تتعالى الأصوات في الساحة الفلسطينية لوضح حد لحال الانقسام وممارسة الضغط على طرفي الانقسام من أجل إتمام المصالحة، ومع ذلك يدور جدل بين الفلسطينيين حول المعارضة الفلسطينية ودورها في التصدي لحال الانقسام، وموقفها من كثير من القضايا في مقدمتها، المفاوضات، والتنسيق الأمني، وحصار غزة، والاعتداء على الحريات العامة والشخصية للمواطنين من قبل الحكومتين في الضفة الغربية وقطاع غزة. خلال نقاش بين مجموعة من الأصدقاء حول دور المعارضة الفلسطينية المتمثلة في فصائل منظمة التحرير( فصائل اليسار) في التصدي لكل تلك القضايا، اتفق الجميع على انه لا يوجد معارضة حقيقية تتصدى لكل ما يجري في الأراضي الفلسطينية بدءاً من تنفيذ برامج سياسية وأجندات خاصة بالفرقاء، وليس إنتهاءً من الاعتداء على الحريات العامة والشخصية. قيادي كبير في فصيل يساري قال: إن المعارضة لدينا هي معارضة أسمية وناعمة، والمشكلة هي في العمل الذاتي الذي يفترض ان نجسده من خلال حمل كل الملفات ومواجهتها بشجاعة وتواصل، وقبل ذلك علينا ان نطرح السؤال على أنفسنا، هل نستطيع حمل كل الملفات؟ وأضاف، ما تقوم به حكومة حماس في قطاع غزة من ممارسات والاعتداء على الحريات العامة وتقييدها خطير ويجب مواجهته، وفي المقابل ما يجري في الضفة الغربية أسوء عشرات المرات من ما يجري في القطاع من قبل حكومة حماس وعلى جميع الصعد، اللقاءات الأمنية والمناورات التي يجريها الحرس الرئاسي، وغيرها من الانتهاكات التي تقوم بها السلطة ممثلة بحكومة رام الله. وقال علينا مواجهة الانتهاكات برجولة وشجاعة ونثبت أننا مستعدين لاتخاذ مواقف نتحمل مسؤوليتها من اجل مواجهة كل هذا الاستبداد والقمع والتعدي على الحريات العامة في الأراضي الفلسطينية، ولكن نحن ليس لدينا القدرة على تحمل ذلك، لان العمل الذاتي لدينا غير موجود، وان الخلل هو في صفوفنا، وقال على سبيل المثال (في إشارة الى احد المسؤولين في فصيل يساري)، عندما تقوم الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة باستدعاء أي من الأشخاص من قيادات المعارضة لاستجوابهم في قضية ما نقيم الدنيا ولم نقعدها من أجل التوسط مع قيادة حماس وحكومتها لهؤلاء الأشخاص لأننا غير مستعدين لدفع الثمن. ويهرب هؤلاء المسؤولين من المواجهة، هم يملئون الدنيا صراخ وتصريحات صحافية وانتقادات لحماس وحكومتها من دون ان يدفعون الثمن، إذا أردنا أن نكون معارضة حقيقية يجب أن ندفع الثمن ونتحمل التضييق والاعتداءات والاعتقال من أجل ان نكون صادقين مع أنفسنا ومع جماهيرنا. قيادي اخر من فصيل يساري آخر على رغم من ان تنظيمه أكثر تماهيا في مواقفه مع الرئيس وحكومة سلام فياض، أكد على ما قاله زميله القيادي الكبير، وقال نحن نلعب دور الوسيط بين المعارضة والسلطة سواء في رام الله أو غزة، وأضاف، المهازل التي تجري في الضفة الغربية سواء من السلطة أو من تنظيماتنا والتماهي مع السلطة وحكومة فياض تعطل من تحركنا في القطاع، نحن معارضة ناعمة، معارضتنا وسلوكنا مشوه، وقناعاتنا في تنظيماتنا ليست واحدة، وقبل القيام بأي خطوات احتجاجية في قطاع غزة يجب حسم الموقف الداخلي لدينا وتوحيد الرؤية في تنظيماتنا وفصائلنا الوطنية تتحمل المسؤولية في ما يجري. النقاش طاول دور منظمات المجتمع المدني خاصة منظمات حقوق الانسان في التصدي للانتهاكات التي تقوم بها الحكومتين، وتحميل منظمات المجتمع المدني مسؤولية أكبر من مسؤولياتها، وظهرت كأنها من يقود الشارع في حين أن التنظيمات السياسية خاصة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لم تقوم بدورها الحقيقي كمعارضة حقيقية في التصدي لكل ما يجري. فصائل جبهة اليسار الفلسطينية المعارضة، غير متجانسة ولا تتفق على برنامج سياسي موحد وكل فصيل له رؤيته المختلفة عن الآخر، و فصيلان من جبهة اليسار شريكان في حكومة سلام فياض، وهي عاجزة عن الدفاع عن برنامج الإجماع الوطني وعن استمرار بقاء منظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. مطلوب منها تحمل مسؤوليتها والكف عن غيابها وصمتها، والقيام بدور المعارضة الناعمة، والعمل من أجل ممارسة الضغط وإنهاء الانقسام، والتصدي لحالات الخروج عن الإجماع الوطني، ومقاومة الاحتلال، والقيام بدورها بالتعاون مع جميع فئات المجتمع الفلسطيني من دون الركون على الآخرين للقيام بدور المعارضة. mustafamm2001@yahoo.com mustaf2.wordpress.com