خبر : متلازمة دافيد ليفي لتعلم كل أم عبرية/يديعوت

الإثنين 09 أغسطس 2010 11:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
متلازمة دافيد ليفي لتعلم كل أم عبرية/يديعوت



لا فكرة لي اذا كانت الوثيقة التي نشرتها يوم الجمعة القناة 2 حقيقية أم مزيفة. كونها صدرت عن حاسوب ومرت بعدة محطات الى أن وصلت الى البث، فيمكن لنا أن نفترض بان تحقيقا شرطيا مهنيا، متشددا، سيحل اللغز. خيرا كان أم شرا، فان عصر الحاسوب سهل جدا على حياة المحققين ورجال المباحث على أنواعهم. لا يمكن لأي وثيقة أن تشطب حقا، او أي ملف ان يختفي تماما.حقيقية كانت أم مزيفة، فان نشر الوثيقة كان الفعل السليم من ناحية جماهيرية. البديل، ترك المادة الفاسدة هذه تنتقل من الفم الى الاذن في مكاتب الالوية كان سيعكر أكثر فأكثر صفو العلاقات في قيادة الجيش الاسرائيلي، ويغري المشاركين بمواصلة الاحابيل. الكشف امام عين الشمس هو الحل السليم: فهو يطهر ويردع في آن معا. ولكن لا يضر الحفاظ على التوازن.  لنبدأ بربط اسم دافيد ليفي بهذه القصة. ليفي، الذي خلفه حياة سياسية بالغة الاثر في تاريخ الدولة، ذكر في الوثيقة بمثابة رمز. فقد اعتبر ليفي في جيله شخصا يواظب على الشعور بالاهانة. كاتب الوثيقة، الذي افترض بان رئيس الاركان اشكنازي سيشعر بالاهانة من خطوات وزير الدفاع باراك، اقترح الصاق "صورة دافيد ليفي" باشكنازي. بين المفسرين كان هناك من اقتنع بان ذكر دافيد ليفي هو المسدس المدخن – فهو يثبت بان النشر جاء من جهة رئيس الاركان. انا لا اعلم من أي جهة جاء النشر، ولكني أعلم شيئا ما عن ذكر اسم دافيد ليفي. في 1991 انعقد مؤتمر السلام في مدريد. دافيد ليفي كان وزيرا للخارجية. رئيس الوزراء اسحق شمير قرر في اللحظة الاخيرة السفر الى مدريد، والوقوف على رأس الوفد الاسرائيلي. ليفي شعر بالاهانة وبقي في الوطن. عمله كان متسرعا ووضعه في موضع سخرية وهزء. بعد سنتين دعيت اسرائيل وم.ت.ف للتوقيع على وثيقة اوسلو في احتفال في البيت الابيض. شمعون بيرس كانت وزيرا للخارجية. في اللحظة الاخيرة، بضغط من الرئيس كلينتون، قرر رئيس الوزراء رابين السفر الى واشنطن والوقوف على رأس الوفد الاسرائيلي. في ذات الصباح كنا، زميلي شمعون شيفر وأنا، لدى بيرس، في شقته الفاخرة في القدس. وقد شعر بيرس بالاهانة الشديدة. وقال انه يفكر بإمكانية البقاء في البلاد والاستقالة. هل تعتزم تكرار خطأ دافيد ليفي، سألته بيرس كان متجهما أكثر من ان يستطيع الجواب. في ذاك اليوم استدعاه رابين على عجل للقائه. وفي الليل كان على الطائرة. عندما أعلن ايهود باراك بطريقته غير الحساسة، بان ليس له نية لتمديد ولاية اشكنازي لسنة خامسة حصل لي أن تحدثت مع رئيس الاركان. سألته ما سألته لبيرس قبل 19 سنة، وهل يعتزم أن يكون دافيد ليفي. فأجاب بالنفي، وبالقطع. هو لا يعتزم ان يشعر بالاهانة، ولا يعتزم الاستقالة. وهكذا أيضا اجاب لمن سأله هذا الاسبوع. اكثر من أن يكون ذكر دافيد ليفي قضية جنائية، هو قضية جيل. وهو لا يدل كثيرا على مصدر الوثيقة. اشكنازي ليس دافيد ليفي. كما انه ليس واحدا مرارته صعدت الى رأسه مثل بوغي يعلون. اما بالنسبة لباراك، فقد درج على الحديث عن اشكنازي كرجل جدير، جيد، حساس، ورقيق. الكلمات ايجابية: باراك هو فنان في استخدام الكلمات الايجابية. اما اذا كانت تختفي وراءها لذعة شريرة، سامة، دافيد ليفي مغلف بالقطن، فالمسؤولية هي فقط على المستمع. التوازن مطلوب ايضا بالنسبة للطريقة التي يتحدثون فيها الان عن قرارات التعيين في الجيش الاسرائيلي. زميلي روني دانييل يذكر بالجملة الشهيرة لدافيد بن غوريون والتي تعلو ملعب التدريب في مدرسة المظليين ("لتعلم كل أم عبرية بانها سلمت مصير ابنها في يد قادة جديرين بذلك"). زميلي اليكس فيشمان يكتشف عفنا اخلاقيا في جهاز الامن. انهما يعرفان افضل مني بان تعيين معظم رؤساء الاركان كان ينطوي على صراعات غير نقية على الاطلاق، حسابات شخصية وضغوط سياسية. ايهود باراك حظي بنفسه بالتعيين فقط بعد أن اقنع صديقاه في حينه، دان مريدور وايهود اولمرت،  وزير الدفاع موشيه ارنس بانه الرجل المناسب. وناهيك عن اللواء ارئيل شارون، الذي حظي بتمديد ولايته كلواء في الجيش الاسرائيلي خلافا لموقف رئيس الاركان، فقط لان بنحاس سبير، من قادة حزب العمل، اعتقد بانه شارون سيضر حزبه بقدر أقل اذا ما بقي في البزة ولم ينضم الى أحد احزاب اليمين. احابيل سبق أن كانت. وكذا اتهامات سرية ايضا. واتهامات جنسية ايضا. وفي النهاية كان الاختيار معقولا، وبشكل عام. مستنقع هيئة الاركان هادىء، حتى التعيين التالي.لدي نصيحة بالمجان واحدة لكل وزير دفاع يعين رئيس اركان: ان يعين مرشحا لا يناسبه هو وحده فقط، بل يناسب وزير الدفاع الذي يأتي بعده. عندما عين عيزر وايزمن رفائيل ايتان رئيسا للاركان، شرح بانه، وايزمن، سيكون رئيس اركان أعلى ورفول سيعمل تحته. بعد ذلك استقال وايزمن، عين شارون، ومع رفول طبخ حرب لبنان الاولى. ليس لهذه الحرب صلى وايزمن. يبدو ان هذا هو الفارق بين اختيار زوجة واختيار رئيس اركان. من يختار زوجة يجري حسابه الشخصي. من يختار رئيس اركان يجب أن يفكر الى الامام، بوزير الدفاع التالي. ومع ان باراك واثق، مثل كل واحد من اسلافه بانه سيكون وزير الدفاع الى الابد، الا انه هو ايضا يعرف بان الخلد في السياسة يمكن ان يكون قصير المدى. اليوم انت كل شيء. غدا انت بندا بين قوسين في وثيقة مشكوك أن تكون حقيقية، مشكوك ان تكون مزيفة. راجع دافيد ليفي.