القدس مرة ثانية وثالثة وألف ومليون ،لأن القدس هي القضية الحقيقة والرئيسية ولب الصراع مع الاحتلال الصهيوني والذي عبر عنه معظم قادة الاحتلال بأن "القدس عاصمة دولة إسرائيل الأبدية" ولم تكتف هذه القيادات بإطلاق الشعارات بل تسير وفق مخططات عملية ومدروسة لتنفيذ هذا الشعار وقد عبرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث وبوضوح عن هذه المخططات في أكثر من مؤتمر وتقرير وتحقيق صحفي خرج للعيان ولكن لا حياة لمن تنادي وسأضع بين يدي قرائي الأعزاء مقتطفات من تقرير صحفي للمؤسسة بتاريخ 22/6/2010م " إن مخطط برقات ” هو جزء من مخططات تهويدية كبرى منها ما يسمى بـ ” مخطط زاموش ” ، و” مخطط ع.م 9 ” و” مخطط القدس 2020 ” ، و ” مخطط الحدائق التوراتية حول الأقصى والقدس القديمة ” و” مخطط محيط البلدة القديمة بالقدس ” ،و ” مخطط توسيع ساحة البراق ” و” مخطط البلدة القديمة بالقدس ” و” مخطط أسوار القدس القديمة ” ، وغيرها من المخططات التهويدية في مراحلها المختلفة ، وهذه المخططات الإحتلالية تحتوي فيما تحتوي عليه ، هدم عشرات البيوت في حي البستان- وليس فقط 22 بيت أو حتى 88 بيتا – ،هدم عشرات البيوت في وادي حلوة ، بناء جسر طويل يمتد من باب الخليل – أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس– ، مع باب المغاربة – أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس – ويصل إلى منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى المبارك ، ووصله بمسار توراتي جنوب المسجد الأقصى ، – ويصل إلى منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى المبارك ، ووصله بمسار توراتي جنوب المسجد الأقصى ،إقامة مبنى استيطاني كبير ومتعدد الطبقات ، في أعلى بلدة سلوان– هضبة سلوان – ، إقامة أنفاق تصل بين ساحة البراق وبين عدة نقاط في بلدة سلوان ،إقامة مدرجات طويلة ترتبط بسلسة حدائق توراتية ، شق شوارع رابطة بين نواحي سلوان وذلك على حساب الأراضي المقدسية والبيوت والعقارات الفلسطينية في بلدة سلوان ، فتح الباب الثلاثي المغلق – أحد أبواب المسجد الأقصى الجنوبية –وتحويل المصلى المرواني إلى كنيس يهودي ، وربط هذا الكنيس بنفق يصل إلى مقبرة الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ، تحويل جزء من مقبرة الرحمة إلى حديقة توراتية ،وربط كل هذا المشروع بتوسيع لساحة البراق وبناء كنيس يهودي على حساب المدرسة التنكزية غربي المسجد الأقصى المبارك ، بالإضافة إلى إقامة أبنية تلمودية ومراكز عسكرية في أقصى غرب ساحة البراق ، غربي المسجد الأقصى ، ربط المشروع كله بشبكة من الأنفاق التي تحفرها المؤسسة الإسرائيلية أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، خاصة من الناحية الغربية والجنوبية ، ومناطق في الجهة الشمالية ، بناء مركز تجاري متحف تهويدي في رأس وادي حلوة – مدخل بلدة سلوان – ، يرتبط بأنفاق أرضية تصل إلى ساحة البراق ، بناء كنيس يهودي ومجمّع سكني في وسط حي وادي حلوة” . وأضافت ” مؤسسة الأقصى ” :” إن تنفيذ هذه المخططات يشمل بمجمله هدم عشرات البيوت المقدسية ، وترحيل جماعي لمئات إن لم يكن لآلاف المقدسيين ، وتفريغ القدس من ساكينها وبالذات محيط المسجد الأقصى ، مصادرة مئات الدونمات وزرعها بالمستوطنات والمستوطنين ، كل ذلك ضمن مسمى تضليلي يحمل مصطلح “الحوض المقدس"وهاهي مقبرة مأمن الله التي تعتبر أقدم المقابر الإسلامية عهدا (14 قرن) وأكبرها مساحة وأكثرها شهرة في بيت المقدس ومساحتها 200 دونم وتضم رفات أكثر من سبعين ألف شخص من العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام والشهداء والقادة والجنود ومن ضمنهم جنود القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي والصحابة والتابعين وعلى رأسهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضى الله عنه تسير في فلك المخططات التهويدية للقدس حيث أقدمت سلطات الاحتلال على تغير معالمها منذ عام 1967م حيث أقامت على جزء كبير منها حديقة الاستقلال المشهورة بوكر الرذيلة والخمور والدعارة، شق الطرقات وبناء مواقف للسيارات، مبنى رئيسي لوزارة التجارة والصناعة، تمرير خطوط المياه والكهرباء والمجاري ، بناء الفنادق والحوانيت والمدارس ، وشقت الطرق وبنت مواقف للسيارات ،الشروع بأعمال تمهيدية لبناء ما يسمى بـ " مركز الكرامة الإنساني -متحف التسامح " على مساحة أكثر من 20 دونما من مقبرة مأمن الله بتمويل من رئيس ولاية كاليفورنيا الأمريكية بقيمة 200 مليون دولار وتنفيذ شركة فيزنتل الأمريكية اليهودية، وفي هذه الأيام يدور حديث عن مخطط وقرار لبناء " مجمع المحاكم (الإسرائيلية) " يشمل بناء كبير لمحكمة الصلح وأخرى للمركزية على جزء آخر من مقبرة مأمن الله. هذه الحرب الباردة التي تشنها إسرائيل على البشر والحجر والشجر وعظام الموتى في القدس واكناف القدس والتي لا تقيم فيها وزنا لأي مخلوق كان على وجه البسيطة إنما تهدف من ورائها طمس الهوية وإلغاء وشطب التاريخ الإسلامي والعربي والفلسطيني، وتغيير معالم القدس وصبغها بالصبغة اليهودية ليصل إلى آخر محطة فيها هدم الأقصى الشريف، وأمام هذه المخططات التي تعدت كل الحدود وتجاوزت كل الخطوط دون أن يحرك أحدا ساكنا، وأمام هذه الهجمة الصهيونية البربرية التترية على القدس وأكناف بيت المقدس يتطلب منا نحن الفلسطينيون القيام بخطوات سريعة وعاجلة ومن أهمها دعم أهلنا في القدس ماديا ومعنويا وخاصة مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، الإسراع في انجاز ملف المصالحة الوطنية ونبذ الخلافات وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية والحزبية المقيتة، طرق كافة المحافل الدولية وخاصة مجلس الأمن لوضع حدا لهذه الغطرسة والكبرياء الصهيوني، أن نطلق على العام الدراسي الجديد عام القدس ولتكن حصة دراسية أسبوعية عن القدس ليعيش الطلبة القدس واقعا حيا في وجدانهم وأحاسيسهم ومشاعرهم ليتحول بركان غضب على المحتل الصهيوني اللعين، ناهيك عن الفعاليات الشعبية والمؤتمرات العلمية في داخل فلسطين و خارجه وخاصة الإعلامية بحيث تنفرد ساعة يوميا للقدس وتتناولها بالخبر والتحليل والتقرير والتحقيق الصحفي، وإلا سيأتي اليوم الذي نتباكى فيه على القدس وعندها لا ينفع البكاء ولا الندم وسنسال عن تقصيرنا أمام رب العالمين وأمان الأجيال القادمة؟