خبر : كيف لو لم تكونوا "طيور الجنة"؟؟ ..خليل ابو شمالة

الثلاثاء 03 أغسطس 2010 03:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف لو لم تكونوا



شعبنا في قطاع غزة رحب ولا زال يرحب بكل من قام بزيارة تضامنية ، منتصرا للمحاصرين من الفقراء والبسطاء الذين يدفعون ثمن الاحتلال وموقف المجتمع الدولي الظالم ، ويدفعون أيضا ثمن استمرار الانقسام . الفلسطينيون في قطاع غزة يحتاجون لكل من يتضامن بشكل حقيقي دون استخدام لمظاهر التضامن من اجل حسابات اما مادية أو سياسية أو اعلامية ،ولكن يبدو ان الحال الفلسطيني لا يختلف عن أي حالات مماثلة أو قريبة من التشابه مع الأخذ  بعين الاعتبار خصوصية الحالة الفلسطينية. المواطنون في قطاع غزة يتابعون حملة الاعلانات الواسعة التي تعلن عن زيارة فرقة "طيور الجنة" ، وعن أماكن العرض وتوقيتها ، كما امتلأت شوارع غزة بالاعلانات الملونة مع توضيح أماكن بيع التذاكر . أنا لست وأبنائي من مشاهدي هذه الفرقة ولا من مستمعيها ، ولكني أعرف أن الاف الاطفال في غزة يتابعونها ويشاهدونها على قناة فضائية تعرض اناشيد من خلال كليبات مكلفة ، ومشاهد تتناقض وواقع الغالبية العظمى من أطفال غزة وبشكل خاص أطفال المخيمات الذين يعيشون مع اسرهم الفقيرة ، والتي بعضها " الأسر" لا يوجد لديها مال لتوفير حليب لهم أو علاج. وبالرغم من ذلك فان مشاهدة هؤلاء الأطفال لفرقة طيور الجنة في الواقع يتطلب شراء تذكرة قيمتها عشرة شواكل للطفل الواحد. لا أعلم كيف يكون تضامن مع أطفال غزة بتذكرة؟ ولا أعلم لصالح ماذا يتم حمع هذا المبلغ اذا ما كانت الفئة المستهدفة هي أطفال غزة المحاصرين ؟.  وهل الأطفال الذين ينتظرون المساعدة في غزة قادرين على دفع ثمن التذكرة اذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن كل أسرة لديها على الأقل ثلاثة أطفال؟ وهل جميع أطفال غزة هم أبناء تجار أنفاق أو مدراء عامون أو وزراء أو أبناء لاسر غنية؟أكثر من 260 ألف طفل شاركوا في المخيمات الصيفية التابعة لوكالة الغوث ،لان الأطفال بحاجة للمرح واللعب ،ولكن هذا العدد شارك بدون مقابل وتم توفير مستلزمات كل طفل خلال أيام المخيم. أيا كان العدد الذي سيشتري تذاكر "طيور الجنة" فانه لن يعبر عن أطفال غزة الفقراء والبسطاء ،لن يعبر عن الذين تحملوا مسؤولية مبكرة ليعينوا أسرهم على صعوبة الحياة وضنك المعيشة.أطفال غزة يا سادة بحاجة لمن يعطيهم لا لمن يأخذ منهم ،أطفال غزة بحاجة لمن يساعدهم على التعبير عن ذواتهم ،وليس بحاجة لان يدفعوا عشرة شواكل من أجل أن يشاهدوا طفلا يغني وقد توفرت له كل الامكانيات ،وربما طفل من غزة لديه من الموهبة والقدرة ما يتفوق على أعضاء فرقة طيور الجنة أنفسهم. لقد تبرع الفنان المصري تامر حسني بمبلغ مليون دولار لصالح غزة عن طريق الهلال الاحمر المصري وجاء على رأس قافلة مساعدات حتى معبر رفح ،وغنى لغزة وشهدائها دون مقابل وابدى استعداده للقدوم الى غزة والغناء لاطفالها مجانا دون تذاكر . يثير حزن وحفيظة البعض ان البعض غنى لغزة وعلى غزة  وجمع ريع حفلات لصالح أطفال غزة ،.. فكيف بمن يأتي ليغني في غزة بتذكرة دخول؟لهذا كان عنوان المقال كيف لو لم تكونوا طيور الجنة؟  الكاتب : مدير مؤسسة الضمير لحقوق الانسان