خبر : لقاء الأحمد وحمدان وماذا بعد ؟ .. م. عماد عبد الحميد الفالوجي

السبت 17 يوليو 2010 12:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
لقاء الأحمد وحمدان وماذا بعد ؟ .. م. عماد عبد الحميد الفالوجي



تصريحات الأخ عزام الأحمد – عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول ملف المصالحة – بعد لقائه مع الأخ أسامة حمدان – مسئول العلاقات الخارجية لحركة حماس – كانت متوقعة وهي تثبت صحة كل ما ذهبنا إليه ونصحنا به فى الأشهر الأخيرة , بأن المصالحة هو قرار فلسطيني بحت وليس رهين بقوى خارجية – مع عدم نكران وجود مؤثرات خارجية – ولكن المصالحة تحتاج فقط الى لقاءات متجددة جادة بعيدة عن الإعلام وبعيدة عن المزايدات وتسجيل المواقف وكيل الاتهامات , بل نصحنا بأن المصالحة تحتاج الى جلسات ولقاءات متواصلة لا تنقطع أبدا والتركيز خلالها ليس على نسج علاقات عامة أو صنع خبر إعلامي مثير لتنشره الفضائيات ويحمل توقيع صاحبه أو تسجيل نقاط شخصية بل يجب أن تنصب هذه اللقاءات على النقاط الخلافية الباقية وإيجاد السبل الإبداعية لتجاوزها دون التوقف عند بعض المطالب المحددة سلفا والتى سبق رفضها من طرف معين , بل لابد من التركيز فى إيجاد صياغات جديدة تؤدي ذات الغرض والهدف من عملية الحوار وهو إنهاء هذا الانقسام الأسود الذي سيقضي على القضية برمتها . تصريحات الأخ عزام الأحمد الإيجابية تؤكد أن المصالحة بحاجة ليس فقط الى عقد لقاءات مجتزأة ومتقطعة وفى أماكن مختلفة وبينها فواصل زمنية كبيرة بل إن المصالحة بحاجة الى توجه القيادات أصحاب القرار الى عقد لقاءات متواصلة لا تنقطع ولتأخذ وقتها – لأنها تستحق أكثر من ذلك – دون الاستهانة أو الاستخفاف بأي قضية من القضايا المطروحة , وبعيدا عن مقولة أن الحوار أنهى مهامه ولا فائدة من الاستمرار أو اتهام طرف دون الآخر بأنه لا يريد إتمام المصالحة , كل تلك المواقف المتشنجة لا تخدم المصلحة العامة وكلها قائمة على فرضيات وأمنيات لكل من لا يريد إتمام المصالحة ويجد أن مصالحه تتضرر من إنهاء الواقع الحالي الصعب . المواقف الإيجابية من اللقاء السابق يؤكد أن الطرفين عندما يلتقيان بنية الاستماع الجيد لكل منهما متجاوزين الأحكام المسبقة سيجد كل منهما ما يقوله للطرف الآخر وسيحدث الى حد كبير تفهم للمواقف ومحاولة إبداعية لإيجاد الحلول المرضية لكل منهما , ولكن هل سيغير الطرفان طريقة تعاملهما مع ملف المصالحة ؟ وخاصة ما يتعلق بملاحظات حركة حماس وإيجاد صيغة يمكن أن تحفظ للجميع ما يريد مع عدم خسران أي طرف ؟ وهل يمكن أن نتوصل الى تفاهم فلسطيني داخلي حول كافة القضايا العالقة واستعادة الثقة المفقودة بين الطرفين ؟ أعتقد جازما أن هذا سيتحقق وليس من المستحيل تحقيقه ولكن نحتاج الى مواصلة اللقاءات بأجندة فلسطينية خالصة تضع الأمور حسب أهميتها الفلسطينية وليس حسب أجندات أخرى . ونؤكد من جديد أن الحوار لا يعرف له نهاية ولا حدود ولا محرمات فى الحوار كل شيء قابل للحوار , ويجب شطب مقولة أن القضايا قتلت بحثا , بل يجب أن تستمر المحاولات دون انقطاع حتى نصل النتائج المطلوبة دون السماح لشعور الإحباط والتشاؤم أن يسيطر علينا , إن قرار المصالحة بأيدينا نحن , ولكن الوقت لا يرحمنا , وأطراف متعددة تجد مصالحها فى استمرار انقسامنا وهي تبحث عن مصالحها , أما نحن فيجب الاستمرار فى مسيرة استعادة وحدتنا والانتهاء من هذه الحالة البائسة , وحتى لا نكون أضحوكة بين الأمم .   رئيس مركز آدم لحوار الحضاراتwww.imadfalouji.ps