خبر : مسودة عمل للرباعية تتضمن مقترحات لتخفيف الحصار عن غزة وبرقابة دولية

الإثنين 14 يونيو 2010 12:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مسودة عمل للرباعية تتضمن مقترحات لتخفيف الحصار عن غزة وبرقابة دولية



لندن /  اكدت مسودة بريطانية حول جهود انهاء الحصار على غزة ان الجهود الدولية الساعية لانهاء الحصار على القطاع ومنذ 3 اعوام لا تهدف الى مكافأة حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007. وتشير المسودة الى خطة اعدتها المجموعة الرباعية المكونة من الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي انها فوضت مبعوث الرباعية توني بلير لاجراء محادثات مع الحكومة الاسرائيلية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو. وكان بلير قد التقى نتنياهو يوم الجمعة لاقناعه بتخفيف الحصار على القطاع.والمسودة الاولى لمقترحات الرباعية التي لا يصادق على توزيعها سوى وزير الخارجية ويليام هيغ تؤكد على ان الحصار المفروض على القطاع وفي ضوء الهجوم الاسرائيلي على قوافل الحرية في عرض البحر ومقتل 9 ناشطين اتراك في العملية قبل اسبوعين تبين ان الحصار لم يعد منتجا بل وله اثار عكسية.وتضيف الورقة ان الحصار ’يضر بالسكان ويعوق مستقبلهم ويؤثر على عمليات اعادة الاعمار وتعزيز البنى الاقتصادية والانمائية. وفي نفس الوقت يعزز الحصار من قوة حماس ويضر بالمصالح القومية الاسرائيلية على المدى البعيد نتيجة للاثر الذي يتركه على الاجيال الفلسطينية المتضررة منه’.وتؤكد الورقة التي اطلعت عليها صحيفة ’اندبندنت اون صاندي’ على ان اعادة النظر في الحصار المفروض لا يعني مكافأة لحماس وان الرباعية متمسكة بموقفها العام من حماس في غزة ومطالبها من الحركة باطلاق غلعاد شليط الجندي الاسرائيلي لدى الحركة ومنذ اربعة اعوام وبدون شروط مسبقة.وتشير الصحيفة انه على الرغم من ان مسودة العمل التي اعدت للقاء الرباعية الاسبوع الماضي الا انها تلخص ما تم الاتفاق عليه بشكل عام حول الحزمة المطلوبة لتخفيف الحصار بما في ذلك العمل الجاري من خلال الامم المتحدة وممثل الرباعية بلير.وتتضمن الحزمة اعادة اعمار طارئ وباشراف من الامم المتحدة، حيث تقول ان الحصار عوق تطبيق خطة الامم المتحدة الشاملة لاعادة اعمار البيوت والمدارس والمستشفيات وشبكات الصرف الصحي والبنية المتعلقة بالمياه الصالحة للشرب.وتطالب الورقة بتغيير القائمة التي تسمح بدخولها اسرائيل الى القطاع الى قائمة يؤذن بدخولها وهي قائمة تسمح بالنمو الاقتصادي المطلوب في القطاع ولا تؤثر على الخطوات الامنية التي اتخذتها اسرائيل. وتدعو الورقة الى اشراف صارم على الطريقة التي يتم استخدام مواد قابلة للاستخدام المتعدد من مثل الاسمنت والانابيب، حيث يلعب المجتمع الدولي دورا مهما في عملية الرقابة. وتدعو الوثيقة الى فتح معبر المنطار ’كارني’ كي تبدأ فيه البضائع بالتدفق، وهناك حديث عن دور اشرافي يقوم به ممثلو الاتحاد الاوروبي، اسوة بالدور الذي لعبه الاتحاد في معبر رفح قبل احداث حزيران (يونيو) 2007. وتتحدث الورقة عن بدء لعملية نقل مواد عبر البحر ومن خلال ميناء اشدود الاسرائيلي وذلك من اجل بدء عملية الاستيراد والتصدير.ومن اجل تحقيق هذه المطالب تدعو ورقة الرباعية لزيادة ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المسؤولة عن تشغيل وتعليم مليون من مليون ونصف مليون مواطن في القطاع. وجاءت المفاوضات حول تخفيف الحصار على غزة في وقت تواصلت فيه المحادثات بين الولايات المتحدة واسرائيل حول شكل لجنة التحقيق في العملية الاسرائيلية وفي وقت هددت فيه تركيا بقطع علاقاتها مع اسرائيل.ولكن اسرائيل لا تزال تتحدث عن تحقيق محدود ولا يتوقع ان يتم فيه تقديم شهادات، مع ان رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي عين غيورا الياند، عميد احتياط سابق في الجيش الاسرائيلي والرئيس السابق لوكالة الامن القومي. وينظر دبلوماسيون الى التحول من قائمة المسموح به الى قائمة المأذون به كنقطة تحول مهمة لانها ستسمح بدخول مواد كانت ترى اسرائيل فيها خطرا امنيا مما يعني تغيرا في النظر الى اهداف الحصار الذي تعزز من موقف الحكومة الاسرائيلية للتعامل مع غزة على انها كيان معاد.وبررت اسرائيل موقفها من الحصار بتقديم وثائق قانونية يسمح فيها القانون الدولي بالقيام بحرب اقتصادية في ظروف خاصة. وفرضت اسرائيل الحصار في وقت لم يكن فيه نتنياهو قد وصل السلطة مما يمنحه الفرصة للتحلل من مسؤولية الحصار. وتشكك جماعات حقوق انسان في امكانية السماح بدخول مواد مهمة في عمليات التصنيع من مثل الغولوكوز واستيراد المواد الاساسية في صناعة النسيج. ويعتقد ان فكرة التحول من المواد المسموح بها الى تلك المأذون بها هي من بنات افكار توني بلير.وتعتبر العنصر الاول من عناصر تخفيف الحصار الثلاثة، اما العنصر الثاني فهو زيادة الدعم الدولي للقطاع بالتعاون مع اسرائيل حيث ستتم مراقبة المواد القابلة للاستخدام المزدوج، امام الثالث فهو فتح المعابر. وفي الوقت الذي يتحدث فيه عدد من المراقبين الاوروبيين عن رفع الحصار البحري من اجل السماح بدخول السفن الى ميناء غزة الا ان اسرائيل لا زالت ترفض عملية نقل البضائع عبر اي طريق باستثناء الطرق البرية. ومنذ العملية الاسرائيلية ضد قوافل الحرية بدأت الصحافة العالمية تلتفت الى الكارثة الانسانية في القطاع ومعاناة السكان الذين ينتظرون الخروج للدراسة او للعلاج. وتظهر تقارير ان الوضع اللا انساني تقابله ايضا بيروقراطية من متابعة الاوراق والطلبات التي يجب ان يوافق عليها الجيش الاسرائيلي الذي يسيطر على كل المعابر لغزة.ونقلت صحيفة ’لوس انجليس تايمز’ عن اب فلسطيني ذهب من مكان لمكان لعلاج ابنه الصغير خارج غزة ومات الولد اثناء المحاولات قوله ’فقدت ابني، لا نعامل كبشر’. وتساءل ’هل تقبل اسرائيل العيش تحت هذه الظروف’. وتقول الصحيفة انه بالاضافة لسيطرة اسرائيل على معابر غزة فهي تلقى مساعدة من مصر لتضييق الحصار وتمنع دخول وخروج اي شيء من مادة الخل الى المرضى المزمنين. وتدافع اسرائيل عن سياستها تجاه غزة قائلة ان التقارير التي تتحدث عن وضع سيىء في غزة مبالغ فيها، في وقت يقول فيه مسؤول من الامم المتحدة ان الوضع في القطاع لا يشبه وضع دولة من دول الصحراء الافريقية. ولا يتحدث مسؤولو المتحدة عن مجاعة ولكن القطاع يعاني من ازمة سياسية وبتداعيات انسانية كبيرة’. ويقارن المدافعون بين وضع غزة ونسبة الوفاة بين الاطفال بمسارح حرب اخرى فهم يقولون ان سكان غزة يحصلون على مساعدات غذائية تجعلهم يعيشون احسن من الصوماليين الذين يعيشون وسط حرب اهلية. ويقول مسؤولون في منظمة الصحة العالمية ان الوضع في غزة وان لم يصل حالة الكارثة الا انه يقف على حافة الكارثة.ويرى آخرون ان الفرق بين ما يحدث في غزة واسرائيل يبدو واضحا عند الخروج من معبر ايريز ففي اسرائيل هناك مراكز تسوق وفي غزة عربات تجرها الحمير واطفال يبحثون بين اكوام البيوت التي دمرتها عملية الرصاص المسكوب. وفي احياء غزة وازقتها رجال جالسون بكسل وبدون عمل واصحاب محلات فارغة من المشترين يدخنون ويشربون القهوة. مع ان المحلات مليئة بالمواد وكلها مهربة.نريد عملا بكرامة لا اغاثةومن هنا فحديث اسرائيل عن عودة للحياة الطبيعية مبالغ فيه، ففي مستشفى الشفاء يعاني المسؤولون الصحيون من مشكلة التعامل مع الاعداد الكبيرة من المرضى. فيما لا تزال اجنحة بدون اصلاح لعدم وجود مواد البناء. وبسبب الحصار اغلقت نسبة 95 بالمئة من معامل ومصانع غزة ابوابها وتنظر جماعات حقوق الانسان الى ان الهدف من الحرب الاقتصادية هو ممارسة الضغط على حماس حتى تنهار وترى هذه الجماعات في هذه السياسة ’عقابا جماعيا’. ويقول رجل اعمال في غزة انه في الوقت الذي كان فيه العمل متوفرا وبشكل كبير بسبب الحرب الاخيرة فلا احد يجد العمل لان اسرائيل تمارس الحصار وتمنع مواد البناء. ويقول مواطن آخر تعيش عائلته المكونة من 8 افراد ينامون في غرفة واحدة انه لا يستطيع اطعام عائلته. ومع انه يتلقى المساعدة من الاغاثة الا انه يريد العمل ويصف الحياة بالمزرية وبدون كرامة. ولكن اسرائيل تقول انها ’تعمل ما في وسعها لتخفيف الازمة عن السكان’ ومعاقبة حماس في الوقت نفسه!