خبر : الاخ الكبير ثقوب في الشبكة/يديعوت

الثلاثاء 10 أغسطس 2010 11:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاخ الكبير ثقوب في الشبكة/يديعوت



 كان عارا كبيرا الاستيقاظ صباح نهاية الاسبوع الماضي في السعودية وفي امارات الخليج الفارسي للاكتشاف بأن الدكتاتور يلقي عليك بمفاجأة سيئة اخرى: من خلف ظهر المواطن الصغير دارت معركة جبابرة بين الرياض ومونتريال – لاغلاق أجهزة البلاك بيري، ومنع التصفح لشبكات فيس بوك، يو تيوب وتويتر، واذا كان ممكنا أيضا دق الاسنان القاطعة في لحم الرسائل الالكترونية. الخطة الكبرى تتطلع الى تعطيل كل ما يزعج "الاخ الاكبر" في العالم العربي، الانذال في أجهزة الامن الداخلي والدائرة الآخذة في الاتساع من المتنصتين، الوشاة ورافعي التقارير. بعد السعودية والامارات بدأ الطوفان ايضا في دول اخرى. شتائم وأغان سامة ضد مبارك وجمال؟ اشطب. رسائل قصيرة غرامية بين احباب غير المتزوجين او المتزوجين من بعضهما البعض؟ دمر. دعوات للخروج للتظاهر في المدينة الكبرى؟ طيرها فورا، وذلك لان السلطة التي لا يمكنها ان تتسلل الى الشبكة، لا تعرف متى والى اين ترسل الجنود والشرطة العنيفين. البلاك بيري اصبح جهازا مدللا لملايين المسلمين بسبب الطريق التي تمنع (حتى الان على الاقل) "الاخ الاكبر" وتمنع "التجسس الخفي". مقدم الخدمة يوجد في كندا، والمتصفحون يحتفلون في دوائره المغلقة، دون أن تجلس لهم عين زائدة على طرف ذيولهم وتنقل الخبر الى الاخرين. ولكن فجأة جاءت لأحد ما الفكرة وبالذريعة الدينية لشهر الصيام رمضان قرر انه حان الوقت لوقف قنوات التعرية (من فضائل البلاك بيري حيال المنع الرسمي في الحواسيب الثابتة) في المملكة السعودية المظلمة. ولم يجد الأمر للفرع المركزي في كندا – فالسعودية تطوعت لدفع تعويضات خيالية على خرق العقد مع قرابة مليون صاحب جهاز. الدفع دون الجدال، المهم التخلص من عقاب البلاك بيري، عدو قيادة السلطة. ومثلما في الوباء المعدي، بعد ان خرج فيروس الاغلاق من الرياض طار الى دبي، واصل نحو البحرين، صعد الى لبنان، وهبط الى مصر، وبعد لحظة سيتوقف في جانبنا في الاردن. كلهم يسعون الان الى اغلاق البلاك بيري وامثاله. لا توجد ذريعة متوفرة اكثر من ان الارهابيين يستغلون الشبكة في دائرة مغلقة لتنفيذ تصفيات وحروب باسم الجهاد العالمي. ومثلما هو دارج في مطارحنا، حتى فضيحة البلاك بيري وجدوا لها الزاوية الاسرائيلية: عندما أصر البيت الابيض على التلويح بالشعارات المتآكلة عن حق المواطن في الاتصال دون أن يشاركه فيه شركاء في الخفاء، فان ديكتاتوري الامارات ضربوا مثالا تصفية المبحوح في دبي والاشرطة التي وثقت المصفين والمصفيات ملتصقين بأجهزة المحمول. ومع انهم نجحوا في تصوير العصبة في الوقت الحقيقي، الا انهم فشلوا (بلاك بيري في دائرة مغلقة سبق ان قلنا؟) في التنصت. في نهاية المطاف، الصفقة التي تعطى الان بهدف تخفيض نبضات الاخبار في بلاك بيري وفي أمثاله تهين المواطن الصغير بقدر لا يقل عن المساعي لاغلاق الشبكة. وقد خضعت بلاك بيري الكندية كي تحافظ على مدى ربح أكبر. أما بلاك بيري في الجلابية الصحراوية (السعودية) فتعد بأن العيون والآذان الكبرى ستواصل العمل على مدار الساعة. في الترتيب الجديد يتم نقل مقدم الخدمة الهاتفية الى احدى الامارات في الخليج، ومن هناك سيكون من يجلس بحرية، بنشاط، ليتابع كل البث، كل الرسائل القصيرة والبريد الالكتروني وكل ما يطرح من الواقع الصعب والخيال الشرقي على البلاك بيري العربي.  مع هذا الترتيب لوشاة الاجهزة يوجد الان أمل كامل. فهم سيواصلون التنصت وحياكة الملفات. ولكن بنزعة شرنا يمكننا ان نخمن بأن "الاخوة الاكبر" لن ينجحوا في عرقلة عمليات الارهاب. الامر المؤكد هو انهم سيواصلون تنغيص حياة المواطن الصغير حتى الموت، سيسرقون منه ملذات اللحظة ويزعجون المحمول المتطور الذي يعمل أساسا كمساعد غرامي وكوسيلة لتداول النكات، اللاذعات، الكاريكاتورات والكلمات الفظة ضد الديكتاتوريين.