في اعقاب لقاء نتنياهو واوباما في البيت الابيض أمس تنظر اسرائيل في تنفيذ سلسلة من البادرات الطيبة للسلطة الفلسطينية. ضمن الخطوات التي ينظر فيها هي أن تحصل السلطة الفلسطينية على صلاحيات أمنية في مناطق أخرى في الضفة. وأغلب الظن أن نتنياهو أبلغ الرئيس اوباما عن البادرات الطيبة في لقائهما أمس. واضافة الى ذلك ينظر ايضا في امكانية ان تكف قوات الجيش الاسرائيلي عن الدخول الى مناطق أ التي توجد تحت السيطرة المدنية والامنية الكاملة للفلسطينيين. والمقصود هو اعادة المسؤولية الامنية الى الوضع الذي كان سائدا قبل أيلول 2000 – حين اندلعت الانتفاضة الثانية وعاد الجيش الاسرائيلي للعمل في مناطق أ. يدور الحديث عن بعض من الخطوات لبناء الثقة التي تعتزم اسرائيل تنفيذها تجاه الفلسطينيين في الاسابيع القريبة القادمة، والتي ذكرها نتنياهو في اثناء المؤتمر الصحفي في ختام اللقاء في البيت الابيض. واضاف نتنياهو بأن اسرائيل مستعدة لان تعطي الكثير من اجل السلام، ولكنها تسعى الى ان تكون واثقة بذلك من أن مبعوثي ايران لن يسيطروا على المناطق التي تخليها. وشدد قائلا "أنا والرئيس بحثنا في الخطوات التي يمكننا تنفيذها في الايام والاسابيع التالية وذلك من اجل تحريك المسيرة السلمية وانا اقصد حقا الاسابيع التالية". الخطوات لبناء الثقة التي يخطط لها نتنياهو للفلسطينيين ترمي الى السماح لتدشين المحادثات المباشرة بين اسرائيل والسلطة، قبل نهاية فترة التجميد في 26 ايلول. وتطرق الرئيس اوباما على نحو غير مباشر للخطوات التي يعتقد ان على اسرائيل ان تنفذها، واشار الى ان رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن ورئيس حكومته سلام فياض على حد سواء عملا الكثير لتحسين الامن في مناطق يهودا والسامرة. "في ضوء ذلك، يجب اعطاؤهما المجال لتوسيع مسؤولياتهما في هذه المناطق. ينبغي ان يرى الفلسطينيون ماذا يمكن للسلام ان يجلبه"، قال اوباما. في ظل اللقاء بين اوباما ونتنياهو وقعت ازمة سياسية صغيرة، حين تبين ان رئيس الوزراء حبذا ترك وزير الدفاع في الوطن. وفي ظل ذلك اتصل باراك واعتذر لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على عدم وصوله الى واشنطن مع رئيس الوزراء. وشرح باراك بأن نتنياهو قرر السفر وحده رغم انه وصلت رسائل واضحة من واشنطن عن انهم يرغبون في رؤية باراك في حاشية رئيس الوزراء. في اوساط كلينتون ومحافل في الادارة في البيت الابيض كان هناك توقع بأن يأخذ نتنياهو معه في الزيارة وزير الدفاع باراك ايضا. وكانت كلينتون وباراك التقيا فقط قبل اسبوعين في واشنطن وكان الحوار بينهما ممتازا. باراك يعتبر من في موقفه الفكري أقرب من الموقف الفكري للادارة ووزيرة الخارجية بالنسبة لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. التقدير هو ان باراك يعتبر في الفترة الاخيرة في نظر نتنياهو كمن يحاول الدفع الى الامام بخطة سياسية تتعارض ومفهومه الفكري بل ويضعط على الادارة الامريكية في هذا الاتجاه. ولهذا فقد حبذ نتنياهو ألا يأخذه معه.