"نتنياهو وجد نفسه في حقل ألغام"، يروي مساعدو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل 83 يوما من انتهاء عشرة أشهر التجميد للبناء في المستوطنات. "كل حركة يقوم بها ليس في مكانها يمكنها أن تؤدي الى انفجار". صباح غد يلتقي نتنياهو في البيت الابيض بالرئيس الامريكي براك اوباما، والرئيس سيبذل كل جهد مستطاع كي ينتزع من رئيس الوزراء تعهدا لتمديد تجميد البناء الى ما بعد موعده النهائي الحالي، 26 ايلول. عندما تقررت فترة التجميد لعشرة اشهر، ظن الامريكيون بان في هذه الفترة سيتمكنون من تحقيق تقدم في محادثات التقارب. ولكن خاب أملهم، والفلسطينيون استغلوا ضائقة نتنياهو كي يجروا الارجل وكي يعرقلوا بدء المحادثات المباشرة. "تجميد البناء أدى الى التقدم في المحادثات غير المباشرة"، شرح مصدر في البيت الابيض مشارك في المحادثات. واضح للجميع بانه من أجل الوصول الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين مطلوب وقت اضافي، ولهذا فان نتنياهو سيكون مطالبا من البيت الاييض بتمديد التجميد حتى نهاية كانون الاول على الاقل. الرفض من شأنه أن يكلفه أزمة مع الولايات المتحدة، ولكن بالمقابل سيضمن لنفسه بانه في هذه الفترة الزمنية ستعمق الادارة الامريكية مساعيها للوصول الى بدء المحادثات المباشرة. مواضيع اضافية قد تطرح في المحادثات بين نتنياهو واوباما هي البحث في المواضيع الجوهرية في المحادثات المباشرة، سياسة الغموض النووي الاسرائيلية، الحصار على غزة والتحقيق في احداث الاسطول الى غزة. في الخلفية لا ينسى نتنياهو مسألة التهديد الايراني: فقد نجح اوباما في تشديد العقوبات ضد ايران في مجلس الامن ومرر قرارا في الكونغرس على تشديد اضافي. وعليه، فليس هذا هو الوقت للشجار مع الرئيس الامريكي على البناء في المستوطنات. اوباما على علم بضائقة نتنياهو ويحاول مساعدته من خلال ممارسة الضغط على رئيس السلطة الفلسطيني ابو مازن للقاء به. اضافة الى ذلك وبفضل الضغط الامريكي، سيلتقي اليوم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض مع وزير الدفاع ايهود باراك. انجاز سياسي سيساعد نتنياهو على تبرير استمرار التجميد، وعلى هذه الخلفية يجب رؤية تصريحات ابو مازن في الاونة الاخيرة، كنتيجة لضغط امريكي، عن استعداده للمساومة والتنازل، حسب ما نشر، عن الحائط الغربي. اذا قرر نتنياهو العودة الى زخم البناء، فانه سيدخل في مواجهة ليس فقط مع الادارة الامريكية ومع الاسرة الدولية، بل وايضا مع وزراء العمل الذين يعززون الائتلاف. "اذا لم يكن تطور دراماتيكي في المسيرة السلمية فسننسحب في تشرين الاول"، اعلن وزير كبير في الحزب. مسؤولو العمل مستعدون حتى للوقوف ضد الرئيس باراك، وهم غير مستعدين لان يواصلوا كونهم ورقة التين لرئيس الوزراء. اذا مدد نتنياهو فترة التجميد فلعله يرضي الامريكيين ويبقي وزراء العمل في الحكومة، ولكن من شأنه ان يفقد التأييد له في الداخل في الائتلاف، عندما يحثه اليمين الايديولوجي الذي رفعه الى السلطة لتنفيذ وعده والعودة الى البناء المكثف في في المستوطنات. ويكاد يكون كل وزراء الليكود يعارضون استمرار تجميد البناء، وابرزهم بيني بيغن، موشيه بوغي يعلون، جلعاد اردان ويولي ادلشتاين. معارضة التمديد تأتي ايضا من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ورجال حزبه اسرائيل بيتنا وكذا عموم الكتل اليمينية في الائتلاف وفي المعارضة. وأمس نجح الائتلاف في اسقاط مشروع قانون للنائب كرمل شاما من الليكود اراد الزام نتنياهو في طرح تمديد التجميد على الكنيست لاقراره. وجند نتنياهو التأييد حتى من وزراء اليمين وادعى بانه لا يدور الحديث عن دليل على نيته تمديد التجميد بل عن رد فعل لخطوة هدفها تقييد يدي رئيس الوزراء. اضافة الى ذلك في اطار حملة مجلس "يشع" للمستوطنين تحت عنوان "الكلمة هي كلمة" التي دشنت قبيل سفر رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة، بلغت أمس واول امس مكالمات على الهواتف النقالة لنشطاء مركزيين في الليكود، تضمنت بيانات مسجلة سمع فيها نتنياهو يتعهد قبل بدء التجميد بان هذا لن يمدد. كما نصبت أمس يافطة كبيرة أمام ديوان رئيس الوزراء كتب عليها: "بيبي يسحق الاستيطان". وادعى منظمو الحملة بانه اذا ما تعهد نتنياهو بتجميد اضافي، فانه سيصطدم بردود فعل لا سابق لها. "سنطارده الى كل مكان يصل اليه"، جاء من مقر قيادة الكفاح. "الهدوء النسبي الذي مرت فيه فترة التجميد نبع أساسا من وعوده".