مدريد / أعلن نبيل أبو ردينة، الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية، في تصريح لـصحيفة "الأيام"الفلسطينية المحلية انه "في الايام الاربعة او الخمسة القادمة ستكون هناك مناقشات لكيفية بلورة آلية رفع الحصار عن قطاع غزة" وقال في ختام زيارة الرئيس محمود عباس الى واشنطن "لقد نوقش هذا الامر وكان موقف الرئيس ابو مازن هو ضرورة رفع الحصار بشكل كامل ولا نعرف حتى الآن ماذا ستتفق اسرائيل مع الادارة الاميركية، ولكن طلبنا منهم انه حتى يكون لرفع الحصار معنى وقيمة أن لا تكون هناك عقبات وضرورة سرعة التحرك على خلق هذه الآلية، وسنحكم على هذه الآلية في الوقت الذي ستظهر فيه الى العلن".وأضاف ابو ردينة "واضح أن الادارة الاميركية على اتصال مع الأطراف الدولية بما فيها اسرائيل والى الآن لا ندري ما هو الموقف الاسرائيلي في صناعة هذه الآلية، ولكن الموقف الفلسطيني كان واضحاً أن هذه الآلية يجب ان تكون شديدة الوضوح لا تستثني شيئاً، فيجب رفع الحصار دون السماح بتكرار المناخ الذي يعيد أزمة السفن وازمة التوتر في منطقة الشرق الاوسط".وكشف ابو ردينة النقاب عن ان العرب سيجرون تقييماً لسير المحادثات غير المباشرة على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في شهر ايلول المقبل، علماً بأن العرب منحوا هذه المحادثات 4 اشهر قبل تقييمها. وأشار أبو ردينة الى ان "زيارة الرئيس عباس الى واشنطن كانت ضرورية من اجل تقييم الموقف من وجهة النظر الفلسطينية مع الجانب الاميركي"، وقال يتضح اولاً ان هناك استعداد والتزام اميركي باستمرار الجهد الاميركي لدفع عملية السلام وعدم وصولها الى طريق مسدود، موقف الرئيس الاميركي اوباما كان موقفاً مشجعاً من خلال إعلانه واستعداده لدعم سياسة وتوجه السلطة الفلسطينية وسياسة الرئيس عباس تحديداً، كما ان الموقف الاميركي كان متفهماً تماماً لضرورة إعطاء فرصة للمفاوضات غير المباشرة قبل الذهاب الى المفاوضات المباشرة قبل حصول اي تقدم، وكانت وجهة نظر الرئيس عباس ان الانتقال من غير المباشرة الى المباشرة يجب ان يرافقه أمران، الأول تقدم في هذه المحادثات غير المباشرة ثم العودة الى لجنة المتابعة العربية لتقييم الموقف بشكل مشترك، كما تم الاتفاق أثناء تواجد وزراء الخارجية العرب على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة واتخاذ الموقف الملائم بخصوص المهلة التي اعطيت وهي الاربعة شهور".واضاف "العلاقلت الثنائية كانت مجال بحث سواء مع الرئيس اوباما او مع الجنرال جيمس جونز او في اللقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بخصوص طريقة الدعم الاميركي لمؤسسات السلطة الفلسطينية وكيفية الاستمرار في بذل هذه الجهود لتهيئة الاجواء الملائمة عندما تحين ساعة اعلان الدولة الفلسطينية".واضاف "هذه الزيارة كانت خطوة الى الامام ويجب ان تتبعها خطوات اخرى الى الامام، الآن الموقف كله متوقف على سياسة نتنياهو والسياسة الاسرائيلية، فهذه السياسة حتى الآن غير واضحة وغير حاسمة، وزيارات المبعوث الاميركي ميتشيل القادمة ستظهر مدى جدية الجانب الاسرائيلي، ولكن حتى هذه اللحظة فان الامور غير واضحة وصعبة ومعقدة، والمفاوضات يجب ان تشمل في البداية الحدود والامن، وعندما تنتهي فترة الاربعة شهور يجب ان يكون حصل انجاز للتطرق الى كافة قضايا المرحلة النهائية وعلى رأسها القدس، والرئيس ابو مازن كان واضحاً في كل لقاءاته بأن الاستيطان غير شرعي وغير مقبول وان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ولا دولة بدون القدس ولا حلول جزئية، وإعادة تثبيت الموقف الفلسطيني مع الجانب الاميركي كان خطوةً هامة لأن هناك محاولات اسرائيلية دائمة للتهرب من الوصول الى اتفاق نهائي لأن الهدف الاسرائيلي هو دولة ذات حدود مؤقتة ودولة تستثني القدس. وكان الرئيس عباس شديد الوضوح بأنه لن يكون هناك اي دولة بدون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية".وزاد "خرج الرئيس عباس من هذه الزيارة بوعود بدعم سياسته وبدعم الموقف الفلسطيني الرسمي وباستمرار الدعم المالي الى جانب ضرورة استمرار بذل الجهود الاميركية تجاه إنجاح جهود المفاوضات غير المباشرة التي ما زالت متعثرة حتى هذه اللحظة، ولكن لا نستطيع ان نحكم عليها بعد لأنها بالكاد بدأت، وبالتالي الاسابيع القادمة ستكون مفترق طرق هاماً، والاسابيع القادمة ستوضح مدى تقدم عملية السلام او استمرارها في دورانها في حلقة مفرغة".واشار الى ان الموضوع الاكبر والاهم الذي طرح في هذه الزيارة وخاصة مع الرئيس اوباما ومع الجنرال جونز ومع وزيرة الخارجية الاميركية هو ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وضرورة ان يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، كما انه طرحت تداعيات الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية، وقد اصر الرئيس على ان رفع الحصار عن غزة يوازي في اهميته التقدم في عملية السلام، وأن الامر لم بعد مقبولاً ولا محتملاً، ولم يعد مسموحاً لاسرائيل ان تبقى بهذه الطريقة تتصرف دون مواجهة حقيقية من المجتمع الدولي ومن الادارة الاميركية".واضاف "هناك تفهم كامل لموقف الرئيس ابو مازن من الجانب الاميركي، وهناك ارتياح في الادارة الاميركية لطريقة تتبع الرئيس للامور، جرت على هامش هذه المحادثات سلسلة لقاءات هامة مع زعماء الجاليات اليهودية لتوضح المواقف الغامضة التي تتحدث عنها السلطة الفلسطينية بشكل دائم، وكانت هذه اللقاءات ضرورية في افهام الجاليات اليهودية حقيقة الموقف الفلسطيني الساعي الى دولة تقوم على العدل وعلى الشرعية الدولية، ودولة فلسطينية ترفض ان لا تكون بلا سيادة كاملة على اراضيها، وهي أيضاً خطوة ضرورية للتوضيح للوبي اليهودي، ومعروف مدى تأثيره على السياسة الاميركية سواء في الكونغرس او غيره، فمن الضروري ان تعرف القيادات اليهودية وأغلبها يمينية ان الموقف الفلسطيني المدعوم عربياً ودولياً والمدعوم من المجتمع الدولي يطالب بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران والقدس الشرقية عاصمة لها".وختم "بالمجمل الزيارة كانت ضرورية وشاملة وسيتبعها لقاءات في المستقبل سواء بوصول المبعوث ميتشيل او في اللقاءات اثناء اجتماعات الامم المتحدة في ايلول المقبل، وسيكون هناك جهد فلسطيني وعربي مع المجتمع الدولي ومع الادارة الاميركية لتقييم الموقف بشكل كامل".