خبر : هل ستلجأ "إسرائيل" لاغتيال أردوغان.....!! .. بقلم: عماد عفانه

الثلاثاء 08 يونيو 2010 01:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل ستلجأ "إسرائيل" لاغتيال أردوغان.....!! .. بقلم: عماد عفانه



   اقل ما يمكن أن يقال أن هذا الرجل الأناضولي سليل الإمبراطورية العثمانية يبدوا أنه يريد أن يكفر عن خطايا كل الأتراك عموما وعن خطايا أتاتورك خصوصا لتسببه بانهيار الخلافة الإسلامية العثمانية ما مهد لنكبة فلسطين وضياعها. ويستحضر الرئيس السوري بشار الأسد هذا العمق التاريخي للقضية حيث قال في لقائه بأردوغان بالأمس: "تركيا تقف اليوم مع غزة، كما وقفت مع فلسطين قبل مائة عام عندما رفضت الدولة العثمانية منحها وطنا لليهود". فالتقط أردوغان المعنى ولسان حاله يقول سنجعلهم يدفعون الثمن بأثر رجعي حيث قال:      "إن الكيان الصهيوني سيدفع ثمن شهداء أسطول الحرية، وما قامت به إسرائيل هو عمل إجرامي وإسرائيل تحاول التغطية على هذه الجريمة معتمدة على من يدعمها ويشجعها على مثل هذه الأعمال". أردوغان الذي يدرك أن انهيار الإمبراطورية العثمانية أسس لضياع فلسطين، ربما يريد بهذه الخطة المتدرجة باتجاه "إسرائيل" تقويض الأسس التي قامت عليها هذه الدولة اللقيطة، بدءا من قوله: أنه "ليس كافياً أن يقوم المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة بل يجب تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق بها"، داعياً إلى "عدم السماح بمرور هذه الجريمة دون عقاب ويجب أن تكون هناك ردود فعل حازمة ضد إسرائيل". وقوله : "مطالب الشعب الفلسطيني هي فوق كل شيء ولا نستطيع أن نضعها جانباً وليس من حق أحد أن يعمل على بث الفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني ومن الخطأ الكبير أن توصف حركة حماس بالإرهاب"، مطالبا في ذات الوقت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للانخراط في جهود المصالحة الفلسطينية" . كما لا يخفى عليكم أن  الدولة الصهيونية اللقيطة تأسست على رواية تاريخية لا تمل "إسرائيل" من تكرارها وهي رواية المحرقة، ورواية الوطن التاريخي لشعب يبلغ من العمر آلاف السنوات، ورواية السامية الضاربة في أعماق البشرية. و أردوغان الذي يقطر ثقافة ووعيا وخريج مدرسة الحركة الإسلامية التركية ربما أدرك أن نسف "إسرائيل" لا يكون إلا بنسف الأسس التي قامت عليها. فعمد أردوغان إلى إبراز "إسرائيل" أمام العالم أجمع بمظهر الجلاد المقزز والمقيت، فأرسل المتضامنين بالحليب والخبز لكسر حصار تفرضه دولة مدججة بالسلاح الأمريكي. فشكل اصطدام الترسانة العسكرية بأسطول الحرية وسقوط الضحايا على مرأى العالم وسمعه في الحقيقة تحطيما للرواية الملفقة التي قامت عليها "إسرائيل" وشاهد العالم بأسره "إسرائيل" في ثوبها الحقيقي، ثوب القرصان ذو العين الواحدة، وأسقط الصورة التي أمضت "إسرائيل" عشرات السنوات وأنفقت مئات المليارات في رسمها في أذهان العالم. وأخرج أردوغان الحقيقة على ألسنة الأوروبيين الذين خرجوا بالآلاف  في أكثر من دولة أوروبية يطالبون بتفكيك إسرائيل وإنهاء هذا الكيان، وكان أخفهم هجوما المطالب بشن الحرب عليها. غير "هيلين ثوماس " كبيرة صحفيي البيت الأبيض عبرت عن لسان حال أوروبا حكومات وشعوب حين قالت خلال "احتفال التراث اليهودي": "أقول لهم اخرجوا من فلسطين وتذكروا أن هؤلاء الناس يقبعون تحت الاحتلال وتلك هي أرضهم, وليس أرضهم ألمانيا أو بولندا".  "يجب عليهم "الإسرائيليين" العودة إلى ديارهم في بولندا وألمانيا وأميركا وأي مكان آخر". .. وكأنها تقول لهم أنكم شعب بلا تاريخ وبلا تراث فعودوا كما كنتم شراذم لقطاء في أوروبا. ولمن لا يعرف ثوماس أو قد يعتقد أنها إحدى المراهقات الحالمات نقول: أن ثوماس تبلغ 89 عاما، و قد غطت أخبار كافة الرؤساء الأميركيين منذ جون كنيدي, وكانت الرئيسة السابقة لرابطة مراسلي البيت الأبيض، وأن تخرج ثوماس بعد كل هذه الخبرة الممتدة بهذه النتيجة لا يصب إلا في حقيقة واحدة وهي أن جهود أكثر من 100 عام للصهاينة في تثبيت أسس كيان العدو باءت الفشل وذهبت أدراج الرياح عند أول عاصفة وتحطمت في أول اصطدام مع قوة حقيقية تطفح بالعراقة.  لذلك ليس غريبا أن تعتبر حكومة العدو إقدام تركيا على إرسال سفن حربية لحماية قوافل كسر الحصار على قطاع غزة بأنه بمثابة إعلان حرب، وتواصل ممارسة هوايتها المحببة وهي توزيع التهديدات وبالتحديد نحو الحكومات العربية التي ترتعد خوفا منها، ولكن هذه التهديدات لا تخيل على دولة مثل تركيا التي تستند على دعم شعبي عريض ذات قواعد ديمقراطية واقتصادية قوية، فتركيا ليست بحاجة "إسرائيل" بل "إسرائيل" هي التي تحتاج إلى تركيا أمنيا وعسكريا واقتصاديا وقبل كل ذلك لتثبيت روايتها التاريخية وحقها المزعوم في فلسطين. الأمر الذي ترجمه احمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي بان بلاده لن تطبع علاقاتها مع "إسرائيل"، إذا رفضت الأخيرة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة، حول الهجوم "الإسرائيلي" على سفن أسطول الحرية، و لقيت هذه المطالب تأييداً من وزيري خارجية كل من فرنسا برنار كوشنير وبريطانيا وليم هيغ. لا شك أن "إسرائيل" ستضطر عاجلا أم آجلا -  إذا كانت معنية بعلاقاتها مع تركيا - للرضوخ لهذه المطالب صاغرة، تماما مثلما اضطرت مكرهة للاعتذار للحكومة والشعب التركيين على إهانتها للسفير التركي في تل أبيب. ولأن تركيا لن تنسى دماء شهدائها، ولا نعتقد أنها ستسكت عن الاعتداء الذي تعرضت له إحدى سفنها بل سيادتها وكرامتها، لأنها دولة عظمى إقليميا ، وقيادتها حكيمة ونزيهة، وشعبها صاحب تاريخ ضارب أطنابه في عمق العراقة والكرامة وعزة النفس. ولأننا تعودنا من كيان العدو على عمليات الغدر والطعن في الظهر، الأمر الذي ظهر جليا على لسان  أوزي ديان" نائب رئيس الأركان ورئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق، حيث قال "علينا الانتقال من مرحلة الدفاع عن النفس إلى الهجوم بصورة سريعة والمطالبة بتقديم رئيس الحكومة التركية أردوغان للمحكمة الدولية". مضيفاً " أن أردوغان دعا بشكل مباشر للإرهاب، ولو كنت رئيس لحكومة "إسرائيل" لأوضحت لأردوغان انه إذا جاء إلى غزة على متن سفن حربية تركيا سيكون مصيره كمصير الخمسة الذين قتلوا الليلة الماضية قبالة شواطئ غزة". لافتاً إلى أنه إذا لم نوضح له ذلك فان ثقته بنفسه سوف تعزز وما يقوم به أردوغان الآن لا يحتمل ولا يطاق. وأردف ديان قائلاً، "مجيء أردوغان على متن سفن حربية معناه أنه يعلن حرب على "إسرائيل"، وبذلك علينا أن نضع خط احمر بحيث في حال تجاوزه لن نسيطر على سفينته بل سنغرقها. لذلك نحن نخشى ومن من حقنا أن نخشى على تركيا عموما وعلى أردوغان خصوصا من الغدر الصهيوني، ونعتقد أن هذه الخشية أصابت أردوغان نفسه الأمر الذي دفعه لتعيين رئيس جديد للمخابرات التركية "هآكان فيدان" والذي شغل سابقاً منصب مساعد رئيس الحكومة أردوغان ، الأمر الذي سيقطع الطريق على أي محاولات صهيونية للمساس بتركيا وبرئيس حكومتها أردوغان أولا، وثانيا سيحلق الضرر بالعلاقات الأمنية والعسكرية وسينسف الجهود الصهيونية الإستخبارية والعسكرية ضد إيران انطلاق من الأراضي التركية  وسيغلق القاعدة الأمنية الصهيونية على الحدود التركية مع إيران. وما يعزز هذه الخشية الرسائل الممهورة بالدم التي بدأت "إسرائيل" بإرسالها إلى تركيا بدءا من تفجير قاعدة سلاح البحرية التركي في مدينة الإسكندرون يوم الاثنين الماضي الذي راح ضحيته سبعة جنود أتراك، بعد ساعات معدودة من سيطرة القراصنة الصهاينة على "أسطول الحرية"، وربما ليس انتهاءً بالتفجير الذي وقع صباح اليوم وسط اسطنبول التي ربط أردوغان مصيرها بمصير القدس.... فحذار تركيا..وحذار أردوغان من الغدر الصهيوني. موقع الكاتب: http://days-wattan.co.cc/