أفادت منصة “ناتسيف” الإخبارية الإسرائيلية بأن القاهرة تتجه نحو إعادة تقييم وتعديل اتفاق السلام المبرم مع إسرائيل عام 1979، في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة بالمنطقة.
وأضافت المنصة أن هذه الخطوة تأتي تزامنًا مع تقارير عن زيارة محتملة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، رغم أن مصادر مطلعة نفت حاليًّا نية الرئيس المصري لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال تواجده في العاصمة الأمريكية.
وكشفت “ناتسيف” أن تقارير استخباراتية إسرائيلية رصدت نشر الجيش المصري أنظمة دفاع جوي متقدمة في سيناء خلال الفترة الأخيرة، أبرزها منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9B، في خطوة وصفتها المنصة بأنها “انتهاك صارخ” لبنود اتفاق السلام، التي تفرض قيودًا صارمة على التواجد العسكري المصري في المنطقة.
وأشارت إلى أن القاهرة تبرر هذه الخطوات بحاجتها إلى تعزيز قدراتها الدفاعية في شمال سيناء وحماية مجالها الجوي، حتى لو تعارض ذلك مع الالتزامات التاريخية المنصوص عليها في الاتفاق.
وأكدت المنصة أن هذا “التصعيد العسكري” ليس وليد اللحظة، بل يجري على الأرض منذ سنوات، دون أن يُواجَه برد فعل حقيقي من القيادة الإسرائيلية أو بضغوط فعّالة على الإدارة الأمريكية لفرض الالتزام بالاتفاق.
ولفتت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين منشغلون حاليًّا بـ”البقاء السياسي الشخصي”، ولا يولون اهتمامًا كافيًا للتحديات الاستراتيجية التي قد تهدد الأمن القومي الإسرائيلي على المدى الطويل.
وختمت “ناتسيف” تقريرها بتحذير صريح موجّه لصناع القرار في إسرائيل، قائلة:
“في اليوم التالي لأي موافقة إسرائيلية على تعديل اتفاق السلام، ستعود مصر لخرقه مجددًا، طالبة مزيدًا من التغييرات.”
وشدّدت على أن “العرب ينظرون إلى كل اتفاق على أنه مجرد نقطة انطلاق لتحقيق ما فشلوا في الحصول عليه عبر المفاوضات المباشرة”.
وتساءلت المنصة بسخرية لاذعة في ختام التقرير: “هل كان توقيع صفقة الغاز الضخمة مع مصر في هذا التوقيت مبررًا؟ بالتأكيد لا. لكن من يسألنا؟ نحن مجرد تابع أمريكي يرقص على إيقاع سادته!”
واعتبرت أن الأولوية الحقيقية لدى النخبة السياسية الإسرائيلية اليوم هي “البقاء في السلطة بأي ثمن”، حتى لو كان ذلك على حساب الأمن القومي والثوابت الاستراتيجية للدولة.


