حين بدأت أكتب مقالتي هذه، كانت ومازالت عالقة في ذهني صورة الأخت المتضامنة المناضلة الحرة الفلسطينية حنين زغبى، فأحببت أن ينطوي عنوان المقالة وأن يحمل حروفا حتى لو صغيرة من اسمها فكتبت ( تحن) فتحية من غزة الصامدة تحية من كل طفل وامرأة وشاب وشيخا إلى كل المتضامين الشرفاء الأحرار العزل الذين تحملوا مشقة السفر عبر البحر الأبيض المتوسط، محاولين الوصول إلى غزة الصامدة المحاصرة منذ أربع سنوات، تحية لكل هؤلاء المدنيين العزل الذين كانوا على بعد أميال من غزة وتعرضوا في ليلة 31/5/2010 لإرهاب دولة ووحشية خطط وأوامر، نتنياهو وباراك وأشكنازي وبتنفيذ القرصنة الإسرائيلية ونيرانها، باستخدام هليكوبتر وبوارج وقوارب أحاطت بهم وهم على متن أسطول الحرية. تحية وتقدير لكل هؤلاء الذين أحسوا بغزة وشعبها المحاصر، الجريح من حرب إسرائيلية طالت كل شي الحجر والبشر والشجر، تحية لكل هؤلاء الذين حاولوا كسر الحصار والظلم الذي تتعرض له بقعة صغيرة لاتتجاوز مساحتها 36 كيلومتر مربع ، البقعة التي باتت جحيما وسجنا كبيرا يضم مايزيد عن المليون ونصف في أكبر كثافة سكانية في العالم وبها نحو 68% لاجئين يعيشون في مخيمات وهم ممن هجروا من أرضهم وديارهم من فلسطين التاريخية على ايدى العصابات الصهيونية. ولست هنا بصدد التحدث عن الحجج الواهية التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتتفنن في الدعاية والترويج لها عبر كل الوسائل غير المشروعة لتبرر الوجه الدموي الوحشي الذي ليس بجديد على الصهاينة الذين اعتادوا على ارتكاب الجرائم والمجازر واستخدم كل وسائل العنف والقوة والقتل هذا منهجها منذ القدم وحتى اللحظة، فهي تستبيح كل شي برا وبحرا وجوا وعلى مرأى ومسمع العالم .. رواية الصهاينة (الأمن والأمان) المعتاد عليها حتى حينما تقتل جنينا في رحم أم فلسطينية . غزة تقول لكل المتضامين وكل الشرفاء والأحرار والمدافعين عن الإنسانية والحقوق العادلة : غزة تحن إليكم دوما فلا تنسوها وهنا أخص بالذكر النائبة العربية بالكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حنين زعبى التي قيل لها بالاعتداء والصراخ والتمييز العنصر وبالحرف الواحد (روحي على غزة يا خاينة) تحية لك من كل امرأة وفتاة في غزة حنين أنتى وسام شرف نعلقه على صدرونا جميعا يا إبنة الناصرة، الناصرة ارض فلسطين التاريخية في عام 48، قولي لهم سأروح لغزة مهما كان منعكم لي وعنصريتكم وقتلكم ... وقولوا لهم ... غزة تحن إلينا دوما ولن ننساها .. حنين زعبى التي تصدت للظلم والعنصرية والفاشية الصهيونية، تصدرت لهم بقول كلمة الحق، عرت هذا الاحتلال الاسرائيلى وكشفت وجهه الحقيقي للعالم ، وحقيقة مايفرضه من حصار ظالم ، حصار غير قانوني وغير أخلاقي وغير إنساني ، حصار يحرم مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة من حقهم في الحياة وحقوق أطفالهم ونسائهم وشيوخهم من العيش بكرامة وحرية . وأوجه كلامي إلى كل متضامنة ومتضامن كان على سفينة الحرية عاد إلى دولته أن يجعل من رحلته هذه تاريخا، كونوا نموذجا يحتذي به وتجربة فريدة نادرة، كونوا تاريخا يدرس في البيت والشارع والمؤسسة وتاريخا يكتب على الجدران، ليسجل كل واحد منكم ماحدث ويوثقه بالصوت والصورة والكلمة وعبر كل وسائل الإعلام سجلوه لكل الأجيال في دولكم ليظهر للعالم أجمع من هم الصهاينة وما يفعلونه بحق الإنسان والإنسانية جمعاء وبحق فلسطين شعبا وأرضا، ولتكن تجربة هذه الرحلة كتاب، وروايات، ومعارض، وبوسترات ورسوماً على جدران، وبرامج تلفزيونية وإذاعية وحتى مسلسلات وأفلاماً توثيقية وغيرها، كونوا أبطال الحرية. كما أدعو الأخوة والأخوات المتضامين عبر أسطول الحرية لتكن هذه رحلة العمر ولتبقى خالدة في الذاكرة وليخصصوا لقاءا في 31/5 من كل عام تلتقوا به جميعا في مكان ما تحيوا فيه هذه الذكرى، وسجل يا تاريخ بسطور لونها حمراء بلون الدماء الزكية التي سقطت ..أنتم سفراء الحرية والحق والعدل وستبقون في ذاكرتنا وفى تاريخ فلسطين وجزءا خالدا منه. تحية من غزة وتحية من أعماق قلبي إلى جميع المتضمين الأحرار وتحية إلى أهلهم وأصدقائهم في كل مكان كما إنني أترحم على الشهداء نسأل الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان .