خبر : عناق أمريكي../ من ثلاثة يخرج واحد – نتنياهو واوباما يلتقيان اليوم في البيت الابيض../معاريف

الثلاثاء 06 يوليو 2010 01:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
عناق أمريكي../ من ثلاثة يخرج واحد – نتنياهو واوباما يلتقيان اليوم في البيت الابيض../معاريف



 بنيامين نتنياهو سافر أمس الى واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس اوباما اليوم. خلافا للماضي، يخطط الامريكيون لمنح نتنياهو عناقا عالميا لزجا، على خلفية انتخابات منتصف الفترة المقتربة في تشرين الثاني والدور الحاسم للصوت، ولا سيما المال اليهودي في سباق العديد من المرشحين الديمقراطيين. وسيكون مؤتمر صحفي في موعد البث الاخباري، وستكون جولة في الجناح السكني لسارة، وحديث حار وتصريحات حارة. داخل الغرفة ستتواصل الخلافات الجوهرية. من المتوقع لنتنياهو جبهة غير سهلة من كل الاتجاهات: ضغط امريكي كبير لاستمرار التجميد، باسناد مصري، دولي وكذا اسرائيلي داخلي (حزب العمل). من جهة اخرى، حملة "يشع" للمستوطنين والتي تحدث لنتنياهو أوجاع رأس شديدة وتمثل كم هو معقد وضعه في اليمين بشكل عام والليكود بشكل خاص. عشية السفر. يكشف مجلس "يشع" استطلاعا خاصا استدعاه واجراه له مركز "مأغار موحوت"، في اوساط عينة من 544 مستطلع من بين منتسبي الليكود. وبالتالي ليس للاستطلاع قيمة جماهيرية انتخابية، الا ان له قيمة ليكودية داخلية هائلة. منتسبو الليكود هم الجمهور المستهدف الحقيقي للنواب والوزراء، وهذه مجموعة الاهتمام لهم والتي تقرر مصيرهم داخل القائمة او خارجها. ضد التجميد، مع لفني وها هي بعض من النتائج: 70 في المائة من المستطلعين يعتقدون بانه اذا ما قرر نتنياهو تمديد التجميد في المناطق – فان الامر سيمس بمصداقيته (30 في المائة يعتقدون ان لا). وزراء ونواب من الليكود ممن سيؤيدون استمرار التجميد بعد نهاية فترة التجميد الاصلية، سيتعرضون لضربة كبيرة: 45 في المائة من المستطلعين صرحوا بأن الامر سيضعف ميلهم الى تأييد اولئك النواب في الانتخابات التمهيدية التالية (فقط 20 في المئة يعتقدون بان هذا سيعزز ميلهم لتأيديهم). قرابة نصف المستطلعين يعتقدون بأن على الوزراء والنواب ان يعملوا ضد رئيس الوزراء اذا ما قرر هذا تمديد فترة التجميد، فيما أن 48 في المائة يعتقدون بأنه اذا ما مدد نتنياهو التجميد بالفعل، فان الامر سيضعف ميلهم لتأييده في السباق التالي لرئاسة الليكود (22 في المائة يعتقدون العكس). المعطيات الاخيرة مشوقة بقدر لا يقل، ولكنها لا تستوي تماما مع باقي المعطيات: على سؤال هل ينبغي لنتنياهو ان يضم تسيبي لفني الى حكومته، تنقسم الآراء، مناصفة تقريبا (49 في المائة – 51 في المائة). بتعبير آخر: منتسبو الليكود يطالبون ممثليهم عدم مواصلة التجميد بعد ختام الاشهر العشرة، وفي ذات اللحظة لا يعارضون على الاطلاق ضم كاديما الى الحكومة. داني ديان، رئيس مجلس "يشع"، قال أمس لـ "معاريف" انه يأمل ان يكون سيناريو استمرار التجميد فرضيا، ولهذا فعلى أي حال كل السيناريوهات في اطاره لن تجد تعبيرها ومكانة رئيس الوزراء ستبقى مستقرة. أؤمن بان نتنياهو يشاركنا هذا الأمل. مهما يكن من أمر، فان هذه النتائج هي بطاقة صفراء من ناحية المنتسبين لكل من يعتقدون بأنه سيكون ممكنا مواصلة تجميد البناء في المناطق حتى بعد ايلول. ومع هذا ينبغي لنتنياهو أن يدخل اليوم الى لقائه مع اوباما. قبيل اللقاء، علم ان الفلسطينيين طرحوا ثلاثة شروط للانتقال الى المفاوضات المباشرة. نتنياهو، حسب الفلسطينيين، يجب ان يختار واحدا فقط من بينها. بادرة طيبة واحدة من الثلاث ستمنحه البطاقة المنشودة للمفاوضات المباشرة. وها هي الشروط: 1 – استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها (لفني – ابو علاء، او اولمرت – ابو مازن)؛ 2 – الاعتراف بالمبدأ الاقليمي الذي بموجبه ستقام فلسطين على أرض مطابقة لمساحة العام 67 زائد تبادل الاراضي؛ 3 – استمرار تجميد البناء في المناطق. الشرطان الاولان غير قابلين للعبور من ناحية نتنياهو لا يوجد وضع يستأنف فيه المفاوضات من المكان الذي توقفت عندها، وكذا رقمي 67 لا يمكنه ان يتلفظ به. في الوضع الحالي، فان تجميد البناء هو الشرط "الاسهل" بينها جميعا. وهذا أيضا لا يمكن لنتنياهو ان يتعايش معه بسهولة فالجناح اليميني من الليكود سيتمرد، ليبرمان سيعربد، ولم نتحدث بعد عن بني بيغن. حملة "يشع" تقوم، من هذه الناحية، بعمل ناجع. المخرج الوحيد سيكون هو اقناع الامريكيين بان يقنعوا الفلسطينيين بالتوجه نحو "حل وسط على نمط حزب مباي التاريخي" يسمح لنتنياهو بأن يفرز دونما هنا ودونما هناك، وأن يتصرف الفلسطينيون وكأن كل شيء لا يزال مجمدا. الاحتمال في ان يحصل هذا ليس عاليا. جملة ضغوط عشية سفر نتنياهو تعرض هو الى جملة ضغوط للاعتراف بعدة مبادىء اساسية ترتبط بالمواضيع الجوهرية، كفعل للخروج من "محادثات التقارب" والوصول المنشود الى المفاوضات المباشرة. الضغط مارسه الجميع: المصريون، الامريكيون، وكذا الرئيس شمعون بيرس ومحافل سياسية. وحسب هذه الافكار، سيكون ممكنا الوصول الى اتفاقات مشتركة غامضة بهذه الصيغة: الدولة الفلسطينية ستقام على مساحة مشابهة لمساحة 67 مع تبادل للاراضي يسمح لاسرائيل بمواصلة الاحتفال بمعظم الكتل الاستيطانية. القدس ستكون عاصمة للدولتين. اسرائيل ستحظى بحدود قابلة للدفاع ومعترف بها. الدولة الفلسطينية ستكون قابلة للعيش وليس تحت الاحتلال. مسألة اللاجئين ستحظى بحل عادل ومتفق عليه. هذه الجهود فشلت. نتنياهو ليس ناضجا ايضا لمثل هذه الصياغة. ليس الان، وعلى الاطلاق ليس مؤكدا بأنه سيكون كذلك في أي وقت من الاوقات. في الوضع الحالي، وامام الضائقة المتفاقمة للرئيس اوباما في الانتخابات في الولايات المتحدة، ينتقل الان القلق ليعشعش بالذات في الطرف الفلسطيني: فهم يخشون بأن يبيعهم اوباما بسبب مشاكله. في الاسابيع الاخيرة كشف ابو مازن عن بعض اوراقه الاكثر اختباءا كي يثبت بأن ليس امامه شريك اسرائيلي. اما الان فهو يخشى من ان يكتشف بأنه لا يوجد أيضا شريك أمريكي.