خبر : سراب المصالحة فى فلسطين .. ماجد عزام

الإثنين 05 يوليو 2010 03:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
   سراب المصالحة فى فلسطين  .. ماجد عزام



                                   تبخرت اجواء التفاؤل التى سادت خلال الفترة الماضية واوحت بقرب المصالحة الوطنية الفلسطينية عادت الامور للاسف  الى  نقطة الصفر من جديد حول هذا الامر  وثنائية الانقسام  -المصالحة بشكل عام  يمكن تسجيل  عدة ملاحظات  اساسية ومنهجية اولا يظهر فشل جهود المصالحة عدم امتلاك الطرفين المتناحرين  للارادة السياسية اللازمة لانهاء الانقسام  واستمرار هيمنة الاجندة الفئوية الضيقة على جدول الاعمال السياسى والحزبى الفلسطينى ومن نافل القول الاشارة الى ان الافتقاد الى الارادة السياسية الوحدوية يعنى عبثية اى جهود تبذل لانهاء الانقسام بغض النظر عن صدق نوايا وهوية الاطراف القائمة على تلك الجهود .ثانيا  حتى مع افتراض وجود تلك الارادة فان هوة واسعة وسحيقة من عدم الثقة والشك والريبة ما زالت تهيمن وتتحكم بوتيرة العلاقة والاتصالات بين فتح وحماس دون وجود وسيط نزيه وقوى ومثابر وحكيم يجسر تلك الهوة بين الطرفين لن يكون بالامكان انهاء الانقسام وتحقيق الممصالحة حتى لو افترضنا جدلا ان ثمة استعداد لدى طرفى الانقسام لذلك وهو الامر الذى ما زال محل شك .ثالثا قدم فشل جهود المصالحة برهانا  اضافيا على افتقادنا كفلسطينين على المستويين الجماهيرى والسياسى لقوة قادرة ليست فقط على الجسر بين الطرفين وانما ايضا الضغط عليهم عند الضرورة للانصياع للمصالح الوطنية العليا والاقلاع عن السياسات الفئوية والحسابات الضيقة والاجتهادات الخاطئة التى تحكمت بالساحة السياسية والحزبية خلال العقدين الماضين واوصلتنا الى ما وصلنا اليه من  تباعد وتشتت وانقسام  .رابعا  عودة الامور الى نقطة الصفر تعنى ايضا وللاسف الشديد استمرار الجمود الفكرى والسياسى وهيمنة وتغليب المظاهر والشكليات  على الامور الجوهرية والمركزية عند الاشقاء فى مصر الورقة المصرية ليست نصا مقدسا كما  قال  عن حق -مصدر مصرى مطلع لصحيفة الشروق  عند شيوع اجواء التفاؤل الاسبوع ما قبل الماضى- وهى تحتاج الى تعديلات جدية اقله فى الجانب التقنى لا يمكن باى حال من الاحوال اجراء الانتخابيات نهاية حزيران كما اشارت الورقة ونحن نحتاج الى سنة على الاقل وفق روحية النص الاصلى لها لاجراء الانتخابات  على اسس ديموقراطية وشفافة ونزيهة هى غير متوفرة بالتاكيد الان فى الاراضى الفلسطينية المحتلة   عوضا عن ذلك  لا يمكن ان تنجح الجهود المصرية الا عندما تكون القاهرة على بعد او بالاحرى على قرب ومسافة واحدة من الجميع وهو الامر غير المتوفر الان لاسباب عدة سياسية وفكرية وحتى شخصية ايضا  . ..خامسا لم تؤدى الجهود التى قام بها الامين العام للجامعة العربية الى اى نتيجة ما يعنى او يشير الى الافتقاد لطرف عربى قوى ونزيه قادر على اقناع مصر انها غير قادرة لوحدها-هذا هو الواقع بعيدا عن الشعرات الفارغة والجوفاء- على انجاز المصالحة مع كامل التقدير والاحترام لكل الجهود التى بذلتها وما زالت تبذلها حتى الان وقادر ايضا على الضغط على الفصائل الفلسطينية لاجبارها على الانصياع للمصلحة الوطنية والقومية العليا بعيدا عن الاجندات الفئوية الضيقة والقاصرة عن رؤية الواقع واستخلاص الاستنتاجات السياسية المناسبة منه وقادر كذلك على مواكبة التنفيذ الامين والنزيه لنص وروح الورقة المصرية وهذا الامر اى التطبيق الشفاف والصادق للوثيقة هو ما يمثل برأيى العائق الاساس امام اتمام المصالحة المشكلة كما دائما ليست فى النصوص وانما فى النفوس .اخييرا فشل جهود المصالحة يعنى بالضرورة تكريس بل وتاجيج اجواء الانقسام والتناحر وخلق الوقائع على الارض التى تكرس النموذج القبرصى بين الفلسطينين  بمعنى وجود كيانين منفصلين متناحرين خاضعين بدرجات متفاوتة للاحتلال الاسرائيلى الذى لم يكن يحلم فى يوم من الايام ان يحقق الفلسطينون  انفسهم ما عجز هو عن تحقيقة بالقوة والقهر والمجازر .                                                           مدير مركز شرق المتوسط للاعلام