خبر : مسلسل التشويهات والأخ غازي حمد ... نافذ غنيم

الأحد 01 أغسطس 2010 10:05 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مسلسل التشويهات والأخ غازي حمد ... نافذ غنيم



 عجبا لهذا المستوى الذي وصلنا إليه من الانحطاط  والسفاهة، حيث بتنا نتلذذ في الحط من قدر بعضنا البعض، و أصبحنا في نظر الآخرين شعبنا تنخره المخازي، ويكاد أن يكون فاقدا للانتماء وللقيم، وأضحت قيادتنا - وكما يجتهد البعض في وصمها - موزعه ما بين "سارق وخائن وممارس للرذيلة ومتعاون مع العدو وقاتل" وغيره من المواصفات التي باتت تجهز في مطبخ الاحتلال وأجهزته الدعائية، لتحول شعبنا بكل مستوياته إلى شعب ساقط وفاقد للأهلية، كمقدمة لإقناع العلم بأننا لسنا فقط لا نستحق دولة وتقرير مصير، وإنما لا نستحق العيش كباقي البشر .      قصص وروايات وفبركات وتزوير وتضخيم أصبح الشغل الشاغل للبعض ضمن ما يسمى الحرب الإعلامية، التي بات عنوانها الانقسام المخزي والمذل الذي يعانيه شعبنا، أي حرب إعلامية بين أبناء الشعب الواحد تلك التي تكون محصلتها ضياع الوطن والشعب ؟ أي حرب إعلامية ونحن نتفانى ونتسابق في تقديم خدمات مجانية للاحتلال الإسرائيلي وماكنته الإعلامية والسياسية التي تهرس قيمنا وثقافتنا قبل أجسادنا ؟ وعن أي إعلام نتحدث عندما يكون محصلته تحويل القائد لخائن، والشريف لداعر، والملتزم لأزعر، والمثقف لجاهل ..و بأي ماكنة إعلامية نتفاخر وهي تحطم قيمنا وثقافتنا، وتضعف انتماء الجماهير لقضيتها وقضاياها، وبإيمانها بقيادتها وبالمستقبل الذي ناضلت من اجله  .       الحابل والنابل أصبحا سيان في هذه المرحلة المنحطة التي لم يعد للمبادئ والقيم مكانا فيها، كل شيء مذل أصبح مباح حتى المُحرم والممنوع، واستغرب اشد الاستغراب عندما يسمح البعض لنفسه، سواء كان جماعة أو مؤسسة أو كاتب أو حتى إنسان يصف نفسه بالمثقف، بان يستسهل المس بكرامة الآخرين، وان يستمتع بمحاولة شطب تاريخهم النضالي الحافل بالتضحيات لان مصلحة "ما" تحركه، وربما الحقد الأعمى الذي أصبح سيد المواقف في مرحلة الارتداد الذي نعيش .       ككل مرة أتفاجأ بقصص وروايات من هنا وهناك، هي بالتأكيد تحك على جرب البعض، وتحاكي الأحقاد الدفينة فيهم، لكنها في نهاية المطاف خزي وعار يوصم الجميع دون استثناء، فلا يريحني ولا يُطرب قلبي أن يشيع البعض قصة ملفقة او مفبركة او حتى مضخمه تمس احد القيادات السياسية سواء كانت من حركة فتح او حماس او من قوى اليسار وغيرها، برغم حالة الاختلاف السياسي القائمة، والمناكفات الداخلية الغير مرغوب فيها أصلا. وفي كل الأحوال يجب أن يحافظ الإنسان منا على الحد الأدنى من الضمير الحي، وعلى مبدئية لا تخدشها المتغيرات، وفي مقدمة ذلك احترام الإنسان كقيمة بغض النظر عن انتمائه، واحترام تاريخ شعبنا مجسدا بتضحيات ومعاناة أفراده بكافة أطيافهم، وان لا نسمح لوباء الحقد والكراهية أن يستوطن قلوبنا، ليصبح موجهنا اليومي في رؤية الأشياء والتفاعل معها .     هذه المرة شريط فيديو شاهدته على احد الصحف الالكترونية يحاول فبركة احد اللقطات للأخ الدكتور غازي حمد وهو جالس مع امرأتين في وضع طبيعية لا يحتمل أي شكوك أو اجتهادات سلبية، والإيهام بان ذلك يتعارض مع الأخلاق، وان ما قام به الدكتور غازي يدينه، وبالتالي يدين حرك حماس التي ينتمي إليها .      يا عالم .. إن كنا نريد أن نتبارى في الدعاية الإعلامية فليس هذا الميدان المناسب، ولنتبارى في تقديم قوة المثال الذي يحفظ لشعبنا حقوقه السياسية والاجتماعية، ولنتسابق في خدمة الناس والدفاع عن قضاياهم، وكذلك في الحفاظ على قيم شعبنا ومبادئه وثقافته السامية، وليس في هذه الميادين الوضيعة، التي تجلب العار على كل المتنازعين فيها، وبخاصة لؤلئك الذين يريدون المس بكرامة الآخرين وسمعتهم .      الدكتور غازي حمد ليس بحاجة لمن يدافع عنه، فكما يقولون "الشمس لا تغطى بغربال"، ولكن واجب التصدي للدعاية الصفراء التي تمس شعبنا وقيادته بكافة انتماءاتها ومستوياتها، يفرض على كافة الأقلام الحرة الحريصة على شعبنا ووحدته وقيمه التي باتت مهددة في كل مضامينها، أن نتحدث عن ذلك، وعن كافة القضايا التي تمس أبناء شعبنا أي كانت، ولا أرى ما تم عرضه من مقطع فيديو في محاولة للإساءة للدكتور غازي يدينه بشيء، فلو كان الأمر كذلك لباتت كافة القيادات الفلسطينية بمختلف انتماءاتها مدانة، فما من احد منا إلا وجالس و تفاعل مع الجنس الأخر في إطار العمل والمهمة والتعاون المشترك، إضافة إلى كل هذا، أيعقل أن نجاري سياسة انتهاك خصوصية الآخرين مهما كانت تفاصيلها ؟ أليس من العار والمذل أن يشعر الإنسان منا انه بات مهدد بخصوصيته حتى مع امرأته على السرير ؟!     قليل من المسئولية والكياسة يا قوم، ارحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء، جندوا أقلامكم وصفحاتكم وإذاعاتكم وفضائياتكم من اجل مصالح هذا الشعب المظلوم المغلوب على أمره، ألا يكفينا مصائبنا ودمارنا وانحطاطنا وبؤسنا وإحباطنا، لتزيدوا الطين بله ؟؟!!                                                                                                                                                               • عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني    Nafez_gaza2000@yahoo.com