخلقه كل وضعية ويجد تعبيره فورا في الانثناء في الزاوية وتوجيه الاصبع تجاه الاخرين، وبالاساس سوء الفهم الاساسي اياه للوضع، والذي أدى الى المهزلة في قلب البحر – هي التي جعلت نتنياهو يحول ظهورا بسيطا، بعد اعداد دقيق مسبق، الى فشل ذريع بهذا القدر لدرجة ان هو نفسه بشعور بالضغط ومتصبب العرق، اضطر على الفور الى تعديله – وبدا بالطبع أسوأ بكثير. تماما مثلما حصل أن بعد وقف الاسطول فورا أفرج عن كل المسافرين وألغى أهم ما في الحصار على غزة وبالتالي حقق لمنظمي الاسطول الانتصار الذي لم يحلموا حتى به. الحل العملياتي السيء والتخطيط المخلول كانا بالفعل من ذنب الجيش، باشراف وزير الدفاع، ولكن ما رواه نتنياهو أمس أكد ما فهمه كل من له عينان في رأسه فور العملية: القادة ببساطة لم يدركوا ما حصل فقد كانوا مقتنعين بأن هذه سيطرة عملياتية على سفينة في قلب البحر، ولم يستوعبوا ان هذه بشكل عام مظاهرة مع امكانية عنف يمكن معالجتها معالجة شرطية تعطل العنف أو تؤدي الى نتيجة سيئة لاسرائيل. ليس الامر يتعلق بالمعلومات الاستخبارية مثلما ليست هي مشكلة نتنياهو أمس في أنه لم يعرف شيئا عن تيركل او روزين: فهذه عصبة سطحية، تعنى برسائل لتغطية القفى مسبقا وبالمداولات عن الاتصالات، وببساطة غير قادرة على أن تفهم ما الذي أمامها. شهادة نتنياهو تدفن نهائيا ايضا ما تبقى من سمعة لمؤسسة "السباعية"، تلك التي يقسم باراك ويعلون ومريدور باسمها. النقاش الوحيد الذي كان هناك كان عن الجوانب الصحفية، يقول رئيس الوزراء. وهذا يعني أن أيا من رؤساء الاركان السابقين ووزراء الخارجية في الماضي وفي الحاضر والمحامين المجربين، أيا منهم لم يرفع يدا ليقول "لحظة، ولكن هذه ليست القصة على الاطلاق". الله يحمينا. هذه ذات العصبة التي يفترض بها ان تنتج القرار المصيري عن ايران. وشيء آخر غير مفاجىء تعرفنا عليه أمس: اعضاء لجنة تيركل لا يعنيهم التفويض الضيق الذي تلقوه. فهم سيسألون الاسئلة الصحيحة، سيعرضون المقررين بعماهم أمام ناظر الجميع، وعندها سيكتبون في تقريرهم ما يخيل لهم. وبصفتهم مواطنين فهيمين، لا يعقل بأن ما بدا لهم أمس مختلفا عما رأيناه نحن: كل المؤشرات التي بسببها انتصر الاسطول التركي علينا، بسلسلة رائعة من الاهداف الذاتية.