خبر : الرئيس الأسد في كوبا..زيارة تحدي نموذجية..زياد ابوشاويش

الأربعاء 30 يونيو 2010 11:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس الأسد في كوبا..زيارة تحدي نموذجية..زياد ابوشاويش



كما كان متوقعاً وينسجم مع إرادة التحرر من الضغوط والبلطجة الأمريكية، وفي تحدي واضح لها يقوم الرئيس الأسد بعيد زيارته لفنزويلا بزيارة كوبا التي لا تزال على نظامها الاشتراكي وصمودها في وجه الحصار الظالم الذي تفرضه أمريكا عليها منذ خمسين عاماً أو أكثر. إن هذه الزيارة التي يقوم بها السيد الرئيس لكوبا وما سينتج عنها من اتفاقيات ومعاهدات ستثبت للولايات المتحدة وخاصة الشعب الأمريكي أن موقف بلدهم من الدولتين كان ولا يزال خاطئاً ويبنى على تصنيفات صهيونية وإمبريالية لا تنسجم مع المصلحة الأمريكية. إن وضع كل من سورية وكوبا على لائحة الدول الداعمة للإرهاب من جانب الخارجية والحكومة الأمريكية بشكل دائم يوضح المدى الذي تتناقض فيه هذه السياسة مع واقع الحال الذي يقول أن الدولتين تلتزمان بالقوانين والشرعية الدولية والأصول الصحيحة في سلوكهما السياسي وعلاقاتهما مع الجميع، وأنهما تستخدمان الوسائل السلمية لحل المنازعات وتدعوان لها بعكس السلوك الأمريكي العدواني وحليفاتها في منطقة الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وباقي مناطق العالم، كما لا تنشر الدولتان جيوشهما المدججة بأسلحة من كل نوع بما فيها أسلحة الدمار الشامل على كامل الكرة الأرضية كما تفعل أمريكا. إن لقاء الزعيمين السوري بشار الأسد والكوبي راؤول كاسترو هو الأول منذ تولى الأخير مقاليد السلطة في كوبا خلفاً لشقيقه فيديل كاسترو الذي قام بزيارة سورية ولقاء الرئيس الأسد في مايو 2001، ومتوقع أن يلتقيه هذه المرة أيضاً كعادته في الترحيب بكبار الزوار من رؤساء الدول. الثورة الكوبية التي صنعت دولة متميزة وقادرة على العيش تحت التهديد الأمريكي وفي مواجهته تقيم أوثق العلاقات مع سورية وتشاركها ذات النظرة للقيم التي يجب أن تحكم العلاقات بين الدول والشعوب، هذه الثورة التي صنعت رموزاً عالمية كبرى للتحرر والتقدم أسلوباً وقادة ومواقف تستقبل اليوم الرئيس بشار الأسد وقرينته بكل الحب والاحترام وترى فيه نموذجاً لرجل الدولة والمباديء الصحيحة والمصداقية الوطنية ورمزاً كقادتها العظام لتحدي الظلم والغطرسة الاستعمارية التي تمارسها أمريكا في العالم. العلاقات السورية الكوبية التي تقوم على أسس وركائز متينة وقواسم مشتركة في فهم العالم وصراعاته كما على مصالح اقتصادية مشتركة وغيرها، هذه العلاقات بتطبيقاتها والخير الذي تعكسه على حياة الشعبين الكوبي والسوري تشير إلى أي حد كان ولا زال حديث أمريكا عن محور الشر سخيفاً وغير ذي معنى. كوبا وفنزويلا يمثلان نموذجين متميزين للتحول الثوري والتحدي للهيمنة الأمريكية. هذان البلدان اللذان يقفان اليوم بصلابة في وجه السياسة الأمريكية ليس في منطقتهم فحسب بل وفي كل العالم وخاصة في الشرق الأوسط حيث يقدم البلدان دعمهما القوي والعلني للمقاومة الفلسطينية وللحقوق الفلسطينية وضد الحصار على غزة وضد الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على الأمة العربية.    الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الأسد لأمريكا اللاتينية عموماً ولكوبا خاصة تعطي النموذج وتقدم القدوة لما يجب أن تكون عليه إرادة الأمم والقادة الذين يحترمون شعوبهم في مواجهة الغطرسة الأمريكية وهي إذ ترد على مزاعم الإدارة الأمريكية فيما يخص هذيانها حول دعم الإرهاب ومحور الشر فإنها تعيد الأمور إلى نصابها في العلاقات الدولية وحرية اختيار الحلفاء والأصدقاء الذين تأتي كوبا في طليعتهم.