غزة / سما / ناقشت عمادتا الدارسات العليا والبحث العلمي بالتعاون مع كلية الإقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة الأزهر- غزة بحثاً للباحثة الزميلة أمل عبد الهادي طومان تخصص علوم سياسية والموسومة بــ "وسائل الإعلام الفلسطيني وأثرها في الانقسام السياسي 2006- 2009م" ( دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعات قطاع غزة)، وذلك في قاعة المؤتمرات بمبنى الكتيبة، بحضور الأستاذ الدكتور جهاد أبو طويلة عميد الدراسات والبحث العلمي والدكتور مروان الأغا عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والمهتمين وذوى الطالبة. وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من أ.د. رياض العيلة مشرفاً رئيسياً، ود. أيمن شاهين مناقشاً داخلياً، وأ.د. محمد النيرب مناقشاً خارجياً. وخلال عرضها للدراسة أوضحت الباحثة أن دراستها جاءت متتبعة لآثار الوتيرة المتسارعة في المجال التقني لوسائل الإعلام، و تلبية للحاجة الملحة لإجراء بحوث علمية معمقة في مواضيع الإعلام السياسي المختلفة, ولأن الإعلام يتقاطع مع العديد من العلوم والتي تعد العلوم السياسية واحدة منها، حيث تناولت الدراسة جانباً من جوانب الاتصال السياسي ما بين المؤسسات السياسية الرسمية وغير الرسمية من جهة والجمهور من جهة أخرى، مضيفة" تكمن أهميتها في كونها تحاول أن تكشف عن أثر الرسالة التي تبنتها الوسائل الإعلامية الفلسطينية خلال فترة الانقسام، لاسيما بعد أن تخلت السلطة الرابعة عن هيبتها في تلك الفترة وغابت الثقافة الوطنية الموحدة، وبدلاً من رص الصفوف لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق المسلوبة، التفت الأشقاء الفلسطينيين إلى صراعات داخلية جوفاء . ولفتت الباحثة إلى أن استخدام الوسائل الإعلامية بشكل سلبي في ظل غياب الرقابة الرسمية, وعدم وجود خطوط عريضة واضحة المعالم تنظم العمل الإعلامي, تؤدي إلى نتائج سلبية, تودي بالمجتمعات إلى الانقسام, والذي بدوره يؤدي إلى فقدان ثقة الشعب بالإعلام, وبالنظام السياسي القائم. وأنهت الباحثة طومان الدراسة بطرحها العديد من الاستنتاجات والتوصيات التي خلصت إليها أبرزها:تميز وسائل الإعلام الفلسطينية بالطابع الحزبي منذ ولادتها, والتخلي عن موضوعيتها بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006م. تحول وسائل الإعلام الفلسطيني إلى إعلام دعائي, مهد لحالة الانقسام المجتمعي. ارتجالية الإعلام الفلسطيني والبعد عن التخطيط الإعلامي الواعي التي ضاعفت من شقة الخلاف وانقسام المجتمع. الدعم المالي المشروط للمؤسسات الإعلامية أدى إلى انحرافها عن رسالتها الوطنية.الأداء السلبي للإعلام خلال فترة الانقسام السياسي أدى إلى فقدان المصداقية والحيادية لدى أفراد المجتمع وعند الطلبة. تعدد الاتجاهات داخل المجتمع الفلسطيني شكلت سبباً رئيسياً في تمزيق الجسد الإعلامي الفلسطيني وتشتيته.التأكيد على أن الثقافة الإعلامية التي تبنتها الوسائل الإعلامية الفلسطينية خلال فترة الانقسام كانت ثقافة سياسية حزبية لا ثقافة سياسية وطنية. كما وأوصت طومان بالالتزام بالمهنية والموضوعية الإعلامية.ووقف الخطاب الإعلامي الحزبي باعتباره خطاباً فئوياً كأحد عناصر تأجيج الصراع يلحق الضرر بالمشروع الوطني وبالثقافة السياسية. وضرورة تحديد المعايير والأسس التي ينبغي من خلالها التعامل مع الأزمات الداخلية.وعدم استخدام الإعلام لتحقيق الرغبات السياسية.وبلورة رؤى إستراتيجية تنظم الإعلام الإلكتروني.ضرورة تشكيل جسم إعلامي مستقل يتصف بالنزاهة والحيادية للتصدي لكل ما من شأنه تكريس بذور الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.الفصل ما بين الإعلام الحكومي والإعلام التابع للأحزاب.مطالبة المجلس التشريعي بسن قانون ينظم العمل الإعلامي للمؤسسات الإعلامية وللإعلاميين العاملين بها.تطبيق العقوبات على المؤسسات الإعلامية والإعلاميين من قبل الجهات المختصة. الجدير بالذكر أن الباحثة أمل طومان حاصلة على ليسانس اللغة العربية والإعلام من جامعة الأزهر وعملت مذيعة ومقدمة برامج في تلفزيون فلسطين وإذاعة صوت الشباب وغيرها من الإذاعات المحلية، كما شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية كان آخرها المشاركة في الندوة الإقليمية التي عقدت في المنامة بمملكة البحرين، وهي الآن محررة صحفية بدائرة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الأزهر، كما أنها عضو الأمانة العامة في نقابة الصحفيين الفلسطينيين ورئيسة لجنة شؤون الصحفيات الفلسطينيات.