اذا كان حتى بعد التورط في قلب البحر في اسرائيل من يؤمن بان تركيا ستقود خط الدول سوية العقل في المنطقة، فقد جاء أمس تجند أنقرة من أجل طهران وضد العقوبات ليثبت بان دولة اردوغان قريبة من "محور الشر" اكثر مما يخيل. بعد اللقاء الودي بين الرئيس الايراني ورئيس الوزراء التركي في بداية الاسبوع، غضب أمس وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو وقال: "القرار الجديد لا يساهم في تقدم الامن والسلام في المنطقة".تركيا، التي الى جانب البرازيل كانت الدولة الوحيدة التي صوتت امس في مجلس الامن للامم المتحدة ضد اقرار رزمة العقوبات، تعلقت في الاونة الاخيرة المرة تلو الاخرى باتفاقها مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبل ثلاثة اسابيع. وفي اطار الاتفاق وافقت ايران على أن تنقل 1.200 كغم من اليورانيوم للتخصيب في تركيا. وفي الغرب رفضوا ان يأخذوا في حينه الاتفاق بجدية، وهو الذي عرضت صيغة مشابهة له على ايران من الغرب قبل عدة اشهر من ذلك – وما يذكر اساسا من لقاء القمة الثلاثي اياه هو صورة اردوغان، احمدي نجاد ولولا دي سلفا، رئيس البرازيل، وهم يرفعون الايادي باشارة النصر. صفعة لاوبامابعد ثلاثة اسابيع من ذلك جاء أمس برهان اضافي على ما يصفه الكثيرون في الغرب كحلف استراتيجي جديد بين ثلاث دول، القاسم المشترك الوحيد بينها هو محاولة خلق نظام عالمي جديد وضعضعة المكانة الدولية للولايات المتحدة كزعيمة العالم الحر."نحن قلقون جدا من أن تبني العقوبات سيكون ذا تأثير سلبي على الزخم الايجابي الذي خلقته الخطوة الدبلوماسية"، قال أمس السفير التركي الى الامم المتحدة برتوغرول افكان، متناولا ذاك الاتفاق الثلاثي قبل شهر. واضافت السفيرة خائبة الامل من البرازيل، ماريا لوزيرا برفييرو تقول ان "رزمة العقوبات الجديدة تتناقض والجهد الناجح للبرازيل وتركيا لتحقيق اتفاق مع ايران". في الولايات المتحدة هناك من يرون في المحور الجديد تحديا واضحا لزعامة اوباما من جانب الدول الثلاث ذات التأثير الاكبر خارج اوروبا. وبالتوازي كان هناك من سارع أمس الى تفسير نتائج التصويت بانها ليست اقل من "صفعة" للسياسة الخارجية الرقيقة للرئيس الامريكي. "هناك شيء ما من المفارقة في انه كان لجورج بوش في مجلس الامن سجلا افضل بكثير من سجل اوباما"، هاجم أمس اليوت ابرامز، نائب مستشار الامن القومي في الادارة السابقة. "يجدر بالذكر أنه في عهد بوش التصويت في مجلس الامن كان يمر بالاجماع، اما اوباما ففقد ذلك. ضعف الولايات المتحدة خلق فراغا ببساطة تحاول دول اخرى ملأه".