غزة / سما / قاومت كثيرا كل الآراء التي حاولت إقناعي بعدم الذهاب إلى الحفلة التي أحيتها فرقة إنشاد "طيور الجنة" في ملعب فلسطين مساء أمس، وذلك تحت إصرار أبنائي الذين اعتقدوا أنهم سيستطيعون مصافحة "عصوم ووليد" و "ديما بشار" أبطال الفرقة، والتقاط بعض الصور معهم. كانت مفاجأة وصولي للحفل قبل ساعة ونصف من بدايته هو ما اخبرني به احد الحراس عندما قدمت له التذاكر وسط تدافع كبير من الجمهور الذي هو بحاجة لعشرة ملاعب كفلسطين لاستيعابه، هذا الحارس فاجأني بقوله عندما قدمت له التذاكر "بليهم واشربي ميتهم..مش عايزهم..فوتي"..وكأن الهدف من هذا الحفل قد تم تحقيقه مقدما، فقد تم جمع المال وليس مهما بعد ذلك من يحضر الحفل سواء اشترى تذكرة أم لم يشتر، أو كان تعبيرا عن قلة حيلة رجال الأمن في مواجهة الجموع الهادرة. ولكن الأغرب من ذلك كله، أن الجمهور الذي قاتل كثيرا من اجل الدخول، لم يجد مقعدا يجلس عليه، فيما طلب منظموا الحفل من الجمهور الجلوس على الأرض..أو كما كان يهتف منظم الحفل "الرجاء الجلوس على الحشيش"، لنفاجأ بعد قليل بنفس الشخص يطالب الجمهور بأخذ الحيطة والحذر "فأسلاك الكهرباء ممتدة على الأرض تحت أقدامهم". أبنائي الذين اجبروني على حضور الحفل، أجبروني أيضا على مغادرته بعد خمس دقائق من حضور الفرقة، بعد أن تأكدوا تماما من استحالة مشاهدتهم للفرقة، فيما التدافع الكبير كان يتقاذفهم يمينا وشمالا.. والمضحك في الموضوع، ان فرقة انشاد طيور الجنة التي انتظرها الجمهور منذ ساعات الصباح، غنت لساعة واحدة فقط، ومن ثم غادرت!!!!!!!!!!!! وأنا هنا أتساءل، عن الاهداف الرئيسية لاقامة هذا الحفل، هل كان لإمتاع اطفال غزة، أم لبهدلتهم؟ ام لجني المال؟ أم فشل في التنظيم والإدارة؟ أسئلة كثيرة تحتاج الى اجابات...فهل من مجيب؟!! لي في ذمتكم 50 شيكل ثمن التذاكر..غير الأتعاب والبهدلة مواطنة من غزة