خبر : وسط حداد وإقفال عام في البلاد .. عشرات الآلاف يشيعون العلامة محمد حسين فضل الله في لبنان

الثلاثاء 06 يوليو 2010 07:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
وسط حداد وإقفال عام في البلاد .. عشرات الآلاف يشيعون العلامة محمد حسين فضل الله في لبنان



بيروت / سار عشرات الالاف من الاشخاص في موكب تشييع المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث ووري الثرى وسط حداد واقفال عام في البلاد اعلنته الحكومة اللبنانية.وبدأ المشيعون بالتجمع باكرا في احياء الضاحية الجنوبية، وانطلقوا في مسيرة وراء النعش عند الساعة 13,30 (10,30 بتوقيت غرينتش) من امام منزله في حارة حريك، وجابوا شوارع الضاحية الجنوبية لاكثر من ساعتين قبل الوصول الى مسجد الامامين الحسنين حيث اقيمت الصلاة قبل مواراته الثرى. جانب من المشيعين وافاد مصور الوكالة الفرنسية ان جثمان الراحل نقل الى قاعة سفلية داخل المسجد حيث اقيمت الصلاة بوجود افراد العائلة والقريبين، بعيدا من عدسات وسائل الاعلام. ودفن في باحة المسجد.وكان موكب التشييع توقف في محطات عدة بينها منطقة بئر العبد حيث تعرض العلامة الراحل لمحاولة اغتيال العام 1985 اودت بحياة ثمانين شخصا.ووضعت عمامة فضل الله على النعش الذي حمله انصاره ومحبوه وسط غابة من البشر وتدافع وطقس حار للغاية. وحاول العديدون لمس النعش الذي كان يتقدم بصعوبة، وسط هتافات "لبيك يا حسين" و"لا اله الا الله والسيد حبيب الله".وذرفت النساء اللواتي لبسن بغالبيتهن الاسود، الدموع بغزارة، فيما اغمي على بعض المشاركين، وعمد عدد من سكان الابنية المحيطة بالموكب الى رش المياه على رؤوس المشيعين.وارتفعت اصوات تسجيلات ادعية وخطب بصوت العلامة الراحل، فيما علقت في الشوارع لافتات ضخمة مع صور لفضل الله كتب عليها "انا لله وانا اليه راجعون" و"استودعكم الله".ورفعت الاعلام السوداء وصور المرجع الشيعي في كل المنطقة. المشيعيون وشاركت وفود عربية واسلامية في تشييع المرجع العلامة. وقدم التعازي وفد ايراني يتراسه رئيس مجلس صيانة الدستور احمد جنتي، ووفد من وزارة الاوقاف السورية، اضافة الى نجل امير قطر الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني.وقالت فاطمة مشيمش (20 عاما) انها درست في مدرسة تابعة لجمعية المبرات الخيرية التي اسسها فضل الله والتي تعنى باليتامى، واضافت "فقدت والدي وانا في الثالثة، وتحجبت لدى السيد فضل الله وانا في الثامنة".واضافت "عندما سمعت بوفاته، قلت في نفسي لقد توفي ابي".وقالت زهراء عميش (65 عاما) التي كانت تسير مستعينة بعكاز "لقد كان اخا وابا وصديقا لنا"، مضيفة وهي تذرف الدموع "لقد مات والد اليتيم، مات الذي يساعد الفقراء".وتولى عناصر "الانضباط" في حزب الله بلباسهم الاسود وقبعات تحمل صور فضل الله تنظيم المرور ومواكبة الجموع في معقل الحزب الشيعي.وقال حسن فقيه (55 عاما) الذي قدم مع زوجته من النبطية (جنوب) "جئت محبة بالسيد الذي كان يعني لنا الكثير، خصوصا انه كان المؤيد الاول للمقاومة الاسلامية. هو الذي اطلق فكرة المقاومة والفكر المقاوم".وقالت زوجته امال رمال (44 عاما) "انني اقلد السيد منذ عشرين سنة. غيابه خسارة للعالم العربي ولبنان والمجتمع الشيعي خصوصا".وراى سمير (38 عاما) الاتي من مدينة صيدا الجنوبية، ان فضل الله يمثل "مدرسة متحررة لا تغلب طرفا على آخر".وتابع "خطاباته تتحدث عن حبه للمقاومة والمقاومين، فهو باني هذه المدرسة الفكرية الجهادية". يحملونه لمثواه الأخير واعلن مجلس الوزراء الثلاثاء يوم حداد وطني. واقفلت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية وشلت الحركة في عدد من المناطق.وتوفي فضل الله الاحد عن خمسة وسبعين عاما نتيجة اصابته بنزيف داخلي حاد.وكان فضل الله "المرشد الروحي" لحزب الله في بداية تأسيسه في الثمانينات، قبل ان يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية، اذ سعى فضل الله الى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي، في حين ان الاخير يعتبر "ولاية الفقيه" من صلب عقيدته.ومنذ ذلك الوقت بقي اسم فضل الله مدرجا على اللائحة الاميركية للارهابيين العالميين.وكان فضل الله من اشد مناهضي سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، الا ان ذلك لم يمنعه من ادانة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.وقد شرع العلامة الشيعي "العمليات الاستشهادية في لبنان لدحر الاحتلال الصهيوني، وفي فلسطين لاسقاط الامن الصهيوني".وعرف بانفتاحه على العصر وتطور العلم في فتاواه، مع تمسكه باصول الدين.وافتى باعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه. كما افتى بتحريم "جرائم الشرف" وتحريم ختان الاناث.ولد محمد حسين فضل الله في 1935 في النجف في العراق حيث درس العلوم الدينية. عاد الى لبنان العام 1966، فأسس حوزة "المعهد الشرعي الاسلامي" الذي تخرج منه كثير من العلماء البارزين.وعلى مدى اكثر من اربعين عاما، شكل فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله مقلدون في لبنان وخارجه.ونشر بيان الثلاثاء على موقع "بينات" الالكتروني الذي يديره مكتب فضل الله اكد جواز الاستمرار في تقليد المرجع الشيعي الراحل.وجاء في البيان "يجوز شرعا البقاء على تقليد سماحته (...)، وذلك بالاعتماد على فتوى جملة من المراجع الاحياء المصرحة بجواز البقاء على تقليد الميت. وبناء على ذلك، سيستمر مكتب سماحة المرجع المقدس بالاجابة عن استفتاءاتكم الواردة الينا بناء على رأي سماحته".