خبر : مباشر مع المفاوضات المباشرة؟ .. عماد الحديدي

الأحد 01 أغسطس 2010 10:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مباشر مع المفاوضات المباشرة؟ .. عماد الحديدي



مباشر مع المفاوضات المباشرة؟أ. عماد الحديديانفض اجتماع لجنة المتابعة العربية معلنا ما كان متوقعاً منح الضوء الأخضر للرئيس محمود عباس لاختيار الزمان والمكان والأجواء المناسبة للبدء في المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في ظل ضمانات ورسائل شفوية ومكتوبة سرية وعلنية من الإدارة الأمريكية للعرب والفلسطينيين.  تأتي هذه المفاوضات المباشرة اثر فشل المفاوضات غير المباشرة كما قيمها فرسانها "المحصلة =صفر" وفقا لتصريحات فلسطينية "ان عباس سيخبر العرب بان المفاوضات غير المباشرة لم تحقق الآن أي نتائج من شأنها التشجيع على العودة للمفاوضات المباشرة وان الأمريكيين لم يحملوا أي شيء جديد معهم"  ولكي نقترب أكثر من النتائج المتوقعة للمفاوضات المباشرة لابد من تقيم مرحلة المفاوضات غير المباشرة ونضعها تحت المجهر.1.  طارت طائرات الأطراف الإسرائيلية العربية الفلسطينية الأمريكية الأوروبية في أجواء الشرق الأوسط في استنفار طيراني صارخ إللا في محطات للاستراحة والاستجمام وللتزود بالوقود في العواصم المؤثرة القاهرة، الرياض وعمان وشاهدنا المبالغة في الحفاوة ومراسيم الاستقبال والمؤتمرات الصحفية التي انتظر أصحابها طويلا على أعتاب الأبواب المغلقة التي حضنت المحادثات المهمة  لرؤساء الدول والحكومات والسلطات والتي أعلنت من خلالها قرار بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائليين في 3/3/2010 والتي بدأت فعليا في 9/5/2010م بسبب الخلل الفني الذي أحدثه الجانب الإسرائيلي بوجه نائب الرئيس الأمريكي جور بايدن عندما أعلن عن البدء في إنشاء 1600 وحدة استيطانية في القدس ....أليست الأيام القليلة الماضية أعادت إلى الذاكرة تلك الأيام بكل تفاصيلها ومخرجاتها وصولا للقرار الذي اسقط عمدا كلمة "غير" لتصبح بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في  29/7/2010م.2.    تصريحات الأطراف المعنية التي رافقت الإعلان كانت على النحو التالي:·   نتنياهو :"يجب أن تأتي المحادثات غير المباشرة بمحادثات بمحادثات مباشرة قريبا، لا يمكن تحقيق السلام على بعد أو بجهاز تحكم عن بعد، وأن المفاوضات غير المباشرة ستبدأ دون شروط مسبقة مثلما أصررنا على ذلك في العام الأخير (وقف الاستيطان في القدس ومحيطها)، وإلا يتوقع احد إننا سنصل إلى قرارات واتفاقات بشان أمور حاسمة دون الجلوس معاً  في نفس الغرفة"  ·  الإدارة الأمريكية:"على الفلسطينيين الانتقال إلى المفاوضات مباشرة مع إسرائيل في أقرب وقت ممكن".·   سلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي:"المفاوضات غير المباشرة جانبية ستركز على المشاريع الاقتصادية وتطوير المناطق الصناعية والمشايع المشتركة في قطاعات الكهرباء والصرف الصحي والمياه والتنمية التحتية"·   عباس :"يجب أن يقف الاستيطان كليا وليس جزئياً وان المفاوضات غير المباشرة قلنا ستستمر لمدة أربعة شهور بعد ذلك نعود إلى لجنة المتابعة العربية لنتشاور ونتدارس وخلال هذه الفترة سيكون الحديث حول قضايا المرحلة النهائية ولا حاجة للدخول في التفصيلات والأشياء الصغيرة  لأننا اكتفينا منها في المباحثات سابقاً ، سنذهب فقط ومباشرة إلى الحدود والأمن وغيرها من القضايا"·   لجنة المتابعة العربية: "في ضوء التعهدات الأمريكية الجديدة وما جاء في الرسائل التي وجهها رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورغم عدم الاقتناع بجدية الجانب الإسرائيلي بتحقيق السلام تؤكد اللجنة على ما تم الاتفاق عليه في الثالث من آذار / مارس 2010 بشان المهلة الزمنية (4شهور) للمباحثات غير المباشرة وألا تنتقل المباحثات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالاً تلقائياً"أمام هذه المواقف نجد أن أهداف نتنياهو تحققت كلها وهي الدخول في مفاوضات مباشرة دون ان يقدم شيئاً بل إن الموقف الأمريكي المؤيد أصبح ضاغطاً على رقاب العرب وذبلت الأحلام الوردية    وتبخرت الوعود السرابية الأمريكية والضمانات المكتوبة والسرية وأصبحت جزءاً من الماضي  فلم يستخدم الفيتو في وجه الاستيطان السرطاني في القدس وما وبخت إسرائيل لعدم تقدمها في المفاوضات غير المباشرة بل لوحت أمريكيا بعصاها وجزرتها  بقوتها الناعمة وضغطت على عباس الذي صرح من على منبر الجامعة العربية أمام لجنة المتابعة العربية "بأنني أتعرض لضغط كبير لم أشهده في حياتي أبداً للموافقة على المحادثات المباشرة" وقدم للعرب رسالة أوباما التي تتكون من 16 بندا شديدة اللهجة  وكان قد تسلمها عباس من الجانب الأمريكي في 17/7/2010م  وجاء فيها " في حالة رفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ستكون له تبعات وخيمة منها انعدام الثقة في الرئيس عباس والجانب الفلسطيني وقف المساعدات الأمريكية والتأثير على المساعدات الأوروبية، عدم التدخل في وقف الاستيطان ولن تساعد في الحد منه" أي ان هذه الضغوط تتمثل بعزل السلطة ورئيسها ووقف المساعدات المالية وتجميد عملية السلام لأجل غير مسمي لحساب ملفي إيران وأفغانستان. و ما عادت شروط عباس ولجنتيه التنفيذية والمركزية "مرجعية واضحة ومحددة للمفاوضات تتمثل بالحدود 1967م ووقف الاستيطان " تجد لها آذانا صاغية ، ما دام الأمر أسدل للعرب الذين قرروا نفس الاسطوانة ونفس اللهجة بل زادوا بالمديح والإقرار للسيد أوباما وموقفة الداعم للقضية الفلسطينية كما جاء على لسان رئيس لجنة المتابع رئيس وزراء قطر "وفي الوقت ذاته نحن واثقون في جدية أمريكا ونوايا الرئيس الأمريكي للوصول لسلام " وانه يجب أعطاء الفرصة للمحادثات المباشرة التي رموا بكرتها في الملعب الفلسطيني الذي أدار ظهره للفصائل والحركات والقوى الفلسطينية لينفرد بالقرار الفلسطيني فأصبح الآن عارياً إمام هذه الضربات المتلاحقة.ومما سبق نلخص أن المفاوضات المباشرة لن تكون بأفضل حال من سابقتها غير المباشرة بل ستنتهي إلى صفر كبير الذي سيزيد الانشقاق داخل الصف الفلسطيني وسيوسع الهوة بين معسكري الاعتدال والممانعة العربيين وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفرد بالقدس وأكنافه لترفع الستار عن المشهد الأخير للهيكل المزعوم في ظل التواطؤ العربي والدعم الأمريكي والأوروبي والضعف والتمزق الفلسطيني.