القدس المحتلة / سما / جددت إسرائيل اليوم الخميس نيتها عدم الاستجابة للمطالب الدولية برفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 معتبرة أن رفع الحصار سيسمح لإيران بالدخول إلى القطاع وتزويد الجماعات الفلسطينية المسلحة بصواريخ قادرة على ضرب القدس وتل أبيب. وقال رئيس الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) ريوفين ريفلين في تصريحات "لراديو سوا" إن إسرائيل "لن تستجيب لمطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برفع الحصار عن غزة". مؤكداً أن بلاده "على يقين بأنها على صواب، وأنها تتخذ الإجراءات الصحيحة لمنع أي شخص غير مرغوب فيه من دخول غزة". واعتبر ريفلين أنه في حال سمحت إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة "فسرعان ما سنرى الإيرانيين في غزة ومعهم صواريخ يصل مداها إلى القدس وتل أبيب وجميع المدن الإسرائيلية". وقال إن قرار إسرائيل بالإفراج عن جميع ركاب سفن "أسطول الحرية" جاء "تحاشيا للدخول في نزاع مع تركيا وغيرها من الدول التي كان بعض رعاياها على متن هذه السفن". وأكد رئيس الكنيست حق إسرائيل "القانوني" في اعتراض السفن في المياه الدولية معتبرا أن القانون الدولي يمنح إسرائيل "كل الحق في القيام بما قامت به متى تبين لها أن هدف تلك السفن هو كسر الحصار". وقال ريفلين إن الكنيست حريص على معرفة جميع الحقائق المتعلقة بحادثة اعتراض سفن "أسطول الحرية" غير أنه شدد في الوقت ذاته على أن "بعض من كانوا على متن السفن كانوا من الإرهابيين"، على حد تعبيره. وتابع قائلا "إننا نعلم الآن جيدا أن بعض الإرهابيين كانوا بين الركاب، وكانوا يحاولون ضرب الجنود الذين نزلوا في السفينة لمنعها من الذهاب إلى غزة" معتبرا أن "من حق إسرائيل، بل من واجبها، حماية مواطنيها". وأكد ريفلين أن معظم النواب في الكنيست يؤيدون القرارات التي اتخذتها الحكومة بهذا الشأن كما يؤيدون استمرار فرض الحصار على غزة. وقال إن "أكثر من مئة من نواب الكنيست البالغ عددهم 120 نائبا يؤكدون أن لإسرائيل كل الحق بموجب القانون الدولي في فرض حصار على غزة لأنها أصبحت مشكلة بالنسبة لإسرائيل" مشيرا إلى أن بلاده تعرضت على مدار السنوات السبع الماضية لإطلاق أكثر من 30 ألف صاروخ وقذيفة على البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة. يذكر أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي تعد تكرارا لما أكدته حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على مدار اليومين الماضيين رغم الانتقادات الدولية التي تعرضت لها الدولة العبرية بعد مقتل تسعة ناشطين خلال هجوم نفذته قوات الكوماندوس الإسرائيلية على سفن للإغاثة في المياه الدولية فجر الاثنين الماضي. وكان نتانياهو قد تعهد أمس الأربعاء بالاستمرار في "توقيف وفحص" أي سفينة متوجهة إلى قطاع غزة كما اتهم إيران في الوقت ذاته بمحاولة تهريب أسلحة إلى القطاع مؤكدا أن سفن "أسطول الحرية" لم تكن تحاول نقل إمدادات إلى غزة بل إنها ضمت مجموعة من "مؤيدي الإرهابيين"، حسب تعبيره. يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد أصدر قبل يومين بيانا ندد فيه بالهجوم الإسرائيلي وطالب بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات العملية، وهو ما أيدته الولايات المتحدة والدول الأوروبية.