"كيف تقيمون سفن كسر الحصار التي تصل إلى غزة؟ ـ هذه لعبة سخيفة اسمها كسر الحصار.. السفن تنطلق من ميناء لارنكا القبرصي..صحيح. أولا السفارة الإسرائيلية تأخذ كل جوازات سفر من سيركب السفينة للتأكد من هويات المسافرين ثم تتفحص ما ستحمله السفينة من مساعدات. ثانيا قطع البحرية الإسرائيلية تعترض طريق هذه السفن وتتأكد من الموجودين على السفينة والبضائع المحملة، قبل ان تسمح لهم بمواصلة الرحلة الى غزة.. فأين هو كسر الحصار. حصل أن بعض الدول قالت إنها ستبعث سفننا.. أين هي تلك السفن؟ * سفينة ليبية حاولت الوصول؟ ـ طيب وينها.. أتمنى ان تصل هذه السفن.. يا ريت. وبعدين اذا كنت تريد إرسال مساعدات الى غزة لماذا لا ترسلوها عبر مصر أو الأردن.. مصر توصل كل شيء وكذلك الأردن. وبالتالي فان هذه دعاية كاذبة ورخيصة ومزاودة لا أول لها ولا آخر. اذا من يصل من لارنكا مراقب بل موافق عليه".هذه كلمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي جاءت ضمن مقابلة مطولة مع جريدة الشرق الأوسط التي وجدت نفسي مندفعا للبحث عنها عبر صفحات الانترنت بهدف توثيقها والوقوف على حرفية الكلمات فوجدتها على صدر الصفحة الأولى للعدد الصادرة في يوم الخميس الموافق 11/12/2008مالأمر الذي ذكرني بهذا التصريح وما تبعه من ضجة إعلامية طالت من وطنية وجنسية ومصداقية الرئيس وموقفه من الحصار المفروض على القطاع التي جاءت على السنة المنظمين للحملات المتعاقبة و نشطاء سلام سفن (الحرية، غزة الحرة، الكرامة، الكرامة القطرية، المروة الليبية) وأقلام الكتاب على مختلف توجهاتهم ومشاربهم، تذكرت كل هذا عندما كان الرئيس يتغنى بأبطال أسطول الحرية ويمنحهم الجنسية الفلسطينية ويطلق على مؤتمر فلسطين للاستثمار ببيت لحم "مؤتمر الحرية" وساترك الكلام للقارئ لكي يعيش مع كلمات الرئيس عام 2010 ليقارنها مع سابقتها 2008م ليست هذه المرة الأولى التي امتزج بها الدم العربي الإسلامي العالمي مع الدم الفلسطيني في مسيرة النضال الطويلة للشعب الفلسطيني التي استغرقت القرن العشرين ومطلع القرن والواحد والعشرين، وقافلة الحرية ليست هي أول المحاولات الجادة لدعم الشعب الفلسطيني ولكسر الحصار عنه ولن تكون الأخيرة، ولذلك لن تذهب هذه الدماء الزكية التي سالت قبل يومين من الشهداء والجرحى هدرا فهؤلاء هم شهداؤنا ونعزي أنفسنا بشهادتهم.وسيحمل كل من ساهم في ’أسطول الحرية’ من اليوم الجنسية الفلسطينية، لان هذه عملية شرف شارك فيها العالم اجمع.نوافق على تسمية هذا المؤتمر بـ’مؤتمر الحرية’....، وإذا كانت قافلة الحرية تأتي من الغرب من اجل كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني فان قافلة الحرية هنا تأتي لكسر الحصار عن اقتصاد الشعب الفلسطيني. تعرض شعبنا خلال الأيام الماضية إلى إرهاب دولة عندما هاجمت إسرائيل قافلة الحرية. إن شعبنا والعالم بأسره اليوم يواجه هذا الإرهاب ويرفض استمراره. وإذا كان العالم قد شاهد الإرهاب ضد متطوعين أبرياء، فنحن كشعب فلسطيني نشاهد أمثلة يومية على الإرهاب من خلال القتل والحواجز والجدار وطرد المواطنين من بيوتهم ومصادرة الأراضي والحصار حول غزة وحول مدننا وقرانا وبالأساس حول القدس الشريف المطوقة بجدران العزل. القدس محاصرة وغزة محاصرة والخليل ممزقة، وبيت لحم معزولة وأراضينا منهوبة.. ونسأل العالم إلى متى يستمر ذلك؟ يحق لنا اليوم أن نسأل السؤال الكبير:- متى سينتهي هذا الطغيان والاحتلال؟ ومتى تحترم إسرائيل قواعد الشرعية الدولية؟ حتى يتوقف سفك الدماء ويحل السلام الحقيقي.إن الشعب الفلسطيني يطمح لأن يتحول بيان مجلس الأمن الأخير إلى حقيقة واقعة، وأن لا يكون طفرة من اجل امتصاص الغضب.لأول مرة تنتقد معظم دول العالم وكذلك الصحافة الإسرائيلية هذا الموقف الوحشي الذي قامت به حكومة إسرائيل، حيث لا تخلو صحيفة من مقال أو حديث لصحفي مشهور ينتقد فيه هذه العملية البشعة...ونتيجة للجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق قافلة الحرية الدولية التي جاءت لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد تسعة عشرة متضامنا وإصابة العشرات فإنني قررت وأوعزت بإلغاء احتفاليات، نحن في حالة حداد وأعلنا الحداد 3 أيام وحالة الم ولا نريد احتفاليات مؤتمرنا هذا كافة وتستمر أعمال المؤتمر كما هي. كان من الواجب الوقوف مع هؤلاء عبر هذا المقال لنشهد بنبل مقصدهم وصدق توجههم وطهر وسائلهم فهم لم يأخذوا الإذن من إسرائيل ولم تعترض الزوارق الحربية الاسرائلية سفنهم من أجل تفتيشها. وسأترك المجال للسيد فاغيليس بيسياس رئيس الحملة ومالك سفينتي "غزة الحرة" الذي رد على تصريحات الرئيس ابو مازن في حينها للجزيرة نت (20/12/2008) قال فاغيليس بيسياس رئيس الحملة ومالك السفينتين اللتين قامتا بأول رحلة تجاه غزة، "إنه لما سمع الخبر من وسائل الإعلام اعتقد أن الأمر مجرد شائعة وبأنه لا يمكن صدور مثل هذا التصريح. ولكنه مع تأكيد الخبر تشكل لديه رأي بأن من يدلي بهذه التصريحات "لا يمكن أن يكون زعيما فلسطينيا"، متسائلا "كيف يمكن لهذه الكلمات القليلة أن تحوي كل هذا الكم من عدم الدقة وإنكار جهود المجموعة؟". وأوضح بيسياس أنه تريث طويلا في التعقيب على التصريحات للتأكد أولا ولفهم دواعيها ثانيا، مؤكدا أنه لا يزال عاجزا عن فهم السبب وراءها. وأضاف أن الجميع يعلم أن نشطاء فك الحصار لم يكن لديهم خلال رحلتهم أي اتصال مع السلطات الإسرائيلية ولم يقبلوا بأي تفتيش إسرائيلي لسفينتهم، وهذا الأمر تؤكده الوثائق الرسمية للرحلة وتصريحات مسئولي الحملة لوسائل الإعلام العالمية. وأوضح بيسياس أن السبب في هذا الرفض هو أن النشطاء رفضوا أن تمارس إسرائيل أي سلطة مخالفة للقانون الدولي، وأنهم اعتقدوا أن لا حق لها في تفتيش ركاب أو محتوى أي سفينة ترفع علما أجنبيا (العلم اليوناني) في المياه الدولية أو في المجال البحري لقطاع غزة. وأكد أن السلطات الوحيدة التي قامت بتفتيش قانوني للسفينتين كانت سلطات المرافئ في اليونان وقبرص. كما استنتج بيسياس أنه من غير المقبول أن يحاول أي أحد أن يغير المعنى الرمزي لمحاولة كسر الحصار وهو التضامن المجرد مع الشعب الفلسطيني بأكمله خاصة مع شعب غزة المحاصر. واعتبر أيضا أن التصريحات مرفوضة كذلك لأمر آخر وهو أن النشطاء لم يتدخلوا في أي أمر فلسطيني داخلي وقبلوا نتائج الانتخابات الديمقراطية التي أجراها، كما أنهم يدعمون فكرة المقاومة الفلسطينية الموحدة وهي الفكرة التي وصفها بالمقدسة. واختتم بيسياس بالقول إن هذه التصريحات (تصريح الرئيس الفلسطيني) "ترتد على الذين يقبلون بالهيمنة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وللأسف هم تصالحوا مع تلك الهيمنة"، معتبرا أن رده يعبر عن آراء المشاركين في حملة "غزة الحرة" الدولية. واختم من جهتي الرئيس أبو مازن اعترف بأن سفن كسر الحصار أتت أؤكلها ومنح أبطالها الجنسية الفلسطينية اعترافا لفضلهم ووفاء لصنيعهم وان سفنهم ومحاولاتهم ليست سخيفة ودعاية كاذبة!! ولكن الرئيس عرف ذلك بعد ان قدم هؤلاء الشهداء والجرحى والمعتقلين وان لا ينسقون مع إسرائيل ولا يأتمرون بأمرها!!؟ فهل سيأتي اليوم الذي يعترف فيه الرئيس بالمقاومة والصواريخ "العبثية" (حسب وصف الرئيس لها) وان رجالها أبطالا يوضعوا على الرؤوس وفوق الجبين وان المقاومة والدماء وحدها هي التي تصنع ما لم تصنعه المفاوضات على مدار 17 عشر عاما ؟