كانت تجمعنا كعرب قضية واحدة وكانت كلمتنا لأهلنا وأبنائنا كلمة تفجر ثورة في أي زمان وأي مكان وكانت لها رسالتها وكانت كلمتنا للغرب لها غرضها وبين هذا وذاك تغير الحال وأصبحت كلمتنا عنا غائبة وكلمتنا للغرب معدودة مسبقا ...!! , كانت كلمتنا لها حسابها لأنها بالفعل كلمة عربية وكلمة تنبع من عمق عربي ونضالي كبيرين وكانت الكلمة لها وزنها في الحسابات الدولية ولها رهبتها عند كل مفصل , لكن مقاصد التشتيت كانت تستهدف الإعلام العربي وإبعاده عن قضيته الكبرى وأتباعه الشهوات ولبسه المغريات عبر الجري وراء قصص تافهة ورثة العمق, فتبعثر الفكر العربي في جميع الجهات وكأنه دقيق في ريح بعثروه واليوم يقولون في عاصفة اجمعوه ....!!. عمر موسي رجل صاحب أحلام عربية كبيرة له نظرة عربية بعيده يأمل إعادة المجد للعرب و يأمل إعادة الهيبة لحكامه ,ويأمل إعادة الصف العربي كما عرفة أجيال الوحدة ونحن منهم, جعلنا نأمل أن يصحوا جمال عبد الناصر ويعتلى منصة مجلس الأمة من جديد ويوجه كلمة للأمة العربية تهتز معها أطراف المغتصبين والمارقين والعملاء ,وتعيد وعيهم الذي فقد عندما بدا اليهود بتهويد القدس و ما جاورها, عمر موسي يأمل أن يعود من بقي من حكام إلى حالة الشرف التي فقدوها عندما تطاولت إسرائيل على حرماتهم , ويأمل أن لا تتصدر الصحف العربية السياسية توافه الأحداث وصور العاريات وكأنهم القضية الكبرى ,ويأمل ألا تبقي الفضائيات العربية مكانا لعرض حضارة الغرب و المتشبهين بها من العرب وصناعة التغريب المقصود!!. إن كان المخرج من هذا كله مفوضية للإعلام العربي ترسم إستراتيجية دفاع عربي واحد و تبقي الكلمة العربية واحدة ,فإننا نقول هذا هو المنال , لكن إن كانت المفوضية العربية للإعلام ستقوم بغرض البهرجة والتناوب في إلقاء الخطابات والكلمات والتصريحات المفرغة من مضمونها والمفبركة بأجمل الكلمات الدرامية ,فان الإنسان العربي فقد الثقة في كل شيء والإنسان العربي في غنن عن هذه المفوضية التي ستجعل خروجه عن العمق العربي مسالة مشروعة . و أن كانت مفوضية الإعلام العربي ستخلق شكل من التنافس العربي على رئاستها نزولا عن طموح رأس كل دولة فان الحال لن يتغير كثيرا وسيبقي في حالة التراجع التي نعيشها اليوم , وسيتحزب الإعلام لقضايا صغيرة على حساب القضية الأكبر ويضخم قضايا أخري ويفبرك أسباب ضياع الهيبة العربية , وهذا انحراف للرؤيا الوطنية , لعل الإنسان العربي العادي وصل إلى حالة التبلد الفكري وفقدان الأمل في القادم ,ومن هنا فانه يحتاج إلى هزة عنيفة لكل مكونات الفكر المنغرسة في أعماق رأسه ليتم تصحيحها وفلترتها حسب ما تتطلبه حالة الإنقاذ لعروبة الفكر وعروبة التوجه وعروبة الاستراتيجيه. لقد عاش الإعلام العربي حالة من التردي كأي شكل من أشكال الحياة العربية التي انقسمت و تقسمت وتشتت وتباعدت بعد أن خملت رؤؤس صغارها قبل كبارها واعتبر صغارها أنفسهم حماة العروبة والأعراب واليهود بين ظهرانيهم يعبثون في كل موضع من بلادهم , يدخلون و يخرجون من بوابات بلادهم بلا جوازات سفر ويبيعون ويشترون في أسواقهم , لقد وصلت حالة الإعلام العربي اليوم إلى الإعلام المستعمر وليس المستقل ,والإعلام الذي يوهم الآخرين بأنه مع, لكنة ينخر في العمق العربي كالسوس الأخرق , والإعلام الذي يتحزم بقضايا تجعل من العرب تابعين وقضايا مدفوع أجرها بالملايين ,وما دام بعض من الإعلام تابعا لفكر ليس عربياَ فإننا لن نأتي بإعلام تكون رؤيته سليمة قادرة على التأثير بسهولة في صفوف العرب أجمعين.إن مفوضية الإعلام العربي يتحتم لها أن تبقي مفاتيح الإعلام عربية وتبقي الصورة في الاتجاه الحقيقي للنضال وتظهر مشتتات العمل العربي الموحد بكل صراحة وللجميع بلا خوف أو وجل وتدعو من هم منقسمين ومشتتين ويعتقدوا أنهم أصحاب الحالة الشريفة والوطنية بالعودة للخندق العربي والراية العربية الواحدة للدفاع عن قضايا العروبة ومجدها حتى وإن كره الحكام وسخط الحاكم خوفا على غضب أصحاب الجلالة في البيت الأبيض والأسود والأحمر ومجالس العموم هنا وهناك , لا بل فان عليهم الغوص عميقا في كل شان من شئون الأمة العربية بدا من حليب الناقة العربية وحتى النفط المستباح , عليهم الدفاع عن أنفسهم وتعريف الاحتلال العسكري والسياسي والفكري والثقافي والديني ووصفه بأنه غاصباً وليس جالبا للديمقراطية وليس بانياً لحضارة القرن الحادي والعشرين وعليهم أن يعرفوا أن اللص لا يصادق بوجه كلص وإنما يجعل من نفسه صديقا ليعرف ماذا سيسرق ومتى يسرق ...؟؟,وعليهم أن يختبروا شعوبهم كل مرحلة ليصححوا مفاهيم كانت قد تغيرت بفعل الفاعل وبفعل الحضارة الغربية التي أضاعت شرف الأرض وشرف العذراوات في العراق وغير العراق , ويعرفوا أن القصد ما كان شريفا و القصد ما كان حضاريا كما يدعون . إن كان الإعلام العربي سيبقي في قميص الغرب وسيبقي بلا منظومة عربية إعلامية مشتركة تحمي قضايا الأمة من العبث وتحمي فكر الأمة من التغريب فإننا سوف لا نقدر على القول لا لكل حالات الانتهاك الفكري والثقافي المبرمجتين لتسهيل حالات الانتهاك الأيدلوجي الواضع والتأثير على معتقدات الأجيال القادمة باسم الحضارة الغربية وكان حضارتنا الإسلامية العربية لا تنفع في هذا الزمان . حتى تكومن مفوضية الإعلام العربي قائمة بدورها لابد وأن تحدد و تبلور قواعد عربية هامة للبث الفضائي والمادة الإعلامية ,مسموعة , مقروءة ومرئية التي تصل المواطن العربي وعليه فأنها مطالبة بمراقبة كل مواد البث الفضائي وأشكاله للتأكد من خلوه من المواد الباعثة على التشكيك والتساؤل في عروبة كل دولة عربية , وعروبة توجهاتها الفكرية وعروبة قضاياها عامة وعروبة تبنيها للفكر الموحد النابع من المسؤولية الأصيلة. نحن نثق في أن هناك خبراء في الإعلام العربي وخبراء قادرين على بعث الحياة العربية في أشكال الإعلام العربي وحمايته من الاختراق وخبراء قادرين على إعادة بوصلة الإعلام نحو القضية الأم وهي قضية فلسطين والقدس التي بات اليهود ينهبوا و ينتهكوا عروبتها في السر والعلن , وبالتالي فضح كل المؤامرات التي تتيح لليهود فرصة التمكن من تراب القدس وتاريخ القدس وعروبة القدس , وما على الجامعة العربية إلا واستجلابهم من بعدهم ومنحهم كامل الصلاحيات والإمكانيات لخلق حالة إعلام عربي على مستوي التحديات الشاملة للأمة العربية.