أكد على ضرورة دعم صندوق الوقف الإنمائي" وتأمين مصادر تمويل مستدامة للأونروا

أبو هولي يبحث مع نائب وزير الخارجية السعودي تداعيات "حرب الإبادة" على غزة ودعم الأونروا

الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 04:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
أبو هولي يبحث مع نائب وزير الخارجية السعودي تداعيات "حرب الإبادة" على غزة ودعم الأونروا



الرياض / وكالات /


:

أطلع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، الدكتور أحمد أبو هولي، نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد الخريجي، على التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تتعرض له من تصاعد في وتيرة الاستيطان والتهجير القسري والتهويد، إلى جانب استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، والعدوان العسكري الإسرائيلي على مخيمات شمال الضفة الغربية. 
وبحث اللقاء الذي عقد في مقر وزارة الخارجية السعودية في الرياض بحضور سفير دولة فلسطين في المملكة السعودية المهندس مازن غنيم، العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات على الساحة الفلسطينية وسبل تعزيز العمل المشترك بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، كما بحث اللقاء أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية والازمة المالية التي تعاني منها الاونروا، وسبل إعادة تفعيل صندوق الوقف الإنمائي لدعم لاجئ فلسطين والاونروا الذي تم إقرار انشائه من قبل مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في آذار 2019.
ونقل أبو هولي، تحيات رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، وتقديره لجهود المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية، ومواقفها الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
كما وضع أبو هولي المسؤول السعودي في صورة الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة مشيراً إلى أن حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 تجاوزت 70 ألف شهيد، وأكثر من 171 ألف مصاب، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض. 
واستعرض الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والمستشفيات والمدارس، وانتهاكات الاحتلال للمرحلة الأولى من خطة السلام الموقعة مؤخراً، من خلال الاستمرار في سياسة "التجويع المتعمد" ومنع 70% من المساعدات، في الوقت الذي لا يزال  90%  من سكان القطاع يعانون من النزوح القسري المتكرر. 
وسلط أبو هولي الضوء على أوضاع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية الثمانية بقطاع غزة، مؤكداً تعرضها لتدمير كامل طال شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء. وأشار إلى أن 1.6 مليون لاجئ، لا سيما في رفح وخانيونس وجباليا والشاطئ، عادوا للعيش في خيام بدائية دون أدنى مقومات الحياة، معتمدين كلياً على "الأونروا" التي تمثل شريان الحياة الوحيد لهم.
وتطرق أبو هولي خلال اللقاء تفاصيل العدوان العسكري المتواصل على مخيمات شمال الضفة الغربية، لا سيما عمليتي "الجدار الحديدي" المستمرة منذ 21 يناير 2025 ضد مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وعملية "الحجارة الخمس" التي استهدفت مخيم الفارعة موضحاً أن هذا العدوان أسفر عن نزوح أكثر من 40 ألف مواطن، وتدمير بنيتها التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، وحرق مئات المنازل والمحال التجارية، واستهداف منشآت "الأونروا" التعليمية والصحية بشكل مباشر، بهدف جعل هذه المخيمات بيئة غير قابلة للحياة.
وحذر أبو هولي من الشروط التي تضعها حكومة الاحتلال للانسحاب من مخيمات الشمال، والتي وصفها بـ "المقايضة الخطيرة"؛ حيث يشترط الاحتلال منع أي نشاط لوكالة "الأونروا" داخل المخيمات، وحظر أي نشاط سياسي، وفرض رقابة أمنية مشددة وفحص للنازحين عند عودتهم مؤكداً بأن هذه الشروط تهدف لتكريس سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي، وتصفية قضية اللاجئين سياسياً عبر إنهاء دور "الأونروا".
واستعرض ما تواجهه وكالة الاونروا من تحديات سياسية ومالية تهدف إلى تقويض عملها، وإنهاءه، مؤكدًا على أهمية التحرك على كافة المستويات السياسية لتمكين الاونروا من تغطية العجز المالي في ميزانيتها، والذي يُقدر بـ 200 مليون دولار يغطي الربع الأول من عام 2026، وضمان استمرارية عمل ولايتها وخدماتها الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وحذر أبو هولي من تداعيات العجز المالي في ميزانية الاونروا الاعتيادية إن لم يتم معالجته، والذي يهدد بشكل مباشر الخدمات الأساسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، بما في ذلك إغلاق 702 مدرسة وحرمان 600 ألف طالب من التعليم، وتوقف عمل 140 عيادة طبية، و211 مركز للإغاثة والخدمات الاجتماعية.
وأكد أبو هولي بضرورة  تفعيل "صندوق الوقف الإنمائي" لدعم اللاجئين والاونروا، والذي يهدف إلى تأمين مصادر تمويل مستدامة لوكالة الاونروا، وتنسيق المواقف العربية والإسلامية بشأن ذلك، قبيل اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي المقررة النصف الأول من العام المقبل 2026.
ومن جهته اوضح السفير غنيم  بأن إسرائيل تعمل على قلب الحقائق من خلال تسمية المستوطنات بأسماء القرى التي تقام على أراضيها حتى تقول أن هذه المستوطنات هي الأصل، و كذلك قيام المستوطنين بمهاجمة القرى و المدن الفلسطينية و المزارعين والاستيلاء على المحاصيل وصولاً إلى مهاجمة بيوت المواطنين الآمنين و كل ذلك بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، بهدف التهجير و الإستيلاء على ممتلكاتهم.
وتطرق الى ما يحصل في مخيمات شمال الضفة الغربية من تدمير و تهجير لافتًا  الى ان المخيمات أصبحت مناطق منكوبة و تفوق قدرة و إمكانيات الحكومة الفلسطينية و خاصةً في ظل الأوضاع المالية الصعبة مع استمرار احتجاز إسرائيل الأموال الفلسطينية.
وطالب السفير غنيم بتدخل المملكة لدى الجهات العاملة في مجال اغاثة اللاجئين و العمل الإنساني تقديم المساعدات اللازمة لهم لتوفير الدعم اللازم لهذه المناطق منعاً لتفاقم الأزمة في المحافظات الأخرى.

 واكد على ضرورة نشر الثقافة و التراث الفلسطيني إلى العالم من خلال المملكة العربية السعودية التي اصبحت تُمثل مركزاً عالمياً في جميع المجالات بما فيها المجال الثقافي و عقد العديد من المؤتمرات و المعارض الدولية الخاصة بذلك لافتاً الى ان دولة الاحتلال تحاول سرقة التراث الفلسطيني بجميع أشكاله بما في ذلك اللباس و الطعام و نسبه اليهم، بهدف إلغاء الهوية الفلسطينية.⁠
من جانبه، أكد المهندس وليد الخريجي على موقف المملكة الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين، مشدداً على ضرورة توفير الدعم المالي العاجل للأونروا لضمان استمرار خدماتها الحيوية، ورفض المملكة القاطع لسياسات التهجير والتهويد ولكافة مخططات الاحتلال التي تستهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني.

4242d69c-0071-4b1f-985a-f0cc9c135145