خبر : ماذا ينقص في حكومة نتنياهو اشواقي لدافيد ليفي/يديعوت

الإثنين 07 يونيو 2010 11:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا ينقص في حكومة نتنياهو اشواقي لدافيد ليفي/يديعوت



 صبيحة اليوم الذي خرج فيه رئيس الوزراء الى رحلته الزائدة الى فرنسا وكندا، عقد على عجل السباعية لبحث غير بحث في الخطة لوقف الاسطول التركي. وطلب من الوزراء الاعراب عن رأيهم، كل واحد على انفراد، في الخطة، وكما هو متوقع، كل واحد مهم قال بدوره آمين. في حكومة بيغن، التي ورطت اسرائيل في حرب ثلاثين سنة مع لبنان، كان وزير كبير واحد، يدعى دافيد ليفي، تجرأ على أن يطلق بين الحين والاخر رأيا مخالفا. من كان يصدق ان نشتاق لدافيد ليفي.  (ولسيمحا ايرلخ، وليوسف بورغ، ولاريه درعي: وزراء لم ينهوا دورة قادة حظائر، لم يستلقوا في الكمائن ولم يقبلوا في الوحدة الخاصة "سييرت" ولكن في مواضيع الامن كان لديهم عقل سليم). الخطاب الجماهيري الذي بدأ في اعقاب احداث يوم الاثنين الماضي، ركز في الجانب العملياتي: هل جرى ارشاد مقاتلي الوحدة البحرية على نحو سليم، هل كان قصور استخباري، هل كان ينبغي ان ينزلوا الى السفينة مثلما نزلوا ام بطريقة اخرى، هل استخدموا سلاحهم كما كان ينبغي. هذه اسئلة مشوقة، اساس هام لاستخلاص الدروس داخل سلاح البحرية، ولكن مع كل الاحترام، فانها تفوت الامر الاساس. في اسرائيل رأوا في العملية حدثا منعزلا، خطوة عسكرية تعقدت. ليس هكذا رأوها في العالم. فقد اعتبرها العالم دليلا آخر، واحدا في سلسلة طويلة على أن اسرائيل اصبحت – في رأي العالم – دولة سائبة. السيطرة الفتاكة كانت القشة التي قسمت ظهر البعير.  يمكن التباكي على ازدواجية العالم الاخلاقية: ونتنياهو يفعل هذا على نحو افضل من الجميع، بنبرة عميقة وبحركات يدين يائسة. التباكي هو الملجأ الاخير لمن لا يفعل شيئا، المفزوع، المهزوم. وليس التباكي هو من سينقذ اسرائيل من الوضع المعقد الذي علقت فيه.  كيف حصل هذا؟ كيف حصل ان حكومات تفهمت، ربما حتى بعطف، حروب اسرائيل في لبنان وفي غزة، تتعاطى معها الان وكأنها منبوذة؟  الاسباب متنوعة، وليست جميعها تحت سيطرة نتنياهو. ولكن كان للاخطاء التي ارتكبها مساهمة حاسمة. الخطأ الاول كان تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية. عندما يكون ليبرمان هو فترينتك، فلا تعجب اذا لم يكن احد مستعد لان يدخل دكانك.  الخطأ الثاني كان تشويش الفرق بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المنعزلة. الخطأ الثالث كان الشيخ جراح. نتنياهو تبنى في بار ايلان حل الدولتين ووافق على تجميد البناء بحجوم لم يسبق لها مثل، ولكن في العالم لم يصدقوه. اشتبهوا بان هذه ضريبة كلامية. والدليل هو أنه حصل بسهولة على موافقة بيغن، يعلون وليبرمان.  الخطأ الرابع كان المعالجة الفاشلة (التي تعود بدايتها الى الحكومة السابقة) لغولدستون، والعملية التي تعقدت في دبي. رئيس الموساد مئير دغان، الذي قال في الاسبوع الماضي انه في نظر الامريكيين تحولت اسرائيل من ذخر الى عبء، نسي أن يذكر مساهمته المتواضعة في هذا التغيير.  نتنياهو يعيش في الكبت. مثلما في احداث النفق في الولاية السابقة له، الان ايضا لم يتمكن من الفهم الى أين يمكن ان تتدحرج الامور. فهو لم يسأل نفسه ماذا سيفعل اردوغان، كيف سترد تركيا، ردا على سيطرة الكوماندو الاسرائيلي على سفينة تركية. لم يسأل نفسه كيف سترد حكومات كان مواطنون محترمون من رعاياها على السفينة. لهذه الدرجة كان لا مبال، بحيث لم يبقي في البلاد رجلا من مكتبه كرجل ارتباط، رغم أنه عرف بان العملية ستنفذ حين يكون في خارج البلاد، عشية لقاء مع الرئيس الامريكي. وها هو يتراجع على طول الطريق: يعلن بان الاتراك على السفينة هم وكلاء القاعدة ولكنه يبعث بهم عائدين الى ديارهم، كأبطال، دون ان يستنفد التحقيق معهم. يخفف الحصار على غزة. يوافق على مشاركة دولية في التحقيق ويتراجع عنه.  يوهم نفسه بان الامر سيكون على ما يرام. بعد قليل سيدخل اوباما في موسم الانتخابات، وبعدها يهزم ويضعف. كل ما تحتاجه اسرائيل عمله هو أن تخفض رأسها الى أن يمر الغضب.  الزعيم كان سيأخذ المبادرة الى يديه، يغير ليبرمان بشتاينتس او اسرائيل بيتنا بكديما، يبدأ بخطوات تعزز سيادة السلطة الفلسطينية بالضفة، يرفع الحصار عن غزة، الذي أضر حتى الان باسرائيل اساسا، ويستعد لعصر جديد في العلاقات مع تركيا.  ولكن ليس لاسرائيل في هذه اللحظة زعيم، لا توجد زعامة.