القدس المحتلة / سما / حاصر مئات العناصر من جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، المسجد الأقصى المبارك، وأغلقوا بواباته باستثناء ثلاثة فقط هي: حطة، والناظر، والسلسلة، ونصبوا متاريس بوليسية حديدية على بواباته وعلى بوابات البلدة القديمة، ونشروا عناصر الشرطة وحرس الحدود في الشوارع والطرقات والأحياء المؤدية له، فيما أطلق منطاد استخباري وطائرة مروحية في سماء القدس القديمة والأقصى لمراقبة المواطنين. واضطر آلاف المواطنين من القدس والداخل الفلسطيني أداء صلاة الجمعة في الشوارع بعد منع قوات الاحتلال للمواطنين ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول البلدة القديمة والتوجه للمسجد الأقصى لأداء الصلاة في رحابه. وتركزت صلوات الجمعة في كل من منطقة المُصرارة قُبالة باب العامود، وباب الساهرة، وباب الأسباط، وحي وادي الجوز وخيمة الاعتصام بحي البستان ببلدة سلوان. وحاصرات قوات مدججة من الوحدات الخاصة ومن شرطة وحرس حدود الاحتلال المُصلين، وطغى الطابع العسكري على المشهد في المدينة المقدسة. وكان لافتاً اليوم، كما في الجمعة الماضية، وجود عناصر من شرطة الاحتلال في باحات الأقصى قبل وأثناء وبعد صلاة الجمعة، وبين المُصلين؛ الأمر الذي أثار واستفز مشاعر المُصلين. وكانت عناصر من جنود الاحتلال أطلقت الرصاص العشوائي بعد أداء المواطنين صلاة الجمعة في حي واد الجوز القريب جدا من أسوار البلدة القديمة، وأصابت رصاصاتهم بشكلٍ مباشر الشاب زياد الجولاني، خلال محاولته عبور الشارع بسيارته وسط الأزمة، وكانت سرعته أقل من المعتاد شأنه شأن كافة السائقين الذين كانوا يحاولون الخروج بسياراتهم من المنطقة بعد انتهاء صلاة الجمعة. وتم نقل الشاب الجولاني إلى مستشفى المقاصد القريب من الحي، لكن إصابته الخطيرة والمباشرة بالرأس لم تمهله طويلاً حتى فارق الحياة، فيما تم نقل طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها إلى نفس المستشفى لتلقي العلاج بعد اصابتها برصاصة استقرت بالرقبة. وقال شهود عيان إن استشهاد الشاب الجولاني أشعل المنطقة واندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال في حي وادي الجوز وفي أحياء متاخمة، فيما امتدت هذه المواجهات إلى منطقة مخيم شعفاط وسط مدينة القدس المحتلة وشرع الشبان برشق جنود الاحتلال على الحاجز العسكري بوابلٍ من الحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة، أما جنود الاحتلال فأغلقوا الحاجز العسكري أمام حركة المواطنين وبدؤوا بإطلاق مكثف لقنابل الصوت الحارقة، والقنابل الغازية السامة المُسيّلة للدموع والرصاص الحيّ والمطاطي على الشبان الغاضبين. ووصلت إلى المنطقة تعزيزات عسكرية احتلالية إضافية تقف الآن بالقرب من الحاجز العسكري القريب من مدخل المخيم.