بعد مطالبة وفد تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة للامام الاكبر للدعوة المصالحة فكان بيان فضيلة الامام الاكبرشيخ الازهر"ا. د. احمد الطيب طيب الله خاتمته"، والذي استصرخ فيه كل الشعب الفلسطيني للتوحد ونبذ الخلاف واعتبار المصالحة الفلسطينية فريضة شرعية وواجب مقدس وان من يعرقلها او يؤخرها يؤثم ديانة، ودعا فضيلته جميع الفلسطينيين مهما كانت انتماءاتهم الى تجاوز خلافاتهم بل مستصرخا الامتين العربية والاسلامية قادة وشعوبا دعم كل جهد صادق للمصالحة الفلسطينية ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني وقد دلل فضيلة الامام على كلامه هذا بالادلة الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة واصول الفقه وقال : ان الانقسام الحالي قاد المنطقه الى ضرر محقق وان ازالة هذا الضرر تقتضي زوال السبب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "لاضرر ولاضرار" والله سبحانه وتعالى يقول " واطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين " ثم قال ان الازهر شيوخا وعلماء يامل من الامة العربية والاسلامية ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية لنصرة الشعب الفلسطيني الصابر على الظلم والعنف والعدوان ومساندته في كفاحه المشروع من اجل استرجاع حقوقه السليبة واكد الازهر ضرورة تفان الجهود العربية اولا: والدولية ثانيا : لرفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزه والذي يخالف كل المواثيق الدولية والشرائع السماوية وينتهك المباديء الاساسية لحقوق الانسان ،ويمثل عدوانا مستمدا وظلما صارخا يجب مواجهته دينيا وخلقيا وقانونيا. وبعد هذا البيان الجامع من الجامع الازهر والذي لاقى ترحيبا وقبولا منقطع النظير على المستوى الشعبي من ابناء الشعب الفلسطيني في غزه والضفة والشتات والرسائل التي نقرأها على مواقع الانترنت والاتصالات التي انهالت على مشيخة الازهر كما علمنا ، كلها تشكر شيخ الازهر وتثمن موقف مؤسسة الازهر الشريف ومتمنية من جميع الاحزاب السياسية الفلسطينية بدون استثناء الاستجابة لبيان شيخ الازهر والالتزام الديني والاخلاقي للفتوى والصرخة التي اصدرها بل طالبوا باعتبارها ميثاق شرف بين جميع ابناء الشعب الفلسطيني . الا انه ظهرت علينا اصوات زعترية عنترية مسيسة لاتريد لهذا الشعب ان يعيش كباقي الشعوب بحرية واستقلالية ووحدة واستقرار فخرجت هذه الاصوات كالعادة تنعق كالغراب بمالاتعلم وتطالب شيخ الازهر ان ينأى بنفسه عن دهاليز السياسة وطالبة عن جهل بان لايخلط شيخ الازهر الدين بالسياسة ، وهذه الاصوات تدعي انها مسلمة وتتبع منهج ومباديء الدين الاسلامي وتطالب بالدفاع عن فلسطين الاسلامية ، وناسية او متناسية او غير عالمة ان الاسلام هو " دين ودولة" وان الدين الاسلامي هو السياسة وان السياسة والدين لاتمييز بينهما وان على الازهر الشريف بتاريخه واجب ديني واخلاقي وسياسي نحو الامة الاسلامية جمعاء، ونرى هذه الحقيقة واضحة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما وصل المدينة المنورة فاعلن الدولة الاسلامية ذات الدعائم الدينية والسياسية الواضحة والتي امتدت الى بقع واسعة من الارض بقائد صاحب مرجعية عليا، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها آخى بين المهاجرين والانصار واعتبر الوحدة من دعائم الدولة الاساسية واهتم بكل مناحي الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وان الازهر الشريف والذي لايحتاج لاحد ان يدافع عنه وبصفته ان له مكانته الدينية والمعنوية واثره البالغ في القادة والناس وانه ليس خاضعا لاي جهة سياسية كما ذكر بيان مشيخة الازهر بل هو مؤسسة دينية شرعية مستقلة لاولاية عليها من احد، اقول: وانه بهذه الصفة له الحق في الاهتمام بامر المسلمين لانه من لايهتم بامر المسلمين فليس منهم وياللعجب لهذه الاصوات المسمومة بالفرقه والتي تفسر الامور على هواها وتعمل على رأي المثل القائل" من على رأسه بطحه يحسس عليها" فاذا كانت الجهة الممانعة للمصالحة وتقف عثرة امامها – اي جهة او حزب كان- هو من لايقبل بهذا الكلام المتوازن المعتدل والمنصف الذي يحث على المصالحة وينبذ الخلاف والفرقة ولايتكلم عن المصالحة الا كشعار فهذه الجهة هي التي لاتريد الصراخ في وجهها والقول لها لاتعطلي أمل الشعب الفلسطيني بالوحدة والحرية . فماذا يريدون هؤلاء من الازهر الشريف؟ هل يريدوا منه ان يصدر فتاوى وبيانات بتكفير الرؤساء العرب واعطائهم صكوك غفران لدخول الجنة او النار او اصدار فتاوى تجيز للمسلمين من الجنسية الامريكية بالعمل في الجيش الامريكي وقتل اخوانهم في الدين بالعراق وتحت باب الضرورة ،ام إن لم تكن معنا في حزبنا فانت ضدنا . فنقول لكل هذه الاصوات اتقي الله في الشعب الفلسطيني الذي يعاني المر والظلم من الانقسام الحزبي على جميع الاصعدة دينيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فهودت القدس وضاعت القضية وتشرد الناس ، فأنا اقول كفلسطيني مستقل ان نداء الازهر الشريف ماهو الا صرخة خرجت من قلب مكلوم على شعب مسلم مرابط مظلوم ينادي ياامة الاسلام الله تبارك وتعالى يقول " ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ...." وتضمنت هذه الصرخه مباديء ينبغى ان لايختلف عليها زعتري ولو دقق هذا الزعتري في بيان شيخ الازهر لما تعنتر فالمصالحة فريضة شرعية وواجب مقدس ومن يتركه آثم هذا اولا: وثانيا: صرخة لتوحيد الشعب الفلسطيني ، وثالثا: رفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني وعلى الامة العربية والاسلامية مناصرته ، ورابعا: الكفاح المشروع من اجل استرجاع حقوقه السليبة ، هذا ماتضمنه بيان الازهر فهل يختلف على الكفاح المشروح او الوحدة مسلم؟ ولكن الحزبية القاتلة والفئوية الضيقه لازالت تسيطر ، وبدلا من ان نقوض ونحبط من يقف معنا نتقول بنظرة فئوية ضيقه على شيخ الازهر بأن ينأى بنفسه عن دهاليز السياسة ، فياللعار على من يجهل ان الاسلام العريق هو الدين والسياسة وهو " الدين والدولة" وهذه الدولة شاملة بشمول هذا الدين الذي يتناول كل مظاهر الحياة قال تعالى" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين .." بل ان الحاكمية في هذا الدين لله وحده لاشريك له " ان الحكم الا لله" فلا حاكمية لجاهلية ولالحزبية او فئوية بل هي لله فمن احتكم الى هذا المنهج فقد انتصر والله تبارك وتعالى يقول " فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم" فلاحزبية ولافئوية والاسلام دين ودولة ، ولاجل ذلك مشيخة الازهربكل اركانه ايضا... دين ودولة.