خبر : ما البديل في مواجهة الضغوط الامريكية والدولية؟! ..المحامي زياد ابو زياد

الأربعاء 04 أغسطس 2010 01:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما البديل في مواجهة الضغوط الامريكية والدولية؟! ..المحامي زياد ابو زياد



ليس هذا الوقت هو وقت المناكفة او الشماتة او تسجيل المواقف، ذلك لان على الذي يريد ان يناكف او يشمت او يسجل موقفاً وان يقدم البديل لما يناكف عليه. فالوضع الفلسطيني خاصة والعربي عامة يستوجب وقفة وادراكاً لحقائقه وامكانياته والمستوى الذي انزلق اليه قبل تحميله اكثر مما يستطيع ان يحتمل، ثم ربما التقدم بالعلاج لتغيير واقع هذا الوضع نحو الافضل حتى يستطيع تلبية التوقعات والطموحات الجماهيرية.اقول هذا وانا اتابع ردود الفعل الفلسطينية وبعض الردود العربية على قرار لجنة المتابعة العربية الذي اعطى الضوء الاخضر للرئيس عباس للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل.وقبل ان استطرد فإنني استدرك بالقول بأنني اتفق مع اولئك الذين قالوا ان لجنة المتابعة العربية تجاوزت صلاحياتها وتخطت حتى الصلاحيات التي يتمتع بها مجلس وزراء الخارجية العرب. ومثل هذا الاستدراك لا يعني بالضرورة رفض قرار لجنة المتابعة او قبوله على علاته.فلجنة المتابعة العربية تم تشكيلها في حينه لترويج مبادرة السلام العربية والسعي لتوفير الامكانيات والحشد الدولي بتفعيلها، ولم تشكل لتكون بديلاً عن المؤسسات الشرعية الفلسطينية او حتى مجلس جامعة الدول العربية.ولقد تفحصت الكثير من التصريحات التي واكبت قرار لجنة المتابعة العربية بحثاً عن شيء يربط بوضوح بين قرارها وبين مهمتها وهي تفعيل المبادرة العربية فلم اجد سوى محاولة عربية لمسك العصا من الوسط، فهي ارضاء لامريكا من حيث القبول بالدخول في مفاوضات مباشرة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولكنها تتنصل من تبعات ذلك مسبقاً فتلقي العبء على الرئيس عباس وتطلب منه...«تحديد الوقت والظروف الملائمة لبدء المفاوضات المباشرة».وهذا يعني ترك الرئيس عباس وحيداً في الساحة يواجه الضغوط الامريكية والاوروبية والدولية العنيفة التي تمارس عليه والتي ستزداد ضراوة بعد ان رفع العرب ايديهم واعطوه الضوء الاخضر ولسان حالهم يقول للاخرين: «لقد فعلنا ما طلبتموه منا فافعلوا انتم ما تريدون فعله»!اذن فالمشهد الاول المطروح امامنا هو تخلي العرب وخروجهم من تحت مكبس الضغط السياسي الدولي وترك الرئيس عباس وقيادته ليواجهوا قدرهم بأنفسهم. فما الذي نقدمه، نحن الفلسطينيين، للرئيس عباس لشد أزره او تمكينه من الوقوف امام الضغوط التي تمارس عليه والتي وصفها اثناء لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية ووكالة انباء الشرق الاوسط ونقيب الصحفيين المصريين بأنه يتعرض الى ضغوط..» لم اتعرض لها في كل حياتي السياسية من الادارة الامريكية والاوروبيين والامين العام للامم المتحدة كلهم يقولون يجب الدخول في المفاوضات المباشرة واغتنام هذه الفرصة فهل يترك الرئيس عباس وحيدا امام هذه الضغوط وما الذي عليه وعلى القوى والفصائل الفلسطينية فعله في هذه المرحلة التي يتم فيها التأسيس لوأد القضية الفلسطينية وشطبها ولو لاجيال قادمة، وفرض الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة العربية والاسلامية!.لا شك اننا كفلسطينيين لا نملك فورا القدرة على التصدي لهذه الهجمة الشرسة التي نتعرض لها لتكريس واقع الاحتلال والاستيطان لقاء الفتات اليسير الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.وعدم امتلاكنا الفوري لهذه القدرة لا يعني الاستسلام كما لا يعني الاستمرار في التشرذم والانقسام، وانما يتطلب المناورة لكسب بعض الوقت وفي غضون ذلك العمل الجدي الصادق لاعادة لم شتات البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية التي لن نستطيع بدونها الصمود امام الضغوط الدولية، ولن نستطيع مواجهة الاحتلال والاستيطان وافشال مخططاته.قد يضطر الرئيس محمود عباس في اواخر شهر آب الحالي الى ان يرضخ للضغوط الدولية ويقبل الدخول في مفاوضات مباشرة مع حكومة نتانياهو لارغام هذه الحكومة على اتخاذ القرار بتمديد فترة التجميد الجزئي للاستيطان والتي تنتهي في ايلول القادم، ولا شك ان مثل هذه الخطوة ستضع حكومة نتانياهو امام الخيار الصعب وهو امام رفض تمديد فترة تجميد الاستيطان وعندها مواجهة العالم بوجهها الحقيقي، واما تمديد تجميد الاستيطان وعندها قد تضطر الى مواجهة هزة سياسية داخلية قد تستطيع ترحيلها الى ما بعد فترة عطلة الكنيست والاعياد اليهودية التي تستغرق حتى الاسبوع الاول من تشرين الاول القادم.وايا كانت الخيارات والتطورات المستقبلية المتوقعة على الساحة الاسرائيلية والدولية فان علينا ان ندرك وان نضع على رأس جدول اولوياتنا امرا واحدا وهو: تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام والتوجه فورا نحو تحديد شرعية المؤسسات الفلسطينية من خلال التوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس والسلطة التشريعية والهيئات المحلية .