خبر : عمرو موسى أهلا بك فى غزة ولكن ...م. عماد عبد الحميد الفالوجي

الثلاثاء 08 يونيو 2010 02:03 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عمرو موسى أهلا بك فى غزة ولكن ...م. عماد عبد الحميد الفالوجي



  كثر الحديث هذه الأيام عن نوايا كثير من الزعماء القيام بزيارات تضامنية الى قطاع غزة ومنهم رئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان الذى أعلن عن رغبته فى زيارة قطاع غزة فى خطوة تعني بشكل عملي كسر الحصار عن أهل قطاع غزة وإعلان حالة متقدمة من التضامن الفعلي مع أهل قطاع غزة واستكمالا للخطوات التركية الفعلية فى هذا الاتجاه ولعله يعتبر هذه الزيارة جزءا من الانتقام المعنوي لشهداء أسطول الحرية بقيادة سفينة مرمرة التركية , واليوم يدور الحديث عن نية جادة للأخ عمرو موسى – الأمين العام لجامعة الدول العربية – للقيام أيضا بزيارة تفقدية وتضامنية مع قطاع غزة وهناك تحضيرات واستعدادات لوضع أجندة هذه الزيارة التي تم إعلام القيادة الفلسطينية – الرئيس محمود عباس – بتفاصيلها حتى لا تخرج عن السياق العام لها ولا يعطي البعض تحليلات أو استنتاجات تحرف بوصلة أهدافها . ولاشك أن الكل الفلسطيني فى قطاع غزة يشعر بالنشوة والانتصار والفخر لكل التحركات التضامنية الجادة من كافة الأطراف العربية والإسلامية والدولية التى تتحدى   القرار الإسرائيلي وتعلن عن رفضها للاستسلام والخنوع أمام التهديدات الإسرائيلية فى رسالة واضحة وصريحة أن هناك مرحلة جديدة فى معادلة الصراع فى الشرق الأوسط قد بدأت ولن تتراجع  أبدا حتى يتم التغيير المطلوب من كل هذا التحرك الدولي الذي يهدف الى تحقيق السلم فى المنطقة بما ينسجم مع التحركات الدولية , وواضح جدا أن الإدارة الأمريكية عبر قراءة دقيقة لتصريحاتها وتصرفاتها لكل المستجدات الحالية لا نجد ممانعة أو معارضة صارمة بل فى ثنايا بعض التصريحات للخارجية الأمريكية نجد – للمرة الأولي – توافقا مبدئيا مع رغبة شديدة لدعم هذه المتغيرات الحادثة وهناك أكثر من عدم رضى عن التصرفات الإسرائيلية , والموقف يزداد وضوحا للمواقف التى أعلنتها دول الإتحاد الأوروبي المقربة من الإدارة الأمريكية برفض الممارسات الإسرائيلية والتعاطف الكبير مع قطاع غزة والمتضامنين معه , وبداية تحرك دولي واسع لاستيعاب كل تلك المتغيرات وقيادتها باتجاه مدروس ويخدم  السياسة الدولية فى هذه المنطقة . وقطاع غزة المحاصر – عبر إغلاق المعابر الحدودية مع الكيان الإسرائيلي للبضائع والأشخاص منذ أربع سنوات يقول بصوت عال : أهلا وسهلا بكافة القادمين الزائرين المتضامنين معنا فى هذا الوقت الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية , ولكن الترحيب الخاص بالسيد عمرو موسى كونه الشخصية العربية الأرفع الذي يمثل كل العرب بصفته الأمين العام لجامعة الدول العربية وبشخصه العروبي المعروف بمواقفه الصلبة والشجاعة من العملية السياسية الجارية ومن الممارسات الإسرائيلية وتصريحاته الصريحة فى نقد استمرار العملية التفاوضية الى ما لا نهاية وضرورة وضع السقف الزمني للوصول الى حلول لكافة الملفات العالقة مع الكيان الإسرائيلي , اليوم نرحب به ضيفا عزيزا على قطاع غزة ولكن تبقى هذه الزيارة – على أهميتها – ناقصة ومجتزأة لأنها تأتي فى ظل استمرار الانقسام الذي – للأسف الشديد – سنحتفل بعد أيام بمرور الذكري الرابعة لحدوثه , ونحن كنا ولازلنا نأمل بدور أساس للجامعة العربية في أن يكون تركيزها منصب على إنهاء هذا الملف , وكنا نود أن تكون زيارته لقطاع غزة مشابهة لزيارته السابقة التى حضر الى قطاع غزة للمشاركة فى افتتاح عقد الجلسة الأولى لأول مجلس تشريعي فلسطيني عام 1996 , وكنا نأمل أن يزور القطاع محتفلا بتحقيق المصالحة أو أن يرأس فى زيارته لقاءا فلسطينيا عاما وشاملا يعلن فيه انتهاء الانقسام وعودة اللحمة الفلسطينية الى وحدتها , وهذا من صلب مهماته كأمين عام للجامعة العربية وحرصا منه على تحقيق المصالح العربية بتحرك فعلي للجهات العربية المسئولة وليس خطوات ردة فعل إعلامية بحتة لإثبات الوجود والحضور الشكلي العربي أو منافسة الحضور الإعلامي التركي الكبير فى الدور لكسر الحصار عن قطاع غزة . قطاع غزة لم يعد يحتمل أن يكون عنوانا لكل من أراد تحقيق حضورا إعلاميا صاخبا أو القيام بخطوات استعراضية أمام الكيان الإسرائيلي لتحقيق أهداف ذاتية أو التناوب فى تخدير أهالي قطاع غزة وبث الأوهام فى تفكيرهم أو تحقيق انتصارات إعلامية لا تعمل على تغيير الواقع الصعب والمظلم الذي يحياه أهل قطاع غزة , كل ما يريده أهل القطاع أن يكونوا جزءا من هذا العالم وليس خارج التاريخ والجغرافيا , يريد أن يحيا أبناؤه كما يحيا إخوانه فى مناطق العالم الأخرى وهذه المهمة ملقاة على القادة والزعماء الفلسطينيين والعرب قبل غيرهم , هذه صرخة أطفال وشيوخ ونساء ورجال قطاع غزة الى كل هؤلاء , وفى ذات الوقت لابد من عدم نسيان الحقيقة فى خضم الحديث عن قطاع غزة أن قضيتنا الأم هي القضية الفلسطينية بكافة جوانبها والتصدي للمشروع الصهيوني الكبير ضد أرضنا ومقدساتنا ووجودنا ومستقبلنا على أرضنا وحقنا فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل كامل للملفات الساخنة مع الكيان الإسرائيلي .        رئيس مركز آدم لحوار الحضاراتwww.imadfalouji.ps