ـ اسطنبول ـاعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء ان مشاركة دولية في التحقيق بشأن الهجوم الاسرائيلي على قافلة انسانية كانت تنقل مساعدات الى غزة سيكون امرا ’اساسيا’ لتهدئة الازمة.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ’نقر بان مشاركة دولية’ في التحقيق حول الهجوم ’سيكون عنصرا اساسيا لوضع هذه المأساة خلفنا، على امل اعادة اعطاء الزخم والثقة الضرورين’ لانهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الى ’مشاركة دولية ذات صدقية’ في التحقيق الاسرائيلي حول الهجوم الدامي على اسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات الى قطاع غزة.وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق في مؤتمر صحافي ان الامين العام للامم المتحدة يعتبر ان ’مشاركة دولية ذات صدقية هي امر اساسي بهدف (اجراء) تحقيق سريع وجدير بالثقة وحيادي وشفاف’ حول الهجوم الذي وقع في 31 ايار (مايو)، بناء على مطالبة مجلس الامن الدولي. وبدأت إسرائيل امس الثلاثاء تحركات لتجنب تحقيق دولي في عملية الاعتراض العنيفة التي نفذتها قواتها البحرية في البحر المتوسط ضد السفينة التركية ’مافي مرمرة’. وقال مسؤولون حكوميون بارزون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر تشكيل لجنة ذات صلاحيات محدودة تضم اثنين من المراقبين الأجانب - من المحتمل أن يكون أحدهما أمريكيا والآخر إيطاليا أو فرنسيا ـ وأدلى المسؤولون بهذه التصريحات لعدد من الصحف المحلية بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، بسبب حساسية القضية. وتأخر امس الثلاثاء إعلان إجراء تحقيق مدني إسرائيلي، في الوقت الذي تتفاوض فيه إسرائيل مع الولايات المتحدة لتجنب إجراء تحقيق دولي منفصل. الى ذلك قال النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه يعلون امس الثلاثاء إن خطأ وقع في التخطيط وخلال مهاجمة القوات الإسرائيلية للسفينة ’مرمرة’ التي كانت ضمن قافلة الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون قوله إنه ’على ما يبدو أن أحدا ما لم يعمل وفقا لأنظمة القتال’ وأنه ’كانت هناك أخطاء في التخطيط والتنفيذ’.ودانت 21 دولة الثلاثاء في قمة اقليمية حول الامن في اسطنبول اسرائيل للهجوم الدامي الذي شنته على اسطول الحرية.واعلن ممثلو هذه الدول ان جميع الدول المشاركة في المؤتمر، باستثناء اسرائيل، عبرت عن ’قلقها الكبير وادانتها اثر الاعمال التي قامت بها القوات الاسرائيلية’ على سفن المساعدات لغزة في المياه الدولية.ونددوا بهذا الهجوم الذي يشكل ’انتهاكا فاضحا’ للقانون الدولي كما ابدوا دعمهم للامم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية.من جهة اخرى قدمت إسرائيل طلبات للولايات المتحدة الأمريكية أخيراً لزيادة حجم مقتنيات الأسلحة استعدادا لاحتمال اندلاع حرب متواصلة لفترة طويلة.وأفادت صحيفة ’هآرتس’ امس بأن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة شراء أسلحة بالإضافة إلى الصفقات التي تمت المصادقة عليها وإقرارها وطلبت شراء قذائف من طراز ’جي ـ دام’ التي بالإمكان توجيهها عن بعد لصالح سلاح الجو الإسرائيلي وزيادة حجم الذخيرة في مخازن الطوارئ الأمريكية في إسرائيل بشكل كبير. وقدمت إسرائيل هذا الطلب خلال الزيارات الأخيرة لوزير الدفاع ايهود باراك ومدير عام وزارة الدفاع أوري شاني إلى واشنطن وأيضا خلال محادثات مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية والكونغرس. ووفقا للصحيفة، فإن الأولويات التي تضمنتها الطلبات الإسرائيلية تعكس على ما يبدو ’إدراك جهاز الأمن للتهديدات الأمنية في السنوات المقبلة، مثل الاستعداد لسيناريو حرب طويلة الأمد ستلزم باستخدام سلاح الجو بشكل واسع للقذائف الدقيقة الإصابة للأهداف الكثيرة (التي يتوقع مهاجمتها) وقطع غيار وأسلحة أخرى’. وطلبت إسرائيل الحصول على كميات من قذائف ’جي ـ دام’، وفي حال موافقة الولايات المتحدة فإنها ستزيد بشكل كبير مخزون هذا النوع من القذائف الموجود بحوزة إسرائيل والذي استخدمته بشكل واسع خلال حرب لبنان الثانية والحرب على غزة. يشار إلى ان طلبات المساعدة العسكرية بحاجة إلى مصادقة الكونغرس عليها. وفي موازاة ذلك، طلبت إسرائيل زيادة قيمة الأسلحة والعتاد العسكري في مخازن الطوارئ الأمريكية في إسرائيل بنسبة 50 بالمائة ومن 800 مليون دولار إلى 1.2 مليار دولار. ويتواجد حاليا في المخازن الأمريكية في إسرائيل أسلحة وعتاد عسكري بقيمة 600 مليون دولار وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قررت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي تعبئة هذه المخازن في إطار مجموعة خطوات تهدف إلى زيادة المساعدات الأمريكية لدعم أمن إسرائيل.وتشمل الأسلحة الموجودة في المخازن الأمريكية صواريخ وقذائف وذخيرة جوية ومدرعات وأسلحة أخرى وجميعها ملائم للأسلحة التي بحوزة إسرائيل ويقوم الجيش الإسرائيلي بتصنيفها لدى وصولها إلى إسرائيل لكي يتسنى استخدامها بسرعة في حال الحرب وبعد مصادقة أمريكية على ذلك. ونقلت ’هآرتس’ عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى قولها إن الجيش الإسرائيلي يولي أهمية كبيرة لمخازن الطوارئ الأمريكية لأنه في حال نشوب حرب واسعة ستمر فترة غير قصيرة حتى يتم تنظيم ’جسر جوي’ أمريكي لنقل أسلحة وقطع غيار.ويذكر أن إدارة أوباما أقرت تقديم مساعدات لإسرائيل بقيمة 205 ملايين دولار لغرض تطوير منظومة ’القبة الحديدية’ المضادة للقذائف الصاروخية القصيرة المدى وتمكين الجيش الإسرائيلي من شراء جزء من هذه المنظومة.