خبر : العالم يكتشف تركيا....والأتراك يكتشفون أنفسهم...!! .. عماد عفانه

الأحد 06 يونيو 2010 01:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
العالم يكتشف تركيا....والأتراك يكتشفون أنفسهم...!! .. عماد عفانه



تربعت تركيا هذا الأسبوع على عرش قلوب الجماهير حول العالم، ورفرف العلم التركي في مختلف ساحات وعواصم مختلف دول العالم، وكأن العالم يكتشف تركيا من جديد. الحب والعشق المفاجئ من الجماهير حول العالم لتركيا لم يكن لأن العالم اكتشف أنهم يتمتعون ببشرة شقراء وعيون زرقاء، وليس لأنهم اكتشفوا أن للأتراك أجساد رشيقة أو أنهم يتحدثون بكل لغات العالم. هذا العشق هو في الحقيقة عشق للكرامة وللرجولة وللبطولة التي أظهرها الأتراك في مواجهة كيان القراصنة الذي يرى نفسه فوق الجميع في العالم. العالم يعشق البطولة، والشعوب ترنوا لمن يواجه الظالم ويوقفه عند حده، فلا يفوتكم أن أشهر القصص العالمية التي تختطف ألباب القراء أو المشاهدين كانت وما زالت وستبقى مبنية على مشاهد تصدي قوى الخير لقوى الظلم والبغي والانتصار عليها، غير أن الفرق هذه المرة أنها مشاهد حقيقية ، والبطولة التركية كانت مصبوغة بلون الدم. كما يبدوا أن الأتراك يكتشفون أنفسهم من جديد، ويستعيدون - في لحظة الغضب العالمي على "إسرائيل" والفخر والتضامن الكوني مع تركيا وبطولتها في مواجهة "إسرائيل"-  يستعيدون أمجادهم العريقة حيث كانت راياتهم إبان الخلافة العثمانية  ترفرف على نحو نصف الكرة الأرضية، وباتوا ينطقون بلسان القوة الجديدة المستندة إلى تاريخ ممتد ضارب جذوره في أعماق التاريخ، في مواجهة كيان طارئ أقيم على هامش التاريخ وفي غفلة من البطولة. وها هو داود أوغلو سليل محمد الفاتح وعبد الحميد الثاني يستلهم عبق الخلافة ويخاطب باراك بذات اللسان وذات اللهجة بل والعزة والكرامة التي خاطب بها عبد الحميد الثاني تيودور هرتزل، حيث يوجه أوغلو خطابه لباراك قائلا:  ننتظر منك الاعتذار. لقد اقترفتم جريمة دولية وعليكم أن تسمحوا بإرسال القتلى والجرحى إلى تركيا، وسنأخذ الجرحى فإن من يقتل المدنيين لا يمكن أن يعالجهم. إن كان المدنيون هم المعتدون، فمن القتلى؟ وهل القتلى أعداء؟ وهل القتلى وجهوا صواريخ تجاهكم..!! كيف استطعتم قتلهم..!! إن تركيا ليست أي دولة... تركيا لديها من القوة ما تحمي به مواطنيها. أي احترام هذا؟ وأنتم تقتلون أبنائنا في المياه الدولية..!! لا يمكن لأي شخص أن يمس مواطنينا... إنكم تناضلون منذ خمس سنوات من أجل جندي إسرائيلي واحد. ..ومواطنونا بالنسبة لنا أيضا مهمين... وعليكم التعامل معهم باحترام . الله الله ما أعظم العالم حكومات وشعوب حين يكتشف تركيا كأحد قوى الخير ويقف معها ويتضامن مع ثباتها في وجه كيان القراصنة . الله الله حين يتجند كل أحرار العالم وكل قوى الخير في جبهة العدالة والحرية من أجل فلسطين قبلة الأحرار في العالم ولنصرة أعدل قضية يشهدها التاريخ. الله الله ما أروع تركيا حين تكتشف ذاتها وتتذكر أن القدس وفلسطين لم تسقط في براثن اليهود إلا بعد أن ضعفت تركيا الإسلامية، وسقطت الخلافة العثمانية، وأن القدس وفلسطين لن تعود إلا إذا عادت تركيا وعاد معها العرب والمسلمين إلى دينهم الإسلامي وأقاموا الخلافة مرة أخرى ولكن في القدس هذه المرة وليس في اسطنبول. وليس أدل على ذلك من مقولة بطل تركيا الجديد أردوغان "مصير القدس مرتبط بمصير اسطنبول.. ومصير غزة مرتبط بمصير أنقرة، ولن نتخلى عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم". موقع الكاتب http://days-wattan.co.cc/