كثيرون في البلاد فوجئوا أمس بالسماع عن المكان الذي وقعت فيه حادثة المروحية المأساوية، في سلسلة جبال بوسجي، بعيدا بعيدا عن الدفء المحلي. ولكن من هو خبير في العلاقات الامنية لاسرائيل في السنوات الاخيرة لا بد أنه فوجيء بقدر أقل: في كل ما يتعلق بالتدريبات الجوية، رومانيا هي اليوم الصديق القريب لاسرائيل. التعاون بين سلاحي الجو الاسرائيلي والروماني بدأ في آب 2004، حين اجري تدريب مشترك أول في الدولة الاوروبية. عدد من طائرات هيركولز ومروحيات يسعور من سلاح الجو نفذت طلعات جوية في منطقة مختلفة جدا عما تعرفها، على ارتفاع عال وفي طقس مختلف عن ذاك الذي اعتادت عليه. مروحيات يسعور نفذت في ذلك الحين مناورات توجه وهبوط بل واجرت عدة تدريبات مشتركة مع طائرات بوما من سلاح الجو الروماني. احد التدريبات الخاصة التي نفذتها كان طلعة جوية وهبوط في الجبال على مسافة عالية – وهو تدريب لا يجري تقريبا في البلاد. بعد التدريب الاول في رومانيا روى بعض من رجال سلاح الجو عن التجربة لمجلة سلاح الجو، فقال في حينه المقدم أ قائد سرب هيركولز ان "التدريب في رومانيا سمح لنا بالطيران بشكل وبظروف لا يمكننا أن نقوم بها في البلاد. في وسط رومانيا توجد جبال عالية جدا وحولها سهل مفتوح، والمشهد غير المعروف هذا وفر للفرق محيطا مميزا لتدريب لا يمكن استعادته في اسرائيل". وواصل سلاح الجو تدريباته في رومانيا بين الحين والاخر بل ووقع على اتفاق مبدئي للتعاون المستمر في 2006. ولكن بعد التوقيع على هذا الاتفاق قرروا في اسرائيل بان من الاهم الحفاظ على العلاقات مع تركيا، ومعظم التدريبات المشتركة انتقلت اليها. سلاح الجو نشر في السنوات الاخيرة اسراب للقتال والنقل في قواعد سلاح الجو التركي لاجراء تدريبات لا يمكن أن تجرى في المجال الجوي الضيق والمحدود لاسرائيل. غير أنه تغيرت مؤخرا الصورة: الازمة العميقة في العلاقات مع تركيا دفعت قادة جهاز الامن الى الفهم منذ العام الماضي بان اسرائيل لن تتمكن من مواصلة التدريبات المشتركة مع سلاح الجو التركي – ورومانيا عادت الى الصورة. اما الرومانيون، من جهتهم فقد كانوا راضين جدا: تدريبات اسرائيلية في مجالهم الجوي ستتيح لهم المشاهدة والتعلم من اساليب العمل لاحد اسلحة الجو المتطورة في العالم. اما الان فهم مشاركون في المصيبة ايضا.