خبر : اطلاق جائزة غسان كنفاني السنوية في الأدب

الخميس 08 يوليو 2010 11:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
اطلاق جائزة غسان كنفاني السنوية في الأدب



غزة / سما / أطلقت اللجنة الثقافية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة اليوم جائزة غسان كنفاني السنوية في الأدب .وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب وسام الفقعاوي " أن الجائزة ستمنح لأفضل إنتاج أدبي وقصصي وروائي ومسرحي ونقدي كل عام من خلال لجنة التكريم المشكّلة من الجبهة الشعبية، وجمعية غسان كنفاني التنموية، ومتخصصين في الأدب العربي من جامعاتنا ومثقفين، واتحاد الكتّاب الفلسطينيين. وذكر الفقعاوي خلال يوم ثقافي نظمته الجبهة في الذكرى الـ 38 لاستشهاد الأديب كنفاني في قاعة الهلال الأحمر بمدينة غزة ، بمقولة غسان " إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية". وأضاف: " ها هم المدافعون الفاشلون يمسكون بالمقود ويسجنون المقاومة ويمعنون في تقييد العقل والحريات ويمارسون من السياسة والسلوك ما ينهك المجتمع، فالغني ازداد غناً، والفقير ازداد فقراً، ولم يعد متسعاً للحياة يا غسان، فأنذرنا مبكراً بأن ندق جدران الخزان وقلت لنا أيضاً " نحن ليس جيل الثورة، وما زلنا ننتظر جيلها". وقال متحدثون متخصصون في أدب ومسيرة الأديب الفلسطيني الراحل، " ان الشهيد كنفاني مثّل ظاهرة ثقافية وسياسية وكفاحية قلما تجود بها الساحة الأدبية الفلسطينية والعربية". وأشادوا بقدرة غسان على الجمع بين القيادة السياسية كعضو مكتب سياسي في الجبهة الشعبية، وبين الأدب الثوري والصحافة النقدية التي قدّم من خلالها ارثاً صحافياً وروائياً ومسرحياً وفنياً حياً وخالداً. وعرضت اللجنة الثقافية التي نظمت اليوم الثقافي فيلماً قصيراً عن مسيرة كنفاني بعنوان " العاشق الذي التهمته الحكاية" تناول أبرز محطات حياته النضالية والأدبية، . فيما القت الدكتورة سماح تايه كلمات نالت اعجاب الحضور، قالت فيها " في عينيك أرى أنقاض وطن، يسمى فلسطين، في دمك يسري الأنسولين لا ليتلاعب بمعدل السكر لينقذك بل ينقذ العروبة فيك.. في أنفاسك صوت ينادي اقرعوا جدران الخزان". وتابعت: " ألم يحن الوقت بعد لتعودوا إلى حيفا. لا يا سيدي ولا سادة للثورة غيرك، أنعد ، نعد نعد لحيفا، ولم يتبق لنا سوى تلك البومة تنظر بقايا عنفوان يسكن فينا لنتمرد، جميعنا مررنا على سرير رقم 12، ومتنا ثم متنا.. وكل الرجال.. الرجال أحرقتهم الشمس". بدوره، قال مدير لجنة الحوار في الندوة، المحاضر في جامعة الأزهر في حقول العلم واللغة والأدب الفلسطيني الدكتور محمد البوجي أن غسان أول من كتب قصصاً عن تخلف المجتمع العربي في قصته " موت سرير رقم 12"، وأول من انتقل بالرواية من البكاء على الوطن السليب إلى الواقعية التحريضية، وصاحب أول وأفضل رواية تكتب عن مخيمات اللجوء في قطاع غزة في رواية " ما تبقى لكم". وأضاف: " وهو كذلك أول من نبه وكتب عن أدباء فلسطين 48 في كتاب الأدب الصهيوني.وأشاد بقدرة غسان على الجمع بين الكتابة الصحافية والأدبية المحرضة والعمل السياسي الجاد، لذا أرادت " إسرائيل" التخلص منه. أما الباحث في الشئون السياسية والفكرية، مسئول الدائرة الثقافية في الجبهة الشعبية غازي الصوراني أن الحديث عن غسان الكاتب والمثقف والمناضل الجبهاوي كما الحديث عن كل الثوريين لا معنى له ولا قيمة إن لم يكن تحريضاً لتغيير هذا الواقع الفلسطيني والعربي عبر النضال الداخلي ضد طرفي الانقسام أولاً ثم ضد الأنظمة العربية الفاسدة". وطالب الجماهير في قطاع غزة بأن يكونوا ركاب سفينة نوح الفلسطينية التي تعيد الاعتبار للهوية الوطنية في كل مخيمات القطاع والضفة والشتات، ويخرجوا ضد الانقسام ويتظاهروا تحت شعار موحد " نعم للوحدة". ودعا كل القوى التي لا مصلحة لها في استمرار الانقسام إلى المبادرة إلى تأطير الحالة الشعبية في اتجاه إنهاء الانقسام. من جانبه، لخص المحاضر في جامعة القدس المفتوحة، الكاتب والروائي الفلسطيني الدكتور محمد أيوب أبو هدروس أشكال الهزيمة ومعانيها في أدب غسان كنفاني. وقال: " إن الهزيمة شكّلت هاجساً أساسياً لكل فلسطيني وعربي المهزوم نفسياً وإنسانياً ومجتمعياً حينما خسر كرامته ورجولته عندما خرج من الوطن ولم يقاتل، و حين قبل أن يقاتل الآخرون نيابة عنه، أما الذين قاتلوا فاستشهدوا أو فقدوا رجولتهم كما حدث مع أبي الخيرزان وهزم الفلسطينيين، حينما اضطر إلى البحث عن العمل في الدول العربية التي لم تكن تسمح بالتنقل بحرية عبر الحدود مما أجبره على الدخول في صهريج في عز الصيف، وكيف خسر الثلاثة حياتهم داخل الصهريج ورسموا الهزيمة الوطنية والقومية. في تناولها لوجود المرأة في أدب كنفاني، قالت الباحثة في قضايا المرأة دنيا الأمل اسماعيل أن كنفاني كان ناقلاً ولم يكن نقدياً للمرأة في الداخل والشتات وسلط الضوء على أوضاع المرأة البسيطة. وأضافت: " كل نساء غسان كنفاني باستثناء نموذجين مأزومات عندهن مشاكل ولم تكن هويتهن النسوية واضحة، وكن يعانين من التبعية للرجل في أم قيس التي ترضخ لرغبة زوجها، ومريم التي اغتصبت ثم ارغمت على الزواج من حامد، وكذلك في الأم غير الموجودة لزكريا. وتابعت " لم يكن هم تحرير المرأة الاجتماعي واضحاً في أدب غسان وكأنه أراد أن يرسل لنا رسالة بأن تحرير الوطن مقدمة للتحرر الاجتماعي. وأشارت اسماعيل إلى تناول غسان للمرأة الرمز المتمثلة في الأم في نموذج أم سعد التي مثّلت المرأة الثورية من الطبقة المسحوقة والكادحة وزجت على لسانها أهم كلمات غسان كنفاني ( خيمة عن خيمة بتفرق) و( الإنسان قضية). هذا ولاقى اليوم الثقافي استحسان وتقدير الحضور الذي جمع عدد من القيادات الجبهاوية والفصائلية الأخرى وحشد من أنصار وأعضاء وقيادات الجبهة الشعبية وأساتذة وطلبة الجامعات الفلسطينية. واغتيل الأديب الفلسطيني غسان كنفاني في 8 يوليو 1972 عندما كان عمره 36 عاما في عملية تفجير لسيارته في منطقة الحازمية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وأتى ذلك في عملية نفذتها جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ضمن توجه للتخلص من القيادات الفلسطينية البارزة على الساحة اللبنانية، يعد كنفاني من أبرز الروائيين العرب الذين تركوا بصمة واضحة على مسيرة الأدب العربي خاصة فيما يتعلق بأدب المقاومة.