شاهدتك وأنت تزينين شاشة التلفزيون الفلسطيني في برنامج فلسطين هذا الصباح ، عندما جذبتني فقرتك وهي مسابقة " كتابة أفضل رسالة إلى مسئول " ، وكم سررت وأنت تقرئين رسالتك الجميلة الرائعة ذات الكلمات المعبرة والمؤثرة والموجهة نحو هدفك المحدد، كالفارسة التي تحكم سيطرتها على رمحها الخارق لتطلقه صاروخا مدويا في الفضاء ليمخر عباب التاريخ الفلسطيني المؤلم والموجع فيمر على أحراش يعبد البطولية فبيروت الملاحم والبطولات والخنجر المسوم وجنين الصمود والكبرياء والرباط والانتقام فينقش في كل محطة أسماء في الخالدين وأحياء عند ربهم يرزقون من الأجداد والأخوال والأعمام والأقارب والأصدقاء وأبناء الوطن المجروح، فإن دل هذا فإنما يدل على صدق أحاسيسك ونبل مشاعرك ووفائك لدماء الشهداء الأبرار وحبك لوطنك فلسطين .ابنتي منار لقد عشت معك في كل كلمة سطرتها أناملك الغضة البريئة ، ولكن هزتني كلماتك "حتى جاء الانقلاب الاسود" فأيقظتني من أحلام اليقظة التي رسمت فيها مستقبلا زاهرا واعدا لزهرات بلدي وأشبال وطني أولئك الذين سيحملون الهم الفلسطيني وسيضعون حدا للانقسام المغذى دوليا وللترحال ألقسري المفروض على شعبنا منذ أكثر من نصف قرن ، وسيحرقون الخيمة وسينتفضون مهللين مكبرين موحدين ليرفعوا العلم وليعلوا الراية ولننعم بالحب والآمان فوق أرضنا الفلسطينية وفي ظل رحاب قدسنا ومقدساتنا الدينية .لقد صعقتيني بنيتي بصعقة كهربائية مؤلمة عندما نطقت ب" الانقلاب الأسود " ، فأنت بنيتي صغيرة السن ومتفتحة العقل وعقلك يكبر سنك ، فلا تكوني أسيرة الكلمات المفرقة أو الجمل المبعثرة أو القصص والروايات المشوه التي تحمل في ثناياها العداوة والبغضاء لتصبها صبا على أبناء شعبنا ، فالحقد والكراهية ليس لها مكانة في قلبك ، فالفظيها ولا تردديها واسحقيها ولا تكتبيها فالوطن فلسطين والشعب الشعب الفلسطيني وأنا وأنت وباقي أهلنا وربعنا وعشيرتنا هم فلسطينيون وإن اختلفت الأسماء والأشكال والألوان .بنيتي منار أنت منار ومنارة ستضيء ربوع فلسطين وليس يطا ، أو الضفة الغربية فحسب فالكاتب والمفكر والمبدع ينعت بوطنيته ويقولون الكاتب الفلسطيني ، والمفكر الفلسطيني ، المبدع الفلسطيني ، فامقتي بنيتي الحزبية و إياك أن تكوني أسيرة الحزب و الفصيل والعائلة ، وإليك نصيحتي ..1_ الأمور والأحداث الداخلية تبقى داخلية ولا تخرج للعلن ، لأنها إن خرجت للعلن فستنقص من قدر صاحبها ومكانته ، فكثيرا ما تحدث إشكاليات بين الأب وابنه ، والأم وابنتها وبين أبناء الإخوة والأعمام و... ولكن أصحاب العقول الرزينة لا يخرجوا أسرارهم للعلن ، لأن المتربصين بهم كثر والحاقدين والشامتين أكثر ، فأنت تخاطبين الرئيس أوباما بفلسطينيتك وأحاسيسك ومشاعرك الصادقة التي تحمل هم الكل الفلسطيني المكلوم .2_ إياك ان تطغي على كتاباتك العاطفة أو المعلومات المغلوطة فإنها تحط من مقالاتك وكتاباتك ،وإياك أن تكوني رقما إضافيا مهمشا تدوري في فلك الإعلام الحزبي المقيت لأنك ستذوبين وستندثرين ولن يكون لاسمك أثرا .3_ أدعوك للبحث في مفردات " الانقلاب ، الحسم ، الانقسام " في قواميس ومعاجم اللغة بالإضافة إلى التعريف السياسي لكل منها لتقفي على حقيقة من انقلب على من ، ولماذا وصلنا إلى هذا الحال ؟؟4_ إقرأي أدبيات الحركتين فتح وحماس ، ورؤيتهم للقضايا والثوابت الفلسطينية ولا تتسرعي في إصدار الأحكام فأنت عاقلة تستطيعي التميز والوصول للحقيقة .5_ التعدد الحركي والحزبي ظاهرة صحيحة إن كان هدفها الوطن والمواطن وإن اختلفت وسائلها وأساليبها المشروعة الشرعية .6_ إياك أن تخجلي من ماضيك أو تشطبي تاريخك أو تتنصلي من اسمك فجدك استشهد في أحراش يعبد مع الشيخ عز الدين القسام وليس "عز الدين" فالتاريخ الفلسطيني سطر بدماء الشهداء الأطهار رواه الشهداء فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير والشيخ عز الدين القسام وفرحان السعدي وخليل الوزير وصلاح خلف وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة ويحي عياش و أبو علي مصطفى وفتحي الشقاقي ودلال المغربي ووفاء إدريس ودارين أبو عيشة وريم الرياشي وزينب أبو سالم مرورا بالشهيد القائد أبو عمار والشهيد القائد أحمد ياسين ....وغيرهم من شهداء وشهيدات الشعب الفلسطيني وأخيرا مبارك الفوز والجائزة و أتمني لك مستقبلا أدبيا أو إعلاميا أو سياسيا زاهرا في ظل رؤية وطنية وحدوية تجميعية فلسطينية مع كل الاحترام والتقدير . hadidi_imad@yahoo.com