"مرحباً بديسكن رئيس الشاباك في رام الله وجنين"! و "مرحباً بالعميد يوآلف مردخاي, وآخي مزراحي قائد المنطقة الوسطى"! الترحيب بثلاثتهم هنا ليس من بنات أفكار الكاتب, وإنما هي كلمات ممثل محمود عباس وسلام فياض . قادة الأجهزة الأمنية الذين استقبلوا ثلاثتهم هم ممثلون لعباس ولقيادة فتح, اللقاءات كانت حميمة بقدر المستطاع . مردخاي ومزراحي حضرا مناورة لحرس رئاسة السلطة في رام الله . الرجلان اطّلعَا على التقدم الذي أحرزه حرس الرئيس في مكافحة المقاومة وإحباط العمليات . حرس الرئيس العتيد قدم أفضل ما عنده من تدريبات في قمع المقاومة وإحباط عملياتها . الرجلان عادا إلى تل أبيب يصطحبان معهما حالة مقبولة من الرضا؟! عادة (إسرائيل) أنها لا تمنح الرضا الكامل لغير اليهودي! صحيفة معاريف العبرية عبرت عن حالة الرضا هذه بكلمات موجزة حيث قالت (إن العلاقة بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية هي علاقة ناجحة جداً في خلق الهدوء الأمني الذي يحمي كل الأطراف)؟! ونقلت الصحيفة نفسها عن مردخاي قوله: (أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية تعمل بالتعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية ؟! التي تقوم بتنفيذ نشاطات ناجحة ضد التنظيمات الإرهابية!). هذا بعض مما قاله ( يوآف مردخاي) في معاريف في ثنايا تقريره عن زيارته برفقة (آفي مزراحي) لحرس رئاسة السلطة وحضوره مناورة في مكافحة "الإرهاب الفلسطيني" ؟! . قادة أجهزة أمن الرئاسة قدموا أنفسهم كأبطال في مكافحة الإرهاب الفلسطيني الذي تقوم به "منظمات إرهاب فلسطينية"؟! الأبطال قدموا أفضل ما عندهم لكي تحصل قيادتهم على تقرير إيجابي يمتدحهم من لسان وقلم (مردخاي ومزراحي) . مردخاي لم يبخل عليهم بما يستحقون وصرح عن رضاه وإعجابه بما شاهد وبما سمع! هذه زيارة تاريخية؟! وهي زيارة مهمة وفارقة لأنها تحدث على المكشوف؟! إنها تفرق بين مرحلة التعاون الأمني السري ومرحلة التعاون الأمني العلني؟! اليوم التعاون على المكشوف؟! والموضوع محدد تحديداً دقيقاً وهو مكافحة "الإرهاب الفلسطيني"!! التاريخ سيكتب أن شهر يوليو من عام 2010 قد شهد تحولاً درامتيكياً لا في قيادة أجهزة الرئاسة وجنودها في رام الله, ولكن في رؤية حركة فتح وقيادتها سواء في التعامل مع المحتل الغاصب, أو في التعامل المصادم للمقاومة الفلسطينية سواء صدر العمل المقاوم من حماس أو شهداء الأقصى, أو الجهاد الإسلامي, أو أبو علي مصطفى أو حتى من وطني لا علاقة له بالتنظيمات . ((كل اعتداء على إسرائيلي أو مستوطن داخل فلسطين المحتلة 1948 أو داخل الضفة الغربية والقدس هو عمل إرهابي, وستقوم أجهزة السلطة في رام الله بملاحقته واعتقاله . والويل كل الويل لمن تسول له نفسه مقاومة المحتل والمستوطن)) . التوقيع حرس الرئيس. في عام 1965 كتب التاريخ صفحة الانطلاقة القوية لحركة فتح في مقاومة المحتل لفلسطين . وكتب التاريخ صفحة أخرى لفتح في مواجهتها لروابط القرى وتصفيتها للعملاء لمجرد التخابر . التاريخ عادة يسجل الوقائع ولا يحابي أحداً . اليوم سيكتب التاريخ عن زيارة (مردخاي ومزراحي) وعن زيارة (ديسكن) رئيس الشاباك لرام الله . وسينقل من الوثائق ما قيل في الزيارة , وما تمخض عنها من نتائج, وهي في مجملها تصادم انطلاقة 1965. لا أود أن أتحدث كثيراً عن التاريخ لأن بعض الأحياء لا يحفلون أمام (شباك المصالح) بالأموات, ولكني أسأل سؤالاً بالمناسبة . هل ماتت المقاومة بالضفة ؟! أم أن فتح هي التي تموت لصالح القادم الجديد (فياض أو غيره)؟! المستشار السياسي لرئيس الوزراء بحكومة غزة