خبر : دولتك ، لا نريد دولة ، نريد وطن ..خالد بركات

الإثنين 05 يوليو 2010 12:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دولتك ، لا نريد دولة ، نريد وطن ..خالد بركات



  جوهر السؤال يظل هو هو : طيب ، ماذا لو صار لنا دولة ، معاليك؟   حتى وفق احلامك وانت تتحمس وتفاوض " على كيفك " ، تلتقي مع زعماء وقادة " اسرائيل " ، ايهود براك مثلا ، لانك  " زلمة بينحكى معو " ؟ ، والتعبير لزياد الرحباني. ثانيا ، لانك مقبول ومرحبا بك دائما لدى الدوائر الامريكية والاسرائيلية ، وهذا كلام قيل على لسان صهيوني كان يقف بجانبك ، بعد ان " تحررت "  من تاريخ  وعناد الشعب الفلسطيني ، وجئت كالمنقذ القديس من السماء السابع ، تبشرنا بدولتك العتيدة.   اسال واقول ، دولتك ، هناك ما يشبه السباق الفلسطيني الرسمي على رضى العدو الصهيوني، فهذا الاخير ، بات يملك الابرة السحرية ، ويمنحكم ما يرى مناسبا من " دوز الشرعية " ، لانه صار يملك " القرار الوطني الفلسطيني " ويحدد هو متى يعطينا ، او لا يعطينا ، دولتك..   يا " دولة " الرئيس ، الشعب الفلسطيني لا يريد دولة ، خصوصا دولتك ، لم يبحث في اي زمن مضى عن دولة ، راجع تاريخ شعبك ، اقرا تاريخ الثورة الفلسطينية ، وماذا قال كتابها وشعراؤها وادباؤها ، وقبلهم ، البشر العاديين ، قالوا ، من يبحث عن دولة سوف لن يبحث عن وطن يستعيده ..   ان مجرد القول " بدولة فلسطينية " كانت اقرب الى الشتيمة والخيانة منها الى اي شئ اخر...هذا زمن لم يذهب بعد ، ورغم كل ما جرى ويجري لم يفرط الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنيه ولا يزال يبصق على من باعوا جلدهم وذاكرتهم.   كتب الشهيد غسان كنفاني مبكرا عن الدولة الفلسطينية ، واطلق عليها " الدولة : الحل التصفوي " ، وكان هذا الاديب الشهيد يؤمن بان البرجوازية الفلسطينية تظل الى جانب القوى الشعبية وترفع شعار التحرير حتى تهيمن على سدة القرار الوطني في الثورة الفلسطينية ومؤسساتها وحين تجد مشروعها الخاص ( الدولة ) سوف تخون ، وترتبط بمعسكر العدو وتتامر على قوى الثورة..   هل اصدقك انت واختر اي ثلاثة وزراء في حكومتك ، ام اصدق غسان كنفاني وماجد ابو شرار وناجي العلي؟   دولتك ، لن تكون دولة ، لن تحترم القانون ، لن يكون فيها سيادة شعبية ، او نظام ديموقراطي منتخب ، ببساطة ، المكتوب يقرا من عنوانه كما يقال ، فمن لا يستطيع ان يرى انتخابات ديموقراطية في مجالس طلبة ومجالس البلدية والمحلية ، سوف لن يقوى على ديموقراطية الشعب الفلسطيني. وهي ديموقراطية من الطراز الذي خبرتموه في الانتخابات التشريعية والرئاسية ..اذا بدون دولة وهيك!؟   حتى تلك الحقوق التي انتزعها الشعب الفلسطيني من بين اسنان الكيان العنصري الاستيطاني ، دولتك الان تصادرها ، ودولتك ستكون مثلك ، غير شرعية وغير منتخبة ، ومؤسسات هلامية تقودها هياكل فلسطينية خاوية تحت بساطير الاحتلال   ماذا ستعطي دولتك للاجئين الفلسطينيين في لبنان ؟ ماذا يجني المرء ، من دولتك ، لو كان لاجئا يعيش في سوريا او عائلة مهجرة في فلسطين المحتلة عام 1948 ؟ او في اي مكان في هذا العالم؟ وبماذا تعدنا دولتك لو كنا في نابلس المحتلة؟ او في غزة المحاصرة؟       وظيفة؟ نسيت ان اقول: لا نريد وظيفة ، نريد وطن ، واسمه : فلسطين.